«درست عند الملا مرشد ثم التحقت في مدرسة المرقاب سنة 1947 وأمرونا حين درسْنا بها أن نرتدي لباس البنطلون بدلاً من الدشداشة»

عبدالله أحمد النوه: كنت محصّلاً لبيوت... أملاك الدولة

تصغير
تكبير
الحياة محطات عدة نلتقي اليوم مع عبدالله أحمد النوه يحدثنا عن دراسته عند الملا مرشد ثم التحاقه في مدرسة المرقاب بعدها عمل في البنيان مع والده،** أما عمله الحكومي فلقد بدأ في دائرة الأشغال فترة من الزمن ثم انتقل الى أملاك الدولة حيث ظل بها حتى تقاعده، أحاديث متنوعة في مواضيعها نقضيها معه فلنترك له ذلك:

والدي دخل الغوص مع سلمان الدبوس غيصا وكذلك مع قماز وكانت وفاته سنة 1987 ولم يكن يجيد القراءة والكتابة وعمل أيضاً في البنيان مع مجموعة من اصدقائه ونحن كنا نسكن دروازة العبدالرزاق وجيراننا في تلك الفترة المنديل والمقهوي والحمدان وكان بالقرب منا بيت الشيخ دعيج السلمان وأنا فتحت عيني والوالد يعمل في البنيان وكان الشغل في الصيف والشغل خفيف وفي الشتاء لا يعملون والبنيان في تلك الأيام بسيط ولم يكن يعمل مع الوالد إلا اثنان من اصدقائه لأن عمل البنيان لا يتطلب أكثر من ذلك إلا إذا أخذ بيتاً كاملاً أو كان يتطلب زيادة عمال فإنه يأخذ معه من يعمل معه وأنا كنت أذهب مع الوالد وأقوم بخدمته وكان ذلك في مطلع الثلاثينات.



الدراسة

دراستي بدأت عند الملا مرشد في مدرسته وكان يدرس معه اثنان الملا سليمان والملا ناصر ولم استمر طويلاً في مدرسة الملا مرشد واذكر أن مدرسته كان مقسمة الى حوشين حوش للطلبة الصغار وآخر للكبار ومن المواد التي كانت تدرس في مدرسته اللغة الانكليزية وهناك أثله في مدرسة معروف وأنا درست عنده القرآن والحساب والقراءة والكتابة.

وأنا اخترت مدرسة الملا مرشد لقرب مدرسته من بيتنا ومن زملائي في تلك الفترة الدراسة عبدالله الظبيبي وناصر الحمدان وسليمان الفهد ومبارك العميري وحسين الوهيب كنا نذهب ونعود مشياً ولم نكن نذهب الى منطقة جبلة إلا معنا إناس كبار حتى لا نتعرض للضرب وكنا كذلك نخرج من السور عن طريق بوابة البريعصي وكان حارسها بن حجي لا يسمح لنا في الخروج ونحن صغار إلا معنا من يكبرنا... كنا نخرج إلى منطقة بنيد القار وهي تكثر بها المزارع والسدر الأربعة بها والدسمة كانوا الكواشيت يخرجون إليها ويتنزهون فيها وكان متوافرة بها قلبان مياه.



المرقاب

تركت مدرسة ملا مرشد الأهلية انتقلت الى مدرسة المرقاب التابعة للمعارف وكان ذلك سنة 1947 وهي مدرسة نظامية ناظرها في تلك الفترة عبدالعزيز الدوسري بوسليمان أما المدرسون فكان فيها خالد المسعود وملا نجم ومحمد الشايجي والدراسة كانت على فترتين صبح وعصر وبالأخير صارت دواما واحدا فترة الصبح وأما لباس الدراسة فكنا نذهب ونحن نرتدي الدشاديش ثم حصل إضراب حين أمرونا أن نلبس البنطلون وأخذنا نلبس البنطلون فوق الدشداشة وإذا دخلنا المدرسة نزعنا الدشداشة بعد ذلك، التزمنا في لبس البنطلون فقرار لبس البنطلون طبق علينا ونحن في الدراسة وحين نكبة فلسطين صار هناك حداد سبع أيام لم نذهب الى دراسة فترة العصر وكانت هناك أناشيد وطنية وقصص عن فلسطين والأناشيد كانت في طابور الصباح والمدرسة كانت عبارة عن دورين.



الترك

أنا تركت الدراسة بعد ما قضيت ثلاث سنوات في مدرسة المرقاب والتحقت للعمل مع الوالد وعمره 14 عاما لكي أساعد بعدما ذهب أخي للعمل في الرياض حيث أمضى ثماني سنوات يعمل هناك سائقاً فهو ذهب مع علي الوهيب واستقر هناك ولم تكن وسائل الاتصال متوافرة في ذلك الوقت... وقضيت فترة أعمل مع الوالد في البنيان وكان يعطني الأعمال الخفيفة وأذكر أننا حين سكنا في بيتنا في المرقاب كان به غرفتان لكن قمت أنا معه ومن كان معه في البنيان بإكمال البيت فبنينا به غرفا وحمامات وجهزناه وبيت اشتريناه بعدما جاءنا ورث من جدتي وكان ذلك في الأربعينات.



الكهرباء

نحن كنا حينما بنينا بيتنا نأخذ الجص من حوش البيت وأما الطابوق فكان من اللبن وحين دخلت الكهرباء البيوت قلت للوالد أنا أتكفل بها فذهب الى بيت نسايبنا وكان بيتهم في القرب من مسجد الحمد وكان عندهم عمال يعملون في ايصال التيار الكهربائي في بيتهم فكنت ألاحظ عملية التركيب وعمل الخطوط وتثبيت الاسلاك الكهربائية وفي تلك الايام كانت الاسلاك توضع على الاخشاب... انا جلست من الصباح الباكر الى المساء وانا ألاحظ العمل وأراقبه عن قرب فتعلمت ومددت الكهرباء إلى بيتنا بنفسي بعدما تعلمت.



أول سيارة

أخي عاد من الرياض سنة 1945 وتعلمت منه قيادة السيارة فكنت أجلس معه في صدر السيارة اذكر اول سيارة قمت بقيادتها شفر كان البشر هو من يأتي بها كانت شفر طراز 1947 لونها عنابي لوري يطلق عليها شَدْ الشاجي... كنت أراقب سياقة اخي واتعلم منه.



الأشغال

التحقت للعمل في دائرة الاشغال سنة 1952 وكنت أعمل مشحماً للسيارات في كراج الاشغال في امصدة وكانت لي يومية مقدارها ست روبيات وأناتان للريوق (الافطار)، والذي دفعني للعمل في كراج السيارات هو حبي للسيارات والعمل بها فهي كانت هوايتي وكنت شاباً نشيطاً... واستقل حين ذهابي للعمل دراجة هوائية... فتحولت ميكانيكياً بعد شهرين لانني قلت للمسؤول وكان فلسطيني الجنسية انا اريد ان اعمل ميكانيكياً فقال النظام يسمح للموظف في التحويل بعد مضي شهرين من التحاقه في العمل ثم تحولت قسم الميكانيك إلى مساعد ميكانيك وزادت يوميي فيها فصارت 10 روبيات وكان عملي في فترة الصبح واتممت خمس سنوات في هذه الوظيفة مساعد ميكانيكي.



الأملاك

بعد دائرة الاشغال غيرت وظيفتي فانتقلت للعمل في دائرة الأملاك وهي املاك الدولة المسؤولة عن البيوت وتوزيعها من دخل محدود والبيوت المستملكة اي المثمنة وقد كان يوضع عليها لافتة املاك الدولة ثم تعطى للكويتيين المحتاجين للسكن وانا حين عملي بها كنت سائقاً ثم أصبحت محصلاً وقد انتقلنا في هذه الفترة للسكن في الدسمة بالقرب من مدرسة الرشيد... وقد حولت بعد ذلك الى الاسكان لان ادارتنا صارت تبع وزارة الاسكان وقد كان مسؤولنا صالح العجيري وصالح عبدالملك والدوسري كان مديرنا وطبيعة عملي هي محصل يتولى تحصيل اقساط البيوت والايجارات وهناك فئة اصحاب الدخل المحدود ليسوا مرتبطين بعمل ما لذلك لا يتم استقطاع الاقساط منهم فالمحصل هو من يقوم بذلك وانا كنت في اول أمرى محصل بيوت كيفان ايام الروبيات امر على اصحابها كل شهر وكان عندي ثماني قطع وكان هناك من يدفع من خلال وظيفته وهذا لا نذهب اليه فأما الذي ليس عنده وظيفة نحن من يقوم بتحصيل اقساط البيت وكان لي زميلي اسمه علي العبيد محصلاً لبيوت الشامية وحينما أكون في اجازة يحل مكاني وانا كذلك اقوم بعمله حين اجازته لانه هو على الشامية وانا على كيفان.



الأحمدي

ارادت ادارتنا ان ترسل محصلاً لبيوت الأحمدي وبالاخص شرق الأحمدي وقد كان من شروطهم ان هذا المحصل ليس عنده بيت ملك ويستحق بيتاً من الرعاية السكنية لكي يكون ثابتاً في الأحمدي فسمعت بذلك وذهبت الى علي العبيد فقال سوف نخبر صالح العجيري بذلك لانه رئيس المحصلين فذهبنا واخبرناه فقال: سوف ندخلك على اللجنة فاذا وافقت صرفنا لك بيتاً في الأحمدي حتى تكون قريبا من عملك وفعلاً دخلت على اللجنة المخولة في ذلك فسألوني هل عندك بيت ملك قلت لا انا ساكن مع الوالد ومتزوج وعندي اولاد واذا حصل لي بيت ملك فأنا موافق ثم وافقوا وذهبت لكي اتسلم البيت وكان هناك نوعان من البيوت اخترت احدهما وكان ذلك سنة 1961 وهي شرق الاحمدي بالقرب من المطافي وكنت اعمل في تحصيل اقساط الكراجات التي تبع الحكومة والسكن الذي كان بصفة ايجار ودكاكين سوق الاحمدي وكنت شابا نشيطا في عملي وسكني كان بالقرب مني، لكن بيت الاحمدي لم يستمر عندي لان الاولاد كبروا فاستبدلته ببيت آخر في منطقة الصباحية قطعة واحد وقد تقاعدت من عملي سنة 1975 وكان جيراني في الصباحية طيبين يقدرون بالذهب لكن صارت حركة رواج في بيع البيوت فبعت بيتي وانتقلت الي السكن في كيفان ثم مشرف وانا محظوظ بوجود الجيران الطيبين في جميع البيوت التي سكنت بها واول حجة لي كانت سنة 1974.



الجراد

اول سيارة اقتنيتها كانت من نوع موريس سنة 1961 وكنا سنة 1958 نذهب نصطاد الجراد في الشعيبة في وقت الليل لان الجراد يعشي في الليل اما في الصباح لا يتوقف عن المشي وكان معي ولد عمتي وكان معنا خياش وسخين وكنا نحفر خندقا في الارض حتى اذا زحف الجراد وقع في هذا الخندق الذي نكون بجواره فنقوم بكرف الجراد من الخندق «الحفرة» ونضعه في الخيش وهكذا طبعا بعض الجراد يخرج فيدخل في ملابسنا ويزعجنا لكن مع ذلك كنا مستمتعين بصيده وهو نوعان عصفور ومكنه والعصفور به اصفرار ومكنه لونها دعماء وقد ملأنا ثمانية اكياس من الجراد، ونحن اذا لم نذهب لاصطياد الجراد نقوم بشرائه من الصفاة التي كانت في نايف الخيش بثلاث روبيات.



العرفج

كان الوالد يذهب الي البر ويخيم به ثلاثة شهور ومعه اثنان من اصدقائه وانا معهم وكنا نذهب على البعارين بعدما نتزود بالماء من قلبان الشامية ونخيم في عريفجان ونحتطب العرفج ونحمله على البعارين ونأتي به الى الصفاة في نايف ونبيعه ثم نعود، كانت الابل التي معنا ثلاث واحدة منها حلوب ونقضي مدة ثلاث شهور نذهب ونعود كل ثمانية ايام نبيع ونتزود بالمؤن، والعرفج لابد ان يكون بها داب «افعى» او عقرب لان هذه الدواب تختبئ في العرفج وهي نوعان هناك قسم منها يستخدم للعلف والآخر يكون للشبوب اي للوقود وكانت الامطار لاتتوقف عن البلاد وحين نذهب للبيع كنا نمشي في الفجر وكان البر في ذلك الوقت كأنه حديقة.



الدروازة

كانت دروازة العبدالرزاق بها مدفع كنا نفطر عليه في وقت رمضان وهو صافرة للجميع وقد حفروا عين في امصدة من اجل النفط فخرج الماء وصارت بركة والناس تأخذ منها الماء وانا والوالد حفرنا بركة في بيتنا في المرقاب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي