الكمال لله وحده، ولكن لابد أن نتوقف عند ماحققته المملكة العربية السعودية مقارنة بالبلدان النامية الأخرى لنستدل على انه إنجاز متميز بجميع ما لهذه الكلمة من معنى.
لقد حبا الله تعالى السعودية بمداخيل كبيرة للنفط لكنها أنفقتها في تأسيس البنية التحتية واقامة المشاريع العمرانية والطرق والانفاق والمطارات والقطارات والمستشفيات، ولا تكاد تمر بمدينة من المدن الكبرى حتى ترى حجم المشاريع الضخمة والطرق والجسور، ومن آثار تلك النهضة:
أولا: رأس المال المستثمر في المصانع السعودية التي وصل عددها 4500 مصنع يقدر بنحو 510 مليارات ريال ويعمل بها نحو 617 الف عامل وموظف، وقد ركزت السعودية على توفير الأمن الغذائي مثل القمح والتمور والالبان والدواجن حتى استطاعت غزو الاسواق الخارجية بفائص انتاجها، وقد نمت صادراتها الى اكثر من 160 مليار ريال.
ثانيا: اهتمت السعودية بالتعليم بصفة عامة لاسيما التعليم الجامعي فأسست حتى (عام 2009) 24 جامعة حكومية و29 جامعة وكلية خاصة يتخرج فيها الآن الطلاب والطالبات سنويا ويحتلون اعلى المناصب، وقد حصلت خمس جامعات سعودية على الخمس مراتب الاولى عربيا وهي من ضمن افضل 500 جامعة عالميا، ولا شك ان اكاديمية الملك عبدالله للبحوث تمثل تطورا نوعيا في التعليم الجامعي والبحوث، كما ان انجاز جامعة الملكة نورة للبنات في سنتين بهذا المستوى الراقي والتطور يعتبر قمة في التخطيط والانجاز، ولا ننسى سياسة السعودية في تشجيع الابتعاث الى الخارج حيث ترسل الاف الطلبة الى الخارة وتنفق عليهم الملايين.
ثالثا: تعتبر السعودية المركز الديني الاول للمسلمين في العالم وفيها قبلة المسلمين، لذلك فقد بذلت السعودية جهودا كبيرة في سبيل ابراز الوجه المشرق للدين الاسلامي في العالم، فلم تؤسس نهضتها على حساب المبادئ والسماح بالمنكرات طمعا في تنشيط السياحة كما فعل كثير من الدول العربية والاسلامية وللاسف، وانما حافظت على التراث الديني ونشرته بين شعوب العالم ودافعت عنه، وأسست الجامعات والمعاهد الدينية الكثيرة، واستقطبت ملايين الدارسين من جميع بقاع العالم.
كما ان للسعودية جهودا كبيرة في تأسيس المساجد والمراكز الاسلامية في جميع بلدان العالم، ولا تكاد تذهب الى مدينة شرقية او غربية إلا وتجد المراكز الاسلامية المنتشرة فيها بدعم من السعودية مع دعمهم للأئمة والمعلمين في تلك الدول ودعمها للمؤتمرات الاسلامية والدورات العلمية ونشر الكتب والمكتبات.
رابعا: بسبب ارتباط السعودية منذ تأسيسها بالدين وتشجيعها للعلم والعلماء فقد برز فيها الاف العلماء المبرزين الذين يعتبرون منارات للعلم على مستوى العالم ونشروا العلم الصحيح على منهج الكتاب والسنة وحاربوا الشرك والبدع والخرافات، وتعلم على ايديهم ملايين المسلمين الذين رجعوا الى ديارهم لتعليم الناس ودعوتهم الى الخير.
خامسا: اما خدمة السعودية للمقدسات الاسلامية ودفاعها عنها فقد اصبحت حديث القاصي والداني، فقد انجز حكام السعودية خلال سنوات قليلة مشاريع ضخمة في بناء المساجد وتوسعتها لاسيما المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد انفقت السعودية اكثر من 70 مليار ريال على توسعة المسجد الحرام ليتسع لأكثر من 770 الف مصل، ومازالت تعمل على توسعته، وغيرت معالم مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة حتى حولتهما الى مدن عصرية تستوعب ملايين الحجاج والمعتمرين ووفرت لهم افضل الخدمات للسفر وللاقامة.
كما ان تأسيسها لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بطاقة تصل الى 7 ملايين نسخة سنويا هو مشروع من اعظم المشاريع ولايدرك اهميته إلا من عاش في بلدان المسلمين التي لا تملك غالبية سكانها إلا نسخا قليلة من القرآن يتبادلونها بينهم.
وللحديث بقية بإذن الله
د. وائل الحساوي
[email protected]