| د. تركي العازمي |
ما أشبه اليوم بالبارحة؟... هذا ما ذكرته لزميل سألني إن كانت المقاطعة وسيلة للتعبير عن رفض تغيير نظام الأصوات الإنتخابي.
صحيح إن المقاطعة لوحدها لا تكفي لكنها بالطبع وسيلة مؤثرة تعطي مؤشرا واضحا للرفض الشعبي للتغيير وهي أشبه بالاستفتاء الشعبي لمعرفة من هو مع التغيير ومن هو ضده؟
نحن نتحدث عن 54 نائبا من مجالس 2008، 2009، و2012 قد أعلنوا رفضهم المشاركة في الانتخابات القادمة، و4 قبائل و6 تيارات كبيرة بالإضافة إلى النقابات واتحاد العمال، والاتحادات الطلابية... كلهم أعلنوا رفض المشاركة في الانتخابات بصوت واحد!
رأينا واضح وذكرناه لا لأننا محسوبون على المعارضة بل لأننا متضامنون مع الاطر الدستورية ورغبة السواد الأعظم من الشعب الكويتي الذي يرفض تعديل بالنظام الانتخابي، والحراك الشعبي لا يعني وجود مؤامرة تحاك في الخفاء، إنه تعبير عن موقف وصوت شعبي يراد له أن يسمع!
فهل تكفي المقاطعة؟
من وجهة نظري المقاطعة فقط وسيلة من وسائل التعبير، وواجب أن يبرهن القائمون على الحراك السياسي إنهم أصحاب وجهة نظر يودون التعبير عنها سلميا، لا سيما وأن الحراك السياسي يعد طريقة مثلى في الممارسة الديموقراطية خصوصا وأن حق الناخب في الاختيار قد هوت نسبته مع الصوت الواحد!
لا شك إطلاقا في أنه لسمو الأمير السمع والطاعة في كل أمر يتخذه، ونحن هنا نكتب من باب النصيحة، فالذي يحصل في الكويت أمر صحي جدا، فمعظمنا يعلم إنه «ما تضيق إلا تنفرج» وصوت العقل يجب أن يأخذ به في طبيعة الخطاب السياسي المرافق للحراك السياسي كي لا تتهم الجموع بأنها وراء تدهور مستوى أدب الحوار!
قلت لصاحبي، إننا نتحدث عن 422 ألف ناخب وناخبة، أكثر من 50 في المئة منهم من الدائرتين الرابعة والخامسة و«بحسبة بدو» أظن أن نسبة المشاركة ستكون متدنية جدا إلا إذا حصل ما هو غير متوقع في حسبة المشاركة، ولنا في المجلس الوطني إسوة وشتان بينهما طبعا!
وقد يتساءل البعض: من يقود من في هذا الحراك السياسي؟ والإجابة معلومة مجهولة، فالمجاميع المؤثرة هي من تستطيع أن تخترق بعض الكتل وتنتزع القيادة إن حاولت إيجاد عناصر تمثلها... عناصر تتصف في سمة الإقناع و«مبلتعة» تعرف ماذا تقول ومتى تقف محتجة على أي سلوك قد يبعدها عن الأضواء لتبقى هي في مقدمة الحراك السياسي!
... والله المستعان!
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi