د. تركي العازمي / وجع الحروف / الاستعاذة من قهر الرجال...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

حضرت ندوة «للأمة كلمة» التي أقيمت يوم الأربعاء الموافق 10 أكتوبر 2012.... حضرتها مع زميلين محام وآخر صحافي وكنت أرغب في مشاهدة الواقع المرير الذي وصل بالحالة السياسية الكويتية وفتح سقف الحديث «على الآخر»!

وبعيدا عن طبيعة الكلام وبعض المفردات والجمل تذكرت عنوان هذا المقال الذي جاء ضمن سياق حديث عن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال» وهو دعاء مستحب في الصباح والمساء!

إن أكثر ما يؤلم العبد صاحب الحق هو «قهر الرجال»... فأنت مهما كانت صفتك سواء موظفا، مسؤولا، أو سياسيا حينما تصطدم بمن له سلطة عليك في قرار يخصك وتراه يوقع عليك الظلم ولا ينصفك وأنت صاحب حق ولا تستطيع فعل أي شيء فهنا تكون قد تعرضت لقهر الرجال!

الحديث عن صفوة الخلق الذي ذكره المولى عز شأنه في محكم تنزيله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}... وهنا يكون الوجوب بأخذ ما جاء في الأحاديث والعلم اليقين بأن وراءها مواعظ لم نستوعبها إلى هذه الساعة!

ماذا قال المتحدثون في ندوة سالم النملان... «كلام كبير» أثنوا فيه على تصريح فلاح بن جامع حول مقاطعة الانتخابات إن تم العبث في نظام التصويت... إنهم يشعرون بقهر الرجال والهم الذي أصيبوا به وعجزهم في زمن كثر فيه الجبناء ممن صار الغمز واللمز صفة لسلوكياتهم، ولو أنني من باب الحرص على المصلحة العامة الوطنية والاحتكام للدستور كنت وما زلت لا أرغب أن نصل إلى هذه المرحلة... إننا أمام حكم المحكمة الدستورية والتواضع مطلوب في هكذا مواقف والتعنت بالرأي والانفراد به مسلك غالبا ما تكون انعكاساته سلبية على النسيج الاجتماعي وتذكر المجتمعون أحداث الصباحية ورصيف الحربش ونتيجة الخامسة 10 على 10!

إننا نعيش زمن غصت فيه المحاكم بالقضايا المرفوعة... وأصبح الجميع في موقع المحلل السياسي وقد يظن البعض إن هذا الأمر والتغير في طبيعة تدارس شؤون الحياة بين العامة وفي الهواء الطلق أمر غير مستحب ولم يتساءل هؤلاء عن السبب الذي أوصل هؤلاء العامة إلى هذه الحال... إنها الثقافة التي اكتسبها العامة، فالأخبار تنقلها لك التكنولوجيا بين يديك سواء كنت في عملك وبيتك وأي مكان تحط فيه قدماك ومع استمرار حالة التجاذب بين السلطتين صار الجميع في هذا الموضع!

المراد... إن الحديث الشريف فيه دعاء من صفوة الخلق وما نعيشه الآن مدعاة للحيرة والتفكر.... وكثرة الضغط يولد الانفجار ولهذا السبب ندعو الجميع إلى العودة إلى السلوكيات القويمة المتسمة بالأخلاقيات والعدالة ومنح الحرية المسؤولة لأصحابها ولنترك السيادة للأمة وما بين السطور نتركه للعقلاء لعل وعسى أن يتعظوا.. والله المستعان!

 



[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي