| مبارك مزيد المعوشرجي |
زرت أبا خليفة أهنئه بسلامة ابنه الذي أصيب في أحداث مسيرة «كرامة وطن» فأجابني بوطنية صادقة: الولد ولا البلد، مبديا رضاه بالتضحية بولده ويبقى البلد سالماً.
ثم سألت خليفة بعد أن تحمدت له بالسلامة: شتبوون؟ ووين رايحين؟ فرد رد الواثق من نفسه المؤمن بقضيته: نحن شباب آلمه الفساد والإهمال والبطالة، وارتفاع الأسعار، وطول فترة انتظار سكن العمر، و.... و... إلخ.
فأحببنا إيصال رسالة لولي أمرنا الذي نجلّه ونقدره ولا نرضى عنه بديلاً، ولكننا لا نملك أي وسيلة اتصال، وفقدنا الثقة في حكومة تصمت دهراً وتنطق كفراً، استقالت مراراً وتكراراً ولا تغيير في الأداء، ومجلس أمة تفشى فيه الفساد واستشرى الجدال، وحُل مرات ومرات، تغيرت الوجوه وبقي النهج، وبتنا نخاف على السلطة القضائية من التسييس والاختراق ومحاولة التشكيك، كل ذلك مع إعلام جديد مضلل يسوّق لهذا الشيخ أو ذاك السياسي أو تلك الفئة، غيب صوتنا عن عمد وصورنا بالانقلابيين على الدستور، نحن لا ندفع أي تيار سياسي أو رمز برلماني ونعرف أن البعض يظن جاهلاً أن بإمكانه التسلق على أكتافنا، أو يسرق حراكنا الوطني، فيتقدم المشهد ليظهر بالصورة، ولكننا قبلنا مشاركة الجميع ولم نرفض أحداً، ونحن نسيِّر ولا نُسيَّر، نحن نرى منكراً لم نعد نكتفي بإنكاره في قلوبنا، وسنحاول ما استطعنا تغييره بألسنتنا، عبر الحوار والمسيرات، والاعتصامات، لعل الأمر ينصلح، وألا نضطر مكرهين إلى تغييره بأيدينا.
إن الأصوات الانتخابية الأربعة ليست الهدف المهم والوحيد لغالبيتنا الشبابية وإن كنا نرى أنها حق للشعب باختيار من يمثله، ولكن هدفنا الأول والملح هو إصلاح سياسي شامل وتطبيق القانون على الجميع، والعدالة والمساواة، وتلمس هموم الشعب وحل مشاكله عبر التشريع ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، مع إعطائه الثقة على العمل، ونرفض رفضاً قاطعاً المهدئات والمسكنات الحكومية عبر الزيادات والمنح والعطايا المالية، نحن لا نهدد أحداً ولكن الكل يعلم، أن الصبر الطويل ليس من فضائل الشباب.
هذا رأي خليفة... رأي الشباب الذي نزل للشارع مساء الأحد قبل الماضي أتفق معهم على الكثير منه، وأخالفهم بعض الشيء، وهذا الاختلاف بسبب اندفاع الشباب وتروي الكهول، ولكن وعلى كل حال أنا أحب خليفة وربعه وأثق بهم وبقدرتهم على حتمية تحقيق أهدافهم، داعيا الله أن يحميهم من أبطال الميكروفات والشجاعة الزائفة.