وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / العناد السياسي واستنزاف المصداقية

تصغير
تكبير
| وضحة أحمد جاسم المضف |

العناد بين الحكومة والبرلمان مقامرة سياسية تستنزف مصداقية الطرفين... الحكومة تطلق بالونات اختبار تجس نبض القوى السياسية لتتعرف على رد الفعل وتعمل على اثره... والنواب يتوعدون الحكومة بالويل والثبور ان تجرأت وأقدمت على ما يخالف أجندتهم... فالعناد بين الجانبين بلغ ذروته وبدأ يلامس مصداقية الدولة برمتها والمتضرر الوحيد هو المواطن... فالحكومة أجندتها بسيطة للغاية وعلى ما يبدو أنها خالية من أي خطوات اصلاحية، فحل مجلس 2009 وتعديل الدوائر بصوتين بعد الرجوع للمحكمة الدستورية واصدار مرسوم ضرورة والدعوة للانتخابات هو تتويج لعملية الاصلاح وهي العملية السياسية الوحيدة القادرة على نقل الحراك الذي يبدو أنه سيكون حامي الوطيس بعد رمضان من الشارع الى مجلس الأمة والمؤسسات الدستورية وتتحقق بذلك خطوات اصلاحية كبيرة وعملية.

ولكن مسألة التذاكي التي يمارسها الطرفان تجعل الواحد منا يتقافز ضحكا من لعبة الضحك على الذقون... يا الهي أي جريمة هذه التي يدفع الناس تكاليفها الباهظة، فالاتكاء على تبريرات الوقت والاجراءات يعطل مصالح الوطن والمواطن الذي ملّ وتعب وهو يبحث عن جناح بعوضة ليحلق به بعيدا عن همومه ومتاعبه... والله ان هذا الحال معيب ومخجل ونحن نرصد ما يجري على الساحة السياسية يوما بيوم فتقلب الحكومات ومجالس الأمة لم يأتِ بسياسي واحد يعطي الأمل للناس بأن هناك حلولا جذرية لكل خيباتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية بعيدا عن جيوب من يجيد لعبة الضحك على الذقون.

فتوقفوا هنا أيها المقامرون بالوطن، فان هذا ليس مجتمعا ديموقراطيا بل هو حلبة لصراع الديوك... ورب الكعبة ان هذا ليس البلد الذي كنا نظن أننا نعيش فيه بلد الحرية والعدالة والدستور، فقد سلبتم منا كل شيء حتى راحة البال ونومة عميقة في مخادعنا وأنتم تتمتعون بمستوى بلاتيني من التغطية والرعاية الشاملة أنتم وعائلاتكم وان لم أبالغ قد تصل الرعاية البلاتينية حتى الى حيواناتكم المدللة... «أخبروني لو انني خرجت عن الخط هنا، فقط أمزح في تلك الأخيرة ولكن لا تستبعدوا ذلك!!»، على كلٍ ان لم يكن باستطاعتكم اعطاء الشعب مقاعد على الطاولة الكبيرة فبامكانكم انشاء طاولة صغيرة في الجانب ليتسنى لهم الأكل عليها كما تأكلون... فهذا كان حلا مجديا عندما كنت صغيرة، لم يكن هناك شاغر لنا نحن الصغار على طاولة الطعام الكبيرة فوالداي قاما بتجهيز طاولة صغيرة لنا وكنا فرحين وممتنين لتلك الطاولة. انها طريقة أفضل مما يحصل عليه الشعب الآن.

 

Tiwttre@wadhaAalmudhaf

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي