| سلطان حمود المتروك |
المتفكرون هم أناس يعملون على إعمال عقولهم من أجل استنباط الحقيقة والوصول الى غاية مستخدمين التفكير المنطقي السليم الذي يؤدي الى إصلاح الأمة واجتثاثها من تفكك وتشرذم وتباعد الى أفق فيه الحب والوئام.
وان الساحة السياسية في هذه الديرة الحبيبة أشعلت بأتون من أفكار وأجندات وتطلعات قد تكون بعيدة كل البعد عن مسرح مجتمعنا الذي جبل على الخير والوئام، فحرائق تشتعل وقودها الفرقة وهي تذكي بنيران الحسد والبغضاء والتنابز بالألقاب ما هكذا حال السياسيين؟ وما عرفنا ذلك من قبل؟
فكثيرا ما مرت هذه الديرة الحبيبة الراغدة الآمنة بأزمات فلم يخوف أهلها من بعض أهلها؟
إنما كانوا جميعا قلباً واحداً ويداً واحدة.
فما هذه الضجة الكبرى؟ مرسوم هو حق دستوري في إحداث تغيير جزئي في نظام الانتخابات.
لماذا لا نتيح الفرصة في إحلال الصوت الواحد وليذهب الجميع الى صناديق الاقتراع مرشحين وناخبين ولنحكم على هذه العملية الديموقراطية بأنها صالحة أم غير ذلك عن طريق التصويت عليها من قبل البرلمان المقبل.
ولا نحكم عليها نظريا ونقاطعها ونضرب أخماسا بأسداس ونحرق الشوارع ونزج بالشباب في الطرقات ونؤزم المصالح وننشر ثقافة الخوف في قلوب الصغار والكبار وتزهق الارواح في الشوارع وتعلو الأصوات وينادى بالتهدئة فإذا مطالب التهدئة المزعومة هي التغاضي عن الحق وإبعاد الجرائم عن مرتكبيها.
فالديموقراطية الحقة هي تطبيق القانون وإعطاء كل ذي حق حقه.
فالرجاء والأمل والطلب من رجالات هذه الديرة الحبيبة ان ينهضوا من أجل تغليب مصلحة الوطن وأمنه وأمانه وليكون رائد الجميع مصلحة الوطن وحده ولنقذف بالأهواء الشخصية والأفكار التي تتمحور في بوتقة التبعيض والأجندات الخارجية المحمومة التي لا ترغب لهذه الديرة وأهلها الديموقراطية الحقيقية والعيش الهانئ وليطبق القانون كما قال سمو الأمير يحفظه الله في نطقه السامي على الكبير قبل الصغير حتى تسود الطمأنينة في قلوب الجميع.
ونسأل الله التوفيق لهذه الديرة وأهلها ويمن عليهم ببرلمان تسوده الحكمة ويعمل أعضاؤه قلوبهم من أجل الكويت ولأجل الكويت لأنهم أبناء الكويت فهم يعملون من أجل عيون الكويت.
وصدق الأديب:
تفكر في ربوع الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين ناظرات
على أحداقها ذهب سبيك
على صفد الزبرجد شاهدات
بأن الله ليس له شريك
اللهم ربنا يا كريم احفظ هذه الديرة من شرور الحاقدين.