سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الظلم ظلمة الظلمات

تصغير
تكبير

الظلم كلمة تدعو إلى الاشمئزاز وتعمل على تكدير الصف وتفضي الى تغيير الحقائق. وللظلم أشكال وأنواع وأنماط وصنوف، والدهر يعج بصور من صنوف الظلم، ونحن في مجتمعنا نرى أنواعا من الظلم، فبعض الابناء يظلمون آباءهم وأمهاتهم فيزجون بهم في دار المسنين، وفي المقابل فان بعض الآباء والأمهات يظلمون أبناءهم وذلك باهمالهم وتركهم في أياد غير أمينة تعمل على تربيتهم تربية بعيدة عن أصالة هذه الديرة الحبيبة، وهناك صنف آخر من الظلم يعتري بعض مضامير العمل فيمارس بعض المسؤولين الظلم على بعض العاملين.

ويمكننا القول ان أقسى صنوف الظلم الذي نراه هذه الأيام هو ظلم البعض لديموقراطية الوطن، وذلك من خلال الفرعيات التي تهب برياحها الخبيثة على ربوع هذه الديرة الطيبة فتغرر بالناس وتعمل على ظلم الديموقراطية وتتحدى القانون وتهمل صوت الحق، ويكون التشاور والاختيار والتزكية باطلا. أهكذا نحترم ديموقراطية هذا الوطن ونعلم الافراد الفقه الديموقراطي الأصيل؟ لا بد ان تكون صناديق الاقتراع في يوم الانتخاب هي التي تفرز الاصوات حرة، ولن يتم هذا الا بتفعيل القانون وصد العابثين، وابعاد المتعدين على أصالة الديموقراطية، كما فعل القانون في ازالة التعدي على أملاك الدولة، كي يتم دحر الظلم وهو ما يضمن ان تكون النتيجة مجلسا يعمل على تشريع القوانين وتفعيلها من أجل البناء والتطور والتنمية والانماء.

من الصور السابقة ألا توافقني عزيزي القارئ بأن ظلمة الظلم هي أحلك الظلمات ولننشد مع القائل:

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً... فالظلم آخره يأوي إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه... يدعو عليك وعين الله لم تنم

وقى الله الكريم هذه الديرة الحبيبة من تلك الصفة التي تبعث على الاشمئزاز.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي