د. تركي العازمي / وجع الحروف / مقاطعة الانتخابات والغالبية الصامتة...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

وقع 27 نائبا من الغالبية على مقاطعة الانتخابات إذا تم العبث في الدوائر، وقد وقعت من قبل على «عريضة رمضان» وعلى «وثيقة الأمة مصدر السلطات» و قبل أيام ظهرت «الجبهة الوطنية لحماية الدستور» و«ميثاق نبذ خطاب الكراهية»!

ولو عدنا للتاريخ، فالغالبية الصامتة قالت كلمتها في مقاطعة «المجلس الوطني» عام 1990 والذي لم تتجاوز نسبة المقترعين فيه 50 في المئة.. ونحن من وجهة نظرنا نرى أن الغالبية ومعها السواد الأعظم ينبغي عليهم مقاطعة الانتخابات إذا تم تغيير نظام الدوائر من قبل السلطة التنفيذية بعيدا عن مجلس الأمة، وقد ذكرنا مرارا بأن اي تغيير في الدوائر يجب أن يترك لمجلس الأمة المقبل بغض النظر عن حكم المحكمة الدستورية يوم 25 من الشهر الجاري!

وقد ذكرت عبر مداخلة مع تلفزيون «الراي» يوم السبت الموافق 15 سبتمبر، «أستغرب ممن يربط بين أعداد حضور ساحة الإرادة والعدد المتوقع لمقاطعي الانتخابات إذا تم تغيير الدوائر من قبل السلطة بعيدا عن مجلس الأمة»... لماذا؟

إننا نتحدث عن كتل مؤثرة ولها تابعون كثر مثل حدس، حشد، حدم، نهج، والتيار التقدمي وكثير من رواد الديوانيات لا سيما في الدائرتين الرابعة والخامسة حيث عدد الناخبين يتجاوز 50 في المئة من إجمالي عدد القاعدة الانتخابية يرفضون العبث في نظام الدوائر!

والنصيحة الأولى أوجهها لأصحاب القرار والمؤثرين عليهم «لا تنساقوا خلف بعض الاستشارات التي كانت سببا في الأزمات التي شهدها البلد»... نتقدم بالنصيحة وهي الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها عرض رأينا من جانب محايد!

سبق وإن اختلفنا مع الغالبية في بعض أطروحاتها لكن الأمر في موضوع الدوائر مختلف تماما لوجود توافق من معظم الفئات حول رفض العبث به!

والنصيحة الأخرى والتي تعتبر في غاية من الأهمية نوجهها للغالبية: لقد استخدمتم كل الوسائل في مجابهة خصومكم السياسيين وأغفلتم جانبا مهما وهو التركيز على التأثير الإجتماعي... فأنتم عبر الخصومة السياسية تعرفون وتدركون أن خصمكم قد استغل بعض قضاياكم المطروحة مثل الحكومة الشعبية، ونظام البرلمان المتكامل من جانب وخسرتم الكثير من جانب المجتمع وإن أردتم في حال تعديل نظام الدوائر كسب تأييد الشارع، فواجب التركيز على قضية تغيير الدوائر (بس) وألا يكون النزول للشارع فقط في ساحة الإرادة حيث المطلوب هو كسب السواد الأعظم من ناخبي الدائرتين الرابعة والخامسة، ويشترط في ذلك أن يتم التنسيق مع وجوه شبابية جديدة فالكثير بات غير مقتنع في البعض والتغيير سيمنحكم تعاطف نسبة كثيرة من الغالبية الصامتة التي من وجهة نظري لو تم التعامل معها على النحو المطلوب لكسبت الغالبية الرهان وما أشبه اليوم بالبارحة ( مقاطعة المجلس الوطني)...!

خلاصة القول، لا تتركوا بعض ما طرحتموه يؤثر في الدعم المطلوب ويفسح المجال لخصومكم في الانقلاب عليكم وليكن التركيز على قضية العبث في نظام الدوائر... وأنتم «بكيفكم».. والله المستعان!



Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي