| د. تركي العازمي |
لي صديق عزيز احترم وجهة نظره... جلس بقربي صديقي هذا وبعد الانتهاء من الحديث والنقاش الذي لا يخلو من «جدل» البعض، نظر إلي وتحدث بغضب على غير العادة... ورفع يديه إلى أعلى قائلا «لا حول ولا قوة إلا بالله» وفهمت من قوله فائدة الحديث الشريف الذي يعبر عن اعتراف بعجزنا عن القيام بأمر إلا بتيسير الله وأيسر منافع هذا الدعاء «الهم»!
فلماذا غضب صاحبنا... يقول «يتحدثون عن التنمية بعد المرأة نائبة، وزيرة ووكيل نيابة وقاضية... وتركته حتى أفرغ ما في جعبته كي «أنفس» عنه قليلا ولأمتص حالة الغضب ليعود كما عهدناه!
وكان ردي لا يخرج عن منافع الحديث الشريف الذي بدأنا به... و«لا حول ولا قوة إلا بالله»، وقلت يا أخي لا تنظر إلى الأمور من زاوية واحدة فبعض الأحيان تضطر للانتظار حتى تحصل على كل خيوط التفكير السوي، ومن ثم تحلل الأمور وتفسر إفرازاتها حسب القواعد المعمول بها منها من الجانبين الشرعي و الوضعي/المدني خصوصا ان البعض يقلد الغرب في كل شيء ليقال ان ديموقراطيتنا سليمة!
وصحيح ان الكثير من الممارسات الغربية لا يمكن تطبيقها في مجتمعنا نظرا لخصوصيته التي بنيت على قواعد المجتمع المسلم بالفطرة لكن في المقابل هناك من يريد الانسلاخ عن هذه المفاهيم... وقد قال الدكتور ثقل العجمي «الإصلاح لا يأتي ممن يفتقد مبادرة الإصلاح»! وتقول نجاة السويدي القيادية «الحالة الاقتصادية تمر بمشكلتين أساسيتين تمنع مرور قرارات الإصلاح...الاولى: عدم متابعة تنفيذ القرارات الإصلاحية والثانية: المحسوبية في إسناد المناصب القيادية»... ولو أن الأخت السويدي قرأت مضمون مقالنا «حلم الوصول إلى منصب قيادي...!» المنشور في «الراي» عدد 23 أغسطس 2012 لفهمت سبب استحساننا لرأيها الكريم!
نعم.. إن مشكلتنا الرئيسية تكمن في طبيعة اختيار القادة في السياسة، الاقتصاد، وحتى في قيادة التحركات الاجتماعية والإعلامية... فالقيادي الذي لا يستطيع اتخاذ قرار صائب ويتابع تنفيذ القرار فهو بعيد عن متطلبات المنصب القيادي!
ومن يعتقد ان المناصب توكل لأصحاب المؤهلات والقدرات القيادية فهو من دون مجاملة يعيش حالة من «التيه»... وبالنظر للوضع القائم اقتصاديا فإنه أشبه بحال «تيه» الإصلاح التنموي!
ان فاقد الشيء لا يعطيه، فلا تكثروا في البحث ولا تستوردوا الأفكار الغربية احتراما لخصوصية المجتمع المسلم بالفطرة ونحن لسنا ضد المرأة فقد لاحظنا كفاءات منهن... لكن نرى الفشل في البعض منهن ممن لا يحمل أبجديات الصفات القيادية وتلعب العاطفة دورا كبيرا في ردود أفعالهن وقراراتهن!
الحاصل، اننا نعاني من غياب الطريقة المثلى في اختيار القياديين سواء كان القادم للمنصب رجلا أم امرأة... وهذا هو سبب تدهور الوضع التشغيلي لمنشآت الدولة العام منها والخاص وهذا هو نتاج «تيه» الإصلاح التنموي الذي تعاني منه البلد... و هنا ابتسم صاحبي وكررنا ما جاء في الحديث الشريف: «لا حول ولا قوة إلا بالله»... والله المستعان!
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi