د. تركي العازمي / وجع الحروف / قيل من قبل ... «لكل فعل رد فعل»!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

قيل من قبل « لكل فعل رد فعل»... كان وما زال قانون نيوتن الخاص بالحركة ماثلا أمامنا والذي نص على أنه «لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه يعملان في الخط نفسه»... فالمعارضة تسير وعلى وقع سيرها وسرعته تكون حركة وزارة الداخلية وإذا زادت الحركة بحكم انها على الخط نفسه يلتقيان ويحصل التصادم بينهما!

وفي مسيرة «كرامة وطن» شهد الحراك السياسي قنابل مسيلة للدموع وإصابات، وفي مسيرة مسلم البراك في صباح الناصر دخلت حيز المناطق السكنية وكان هناك اندفاع أكثر مما نتج عنه تعرض افراد من القوات الخاصة لمحاولة دهس!

قالها نيوتن عالم الفيزياء ونبهنا العقلاء لجانب مهم في طبيعة التعامل مع إفرازات النفس البشرية في المقال السابق «العقول وخطورة الانحراف الفكري»، وهو ما حصل في مسيرة صباح الناصر وتجمع مستشفى العدان الذي سبب عرقلة مرورية وكانت الداخلية حاضرة هناك!

وفي المقابل وعد د. وليد الطبطبائي بردة فعل كبيرة في مسيرة «كرامة وطن 2»... ونحن كمجتمع مسالم في طبيعته، أفرطنا في ترك عجلة الفساد تسير وبسرعة كبيرة ما أوجد ردة فعل عكسية من قبل الغالبية وهو أمر متوقع، وقوانين الاجتماع والفلسفة تكشف جانب ردود الفعل من قبل البعض، فهي في غالب الأحيان تأتي مشحونة سواء كانت مع أو ضد الإجراءات المتبعة وبالتالي تقع في المحظور!

إنني على يقين كامل بأن استخدام القوة لن تكون نتائجة مرضية، بل ستزيد من الضغط على الجانب الآخر الذي قد يفقد بعض اعضائه السيطرة على ردود فعلهم ما سيؤدي إلى وقوع إصابات قد نشاهد على إثرها الدماء تسيل على جوانب الطرق!

لست من المتشائمين، لكن هذا هو واقع الحال وما نتوقع أن يحصل في ظل تمسك الجانبين في مواقفهم... والعناد مع «شوية عنف» يفسح المجال لإفرازات الأنفس السلبية بالخروج ليختلط الحابل بالنابل وبعدها ستكون السيطرة على الأوضاع شبه مستعصية!

من هنا نوجه الخطاب للعقلاء... للعقلاء فقط من الجانبين، لعل وعسى أن يقوموا بإطفاء الشعلة قبل أن تتحول إلى حريق نفسي يشتعل بين بعض أطياف المجتمع الكويتي، والقانون لابد من تطبيقه على الجميع، الكبير قبل الصغير، ولنتذكر قول المصطفى «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه»، وفي حديث آخر «مَا أُعْطِيَ أَهْلُ بَيْتٍ الرِّفْقَ إِلَّا نَفَعَهُمْ وَلَا مُنِعُوهُ إِلَّا ضَرَّهُمْ»، والرفق يعني اللين في التعامل مع أهل البيت من الكويتيين جميعا دون استثناء، ومن يصر على العنف فلابد من تطبيق القانون عليه دون تعسف!

مما تقدم، توجب الضرورة الآنية، فتح صفحة الحوار على طاولة يجلس عليها العقلاء فقط... العقلاء فقط... كي يتم احتواء الأزمة التي تمر بها البلاد... والله المستعان!

 

Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي