د. تركي العازمي / وجع الحروف / وزير الإعلام وقناة HD...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

صرح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك ان تلفزيون الكويت سيباشر بثه عبر تكنولوجيا «إش دي» (HD) وتذكرت حديث وزير المواصلات السابق الشيخ أحمد العبدالله حول «توفير إيميل لكل مواطن» وتذكرت حلم الكيبل التلفزيوني لكل منزل!

وزير الإعلام أحترمه وبحكم انني مهندس متخصص في هندسة الإلكترونيات، فإنني أشيد بهذه النقلة تكنولوجيا ولو انها متأخرة نوعا ما... وعلى الوزير أن يعي متطلباتنا الإعلامية في كل بيت وديوانية!

العقول لا يمكن نقل بث أفكارها وفق تقنية HD كونها ما زالت وستظل تتحدث من منظور «الأبيض والأسود» ولن تتغير لأسباب عدة أهمها ما جاء في نتائج دراسة الدكتوراه التي تبين وبوضوح «الشخبطة» الأيديولوجية التي يعاني منها بعض فئات المجتمع المهيمنة على كل شيء حيوي!

فالشباب بحاجة إلى قنوات إخبارية، تعليمية، صحية، ثقافية... وقناة خاصة معنية بتحويل ثقافة المجتمع بدءا من عقلية الكبار «الأبيض والأسود» إلى عقلية أطفال الشبكة العنكبوتية وتكنولوجيا المعلومات مرورا بتحرير الكويت من سياسة «ربط العصاعص» والانفراد بإدارة شؤون البلد التي كلما دخلنا منشأة تذكرنا عبارة «على طمام المرحوم»... فالفكر البيروقراطي و«إذنك خشمك» هي السائدة!

لا تعتبر المادة عائقا... لكن أين هي من مئات الملايين التي تصرف في الخارج وتنسى احتياجاتنا الداخلية!

مشكلتنا تبقى في الرسالة الإعلامية... تلك الرسالة التي فقدت أهم أركانها، ويا شيخ، الـــــــــ HD يغير في نقاء الصورة ولا يلامس عبر ما يبث هموم واحتياجات السواد الاعظم!

والإعلام رسالته في غاية الخطورة، فإن لم يستطع الإعلام مساندتنا في تغيير ثقافة «الأبيض والأسود» التي تعتمد على «حط حيلهم بينهم» بدليل الفراغ السياسي الذي تعاني منه البلاد سنجد الأمور في حالة انحدار في زمن تنتقل فيه العبارة والإشاعة بسرعة تفوق سرعة الصوت خصوصا في مجتمعنا الكويتي المتميز في سرعة التقاط الإشارة بتقنية اجتماعية فائقة الجودة صوتاً وصورة!

«ربعنا» محترفون في التندر على الوضع، و«ربعنا» مشهورون بـــ «التحلطم» لأننا لم نرفع من مستوى ثقافتهم وبعض «الثرثرة» مؤلم لكن لا مفر منها... إنه وضع Attitude عاشه المجتمع الكويتي وأتقن أدواره!

يا شيخ طال عمرك... نكتب المقال تلو المقال، ووجع الحروف لم يأتِ من فراغ بل من معاناة عايشنا معالمها في الوسط الإعلامي ودرسنا أبعادها في رسالتي الماجستير والدكتوراه، وعندما حاولنا المساهمة في تطبيق ما تعلمناه وجدنا خيوط «الابيض والأسود» حاجزا أمام طموحنا ولم يفسحوا لنا وغيرنا الكثير المجال للمساهمة في تغيير ثقافة إدارة شؤون البلد لتنتهي معها معاناة العباد!

ويا شيخ طال عمرك... نحن بسطاء في طبيعة سلوكياتنا، والموروث الثقافي أعادنا إلى عصر دواوين الاثنين ولم يجد الإعلام الكويتي طريقه إلى كل بيت وكل شاب يتابع ما يطرح في الوسائل الإعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي!

انتبهوا لخطورة غياب الفكر الاستراتيجي في الإعلام وغيره، فمشاكل اليوم يجب أن تكون هي الدافع لرسم استراتيجية الغد وهذا ما تعلمناه، لكن لا نستطيع بسط كل العوامل في مقال واحد، وشكرا على بث القنوات عبر تكنولوجيا الـــ HD، متمنين من المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تقضي على كل ما تبقى من فكر «الأبيض والأسود». والله المستعان!





[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي