| د. تركي العازمي |
أفرزت الايام الماضية سلوكيات عكست مستوى الغضب لدى الشارع الكويتي... وطالبنا الحكماء بأن يقفوا ولو لمرة واحدة ويبدوا النصيحة لتجنب البلاد شر الفتنة!
إذا كان الغضب من مرسوم 5+1 فلا أظن المسلك المتبع قد أوصل الرسالة بالطريقة التي كنت أتمنى أن يتخذها العقلاء: من العقلاء وأين هم؟... وفي المقابل أعتقد بأن مسيرة 21 أكتوبر 2012 قد بينت الصورة، ولكن ما تبعها من تصرفات من قبل الجموع الثائرة وتحت استفزاز قوات وزارة الداخلية جعل الأمر خارج نطاق المقبول من الجانبين الدستوري والقانوني وكذلك الإنساني، وهو ما دفعنا لكتابة مقال « قيل من قبل... لكل فعل ردة فعل»، لكن الأخوة منتسبي وزارة الداخلية ينفذون الأوامر والمشاركون في المسيرات يتبعون من يخطط لها: ومن المخطط للمسيرات؟ ومن يعطي الأوامر لمنتسبي وزارة الداخلية؟
وللإجابة عن السؤالين نبقى أمام وسائل التواصل الاجتماعي التي لا سيطرة عليها... إنها تمنحك القدرة الشخصية على متابعة ما يقال في الخفاء بشكل علني، لذلك بات لزاما على الجميع العودة إلى نعمة العقل التي وهبنا إياها المولى عز شأنه كي نتدبر أوجه الاختلاف في ما بيننا وهو اختلاف ذكرنا من قبل إنه صحي للغاية ولا يفسد للود قضية حيث الاحترام على المستوى الشخصي يبقى قائما لكن طريقة التعامل مع المجريات غير محترم بعضها وإن كان من الجانب القانوني أمر مفروغ منه.
إنهم تناسوا بطريقة أو آخرى أهمية الجانب الإنساني فالناس تحركها مشاعرها ومتى ما انتهكت أبسط حقوقها في التعبير عن وجهة نظرها واستقبلت بالضرب فإنها حينئذ لا تجد بدا من التجاوب مع ردود أفعال الأنفس التي لا يستطيع التحكم بها إلا العاقل!
لهذا السبب طرحنا هذا المقال «... وللحكماء كلمة!» بين أيديكم لعلكم بشكل مباشر ومن دون «رتوش» تفهمون المعني بالحكماء، وهنا نعنيكم أنتم جميعا فلا تتركوا غيركم يتحدث نيابة عنكم: حكموا قول العقل على شوائب الأنفس واجنحوا إلى التهدئة فهي خير للبلد والعباد!
سواء كنت سنيا، شيعيا، حضريا، بدويا، حزبيا... بسيطاأم تاجرا، أنت في نهاية المطاف «عود من ضمن حزمة».. فلا تتهجم على غيرك من غير دليل ولا تترك لغيرك أن يستولي على طريقة تفكيرك، فالوقت الحالي بحاجة لحكمتك حفظك الله ورعاك والوطن لنا جميعا في نهاية المطاف!
إنني كفرد من المجتمع الكويتي أعلنت رفضي المشاركة في الانتخابات، وأتمنى من المولى عز شأنه أن يهب الجميع الوسيلة المثلى في تقييم الأمور بعد أن بلغ الاحتقان في الشارع الكويتي درجة قد تحرق ما تبقى لدينا من لحمة اجتماعية... وأكرر هنا إنه تبقى للحكماء كلمة وأنتم جميعا الحكماء، ونرجو من الله أن يعينكم في فهم مستجدات الساحة والخطورة التي تلازم بعض جوانبها. والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]