| د. تركي العازمي |
الأسبوع يوم الخميس... انتهى وتبقى بصمة أحداثه مسجلة في تاريخ ممارساتنا الاجتماعية والسياسية، ويذهب الأسبوع تاركا وراءه تساؤلات محيرة تبحث عمن يجيب عنها... ونوجهها هنا لعلها تجد من يفكك جزئياتها ويفك الشفرة أو إن صح التعبير «الحلقة» المفقودة بين أطرافها.
التساؤل الأول: يأتي بعد أن جدد البراك مطالبته بالحكومة المنتخبة بقوله «نحن جربنا أداءهم 50 سنة في رئاسة الوزراء فليجربونا كشعب لمدة أربع سنوات فقط»، وتصريح السعدون «الصراع ليس مع هذه الحكومة الظاهرة وإنما الخفية» وتشكيل الجبهة الشعبية... لماذا لا تركز المعارضة على كسب تعاطف الناخبين معها ومن ثم بإمكانها تحديد التوجه المقبل نحو حكومة منتخبة؟ ولماذا لا يترك العم أحمد السعدون الشعب ليحدد إطار الكشف عن الحكومة الخفية وفق أولويات يضعها المجلس القادم والمكاشفة هي الحل من خلال فكر استراتيجي صرف؟ أما تشكيل الجبهة الشعبية فهو متروك لعل البعض يساهم في ترجمة مفهوم عبارة «الجبهة»... ونحن مع الغالبية في بعض مطالبها الدستورية إلا اننا نجد الوضع غير مهيأ لبعض المطالبات!
التساؤل الثاني: جاء بعد الأحداث التي حصلت في يوم جلسة المحكمة الدستورية بين محامي الحكومة جمال الجلاوي والمحامي الحميدي السبيعي... وتصريح نائب المجلس المبطل عضويته د. خالد شخير «محشوم يا بوبدر وتكرم عن سفاهاتهم»... وجمال الجلاوي محامي الدولة «هل هو غير محشوم؟»... لماذ تهبط لغة الحوار إلى هذا الحد ولماذا حضر السبيعي الجلسة من الأساس؟
التساؤل الثالث: حجزت المحكمة الدستورية قضية الطعن الحكومي في قانون الانتخابات للحكم في جلسة 25 سبتمبر الجاري... فهل تعود الخمس أم العشر أم الــ 25؟ وما موقف الكتل من حكم ينبغي احترامه؟
التساؤل الرابع: عدلت وزارة التربية عن قرار فصل أولياء الأمور عن أولادهم للمرحلتين الإبتدائية والمتوسطة وإبقائه نافذاً للمرحلة الثانوية... فهل هكذا قرارات تخرج من دراسة مستفيضة أم قرار يخرج ويتم تأجيله؟
وهذه التساؤلات نتركها للعقلاء كي يخبرونا عن مستقبل وضعنا السياسي، مستقبل مستوى الحوار وأدبه الذي بلغ حالة يرثى لها، وعن مستقبل طبيعة اتخاذ القرار لدينا؟
لقد تجاوزنا الشعوب في مساحة الحرية، تجاوزناها في ترسيخ مفاهيم الفساد الإداري، تجاوزناها بعد أن كنا سباقين في كل المجالات قبل ثلاثة عقود... إن المشكلة ليست مستوردة إنها من صنع أيدينا!
لقد تركنا التحالفات «تلعب في حسبتنا» والذي يختلف مع طرف يعتبره الآخر ضده مع أن المسطرة التي نقيس وفقها الأمور واحدة لكن الأنفس أصبحت هي المسطرة عند البعض!
واختلافنا لا يعني عدم احترامنا للطرف الآخر، فالاحترام على المستوى الشخصي سيظل قائما لأن مجتمعنا له طبيعة خاصة، ولو ان البعض قد بالغ في خصومته وتجاوز حد العادات والتقاليد وأصبح حتى «الاستهزاء والسب بطريقة غير مباشرة» أمرا مباحا لم تشهده ممارسة الأجداد... والله المستعان!
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi