| نجاة الحشاش |
نحن لا نشكك بولاء أي كويتي أو كويتية ولا نشكك بحبه للكويت، ولكن نحن نشك ونحتار بتصرفات أغلبية القلة، ويأخذنا التفكير إلى وادٍ بعيد جدا قد يصل بنا إلى الحضيض، ونرجع مرة أخرى ونقول ماذا يريدون؟؟ ونرجع مرة أخرى ونسأل هل نحن فعلا في واقع خطير يستدعي كل هذه التظاهرات والتأزيمات؟ لماذا كل هذا الإصرار بالرأي هل هو العناد أم الحق؟ هل نحن جميعا جاهلون وهم فقط الذين يعلمون؟ هل هم فقط أصحاب الولاء لهذه الأرض والذين يخافون على مستقبلها؟ هل نحن مغيبون عن الواقع وهم فقط الواعون؟ هل فعلا إننا نعيش في الكويت بواقع مرير نحن نجهله وهم يعلمون؟ هل كل هذا الرفض الشعبي لممارساتهم وتأزيماتهم على باطل وهم فقط على حق؟ حقيقة نحن لا نعلم من أي منطلق فكر يتكلمون ومن أين يستمدون كل هذا العناد والقوة؟ وما هو الوعد الذي أعطي لهم والذي من اجله يصارعون ويصرون على عنادهم؟ وما هي الأيادي الخفية التي تحركهم؟ هل هي من الداخل أم من الخارج؟ من وراءهم ومن مرشدهم؟ هل هي طبخة طبخت بظلام وخفاء بين جهات تتفق بالمصالح وتختلف بالفكر والرأي؟ هل هو مخطط خارجي قديم تمت صياغته وإعداده بيد أجنبية أو عربية أو خليجية لضرب وحدة واستقرار الكويت وأغلبيتنا لا يعلمون؟
هل هم فعلا لا يعلمون إلى أين يجرون الكويت؟ فإن كانوا لا يعلمون ويجهلون، فاللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون؟؟ وان كانوا فعلا مغيبين ولا يعلمون فليسمحوا لي أن اسألهم بعض الأسئلة التي تم تناقلها بيننا في الكويت، ونحن نعلم ان إجابة هذه الأسئلة قد تجعلهم يعقلون ويعودون إلى صوابهم بعد أن يعلموا أن الكويت بلد ليس بمثلها بلد ولا بمثلها حكام ولا بمثلها ارض، ولكي يعلموا أيضا أن الكويت مطمع لغيرهم من الدول القريبة قبل البعيدة. فقط إجابة هذه الأسئلة هي الصورة الواقعية للحياة التي نعيشها في الكويت وبعدها سبحان الله يمكن أن يعلموا ويعقلوا ويهدأوا؟
هل جربت الهجرة للعمل خارج بلدك من اجل لقمة العيش ومبلغ لا يتعدى 100 دينار وتترك أبناءك ووطنك من اجل هذا المبلغ كما في بعض الدول الأسيوية؟ هل جربت تعيش بوطن يفتقد إلى الأمن والأمان والاستقرار وان تعيش لاجئا في وطنك أو هاربا خارج حدوده كما هو الحال في بعض الدول العربية؟ هل اعتقلت وأنت في طريقك إلى بيتك دون وجه حق فقط لأنك تعيش في أرضك المغتصبة؟ هل جربت ان تعيش بمجاعة والعالم يجمع لك الأموال والتبرعات من اجل لقمة تسد بها جوعك كما الحال في بعض الدول الأفريقية؟ هل تعاني من دفع الضرائب الحكومية ووصل بك الحال لدفع ضريبة حكومية مقابل تنظيف منطقتك او مقابل مرورك بشارع او بإحدى الطرقات كما هو الحال في بعض الدول؟ هل أجبرت على دفع مبالغ تعليم أبنائك من بداية مراحل حياتهم الدراسية إلى الجامعة، وعانيت من اجل رسوم التعليم؟ هل ثمة دولة في العالم تعطي أبناءها الطلبة مكافآت مالية مقابل دراستهم ومن اجل تعليمهم وتوفير كتب مقرراتهم الدراسية؟ وتعطي أيضا بدل البطالة وأجورا لكبار السن والعاجزين على العمل فقط لأنهم مواطنوها؟
والله إنها أسئلة قليلة من مجموعة أسئلة عن عطاءات وامتيازات نحن نتمتع بها في بلدنا نحسد عليها ويتمنى البعض زوالها منا؟ ولكن السؤال الصعب هو من الحكام والرؤساء استخدم لغة الحوار والخطاب مع مجموعة متطاولة على مسند الحكم وتهدد أمن بلده واستقراره؟ هل من حاكم عربي يقول لمعارضيه اتقوا الله ويدعو الله لهم بالهداية؟؟ إنها صفات لا يحملها إلا ذو حكمة وعقل وصفات فريدة.
بعد كل هذه التساؤلات المعروفة إجابتها والواضحة كوضوح الشمس ولا يغفل عنها إلا الجاهلون أقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).