تركي العازمي / «البودي غارد» وتحركات الشيخ!

تصغير
تكبير



انتهت انتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت بفوز قائمة الأسرة الاقتصادية في عرس ديموقراطي، لكنه شهد حادثتين غريبتين بحاجة إلى وقفة جدية من قبل العقلاء في هذا البلد الكريم.

بدأت الحكاية بالحديث عن تحركات الشيخ... وانتهت فصولها مع مشهد دخول أحد المرشحين محاطاً «بفتوة» من مفتولي العضلات، حدث هذا ونحن في حقبة زمنية بدأت أخيراً تشهد صحوة قانونية يراد منها تطبيق القانون والقضاء على شوائب الانتخابات السابقة.

إن دخول أحد مرشحي انتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت برفقة حماية من يطلق عليه اسم «البودي غارد»، الذين هم أشبه بحاملي الأثقال ومرتادي الأندية الصحية، ذلك المنظر يذكرنا بمشاهد شبيهة في المجتمع الغربي وشتان بين الأعراف المحلية وتلك التي لا علاقة لنا بها، خاصة وأن الأمن والأمان في وطننا مصان وهذا يدفعنا إلى طرح الموضوع ليلقى المعالجة الفورية من قبل الحكماء.

إننا نستنكر هذه المشاهد وذلك ان  كل مرشح لو حضر إلى الانتخابات بحماية شخصية، تحت أي ضغط، فإننا حينئذ نساهم في القضاء على دولة القانون، أو على الأقل التشكيك في رجالات الأمن وهم العين الساهرة على كل صغيرة وكبيرة تحيط بنسيج مجتمعنا الأمني.

إنه سلوك مشين أظهر مشهداً دخيلاً على مجتمعنا الذي جبل أهله، حضراً وبدواً، سنة وشيعة، على المحبة واحترام القانون الذي يعتبر رجاله إخواناً لنا ولهم كل المحبة والتقدير.

أما فيما يخص تحركات الشيخ فنترك الأمر برمته لولي الأمر الذي لا يقبل أن يتم تشويه صورة العلاقة الحميمة المرسومة بين الحاكم والمحكوم، شيخاً كان أو مواطناً عادياً، ذلك أننا أمام الواجبات والحقوق سواسية من الناحية الدستورية، والقانون يطبق ويحمي الجميع.

إن الأهداف السامية تبقى سامية، والرجال لا تغير توجهاتهم المؤثرات السلبية أو أشباه الرجال، ونسعى إلى خلق جو ديموقراطي يتم من خلاله اختيار الأفضل من المرشحين فالأصل في حياتنا الاجتماعية وممارستنا الديموقراطية مثبت على مر الأعوام، وإن الفصل في أي اختلال يشوب العلاقة بين الحاكم والمحكوم من مسؤوليات ولاة الأمر وما نحن إلا دعاة إصلاح نرفع الملاحظات بكل حيادية.

الواقع يصور لنا الحكاية على أنها طريقة يقصد من ورائها إثارة الزوبعة حول العلاقة بين قبائل الكويت وعوائلها وتجارها على الرغم من أن التاريخ أثبت للجميع أننا منصهرون في إطار اجتماعي متين لا تضعفه تلك التحركات أو المشاهد الدخيلة.

إننا نتمتع بمساحة من الحرية كبيرة وملتزمون بالروابط الاجتماعية والسياسية والأمنية مع اختلاف الظروف وتغير الأوضاع وتداعياتها.

على أي حال فقد أثبتت ردود الأفعال حول تلك الظاهرتين «البودي غارد» و تحركات الشيخ أنها ظواهر مرفوضة جملة وتفصيلا وينبذهما المجتمع لكونهما سلوكيات غريبة غير واعية للآثار السلبية التي ستلقي بظلالها علينا جميعاً. والله المستعان!


 تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

 [email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي