| د. تركي العازمي |
لقد نهانا المولى عز وجل عن اتباع هوى الأنفس؟ وكان الرسول يتعوذ من اتباع الأهواء « اللهـم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمـال والأهـواء»، واتباع الشهوات والأهواء يضع حاجبا بين عقل الإنسان وفكره ويجعله لا يميز بين الحق والباطل، وبالتالي فإن أي أمر يخرج عن ما ورد في القرآن والسنة النبوية يقع تحت تأثير اتباع الأهواء!
إن الله عز شأنه أنعم على الإنسان بالعقل الذي ميزه عن سائر المخلوقات، ومقالنا هذا نريد منه ايصال رسالة لكل طرف من أطراف النزاع السياسي والاجتماعي الذي حل في البلاد في الآونة الأخيرة بقصد توجيه النصيحة، حيث ذكرنا في مقال سابق إن أمرين لا يجب على الإنسان الخوف منهما « الرزق والموت»، وعليه وجب علينا الانتباه إلى «الموت» الذي علمه عند الله سبحانه!
بعضنا بلغت به الحال إلى حد من الجهل لا يطاق، فنرى من يخطئ، يتجنى، يقسو، يتهم، ينبز البعض بالالقاب السيئة، يتبع الأنفس والأهواء في سبل العيش دون تمييز في الطريقة التي يتبعها لأنه في صريح العبارة قد غيبت عقله الشهوات وحب «الأنا» وراح يهيم في الارض ويوقع الضرر... وهذا ما وصلنا إليه: فأين العقلاء مما يحصل؟
لدينا دستور الهي واضح وسنة نبوية سطرت أمثلة وافية وكافية تناولت كل معالم الحياة الحاضرة والمستقبلية، ولدينا دستور 1962 واضحة نصوصه لكن... لا حياة لمن تنادي!
ندعوكم إلى التفاؤل فالمولى عز شأنه ذكر «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ»، ولذلك نطالب الجميع بالرجوع إلى العقل واتباع مبدأ «سدد وقارب»... فالعقل العظيم يحتاج لعقلاء يقفون عند مفترق الطرق ويبينون وجهة نظرهم ويهبونا النصيحة بعيدا عن هوى الأنفس استنادا إلى مواد دستورية لا يمكن كسر قواعدها إرضاء لمجموعة دون أخرى!
نريد أن يدخل المعترك السياسي الحالي عقلاء بعد أن أشرنا مرارا وتكرارا في نداء «أليس فيكم رجل رشيد»، فالحال وصلت حد الاساءة لنا جميعا... فنحن ما زلنا نسمع عن جعجعة «المتصارعين» ولا نرى طحينا «دستوريا»...والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]