العمل في أرض الوطن وزيادة في الإنتاج المحلي

الدراما العراقية... عادت وفنانيها في رمضان

u0641u0631u064au0642 u0639u0645u0644 u00abu0623u0648u0627u0646 u0627u0644u062du0628u00bb
فريق عمل «أوان الحب»
تصغير
تكبير
| بغداد - من حيدر الحاج |

بدا الموسم الرمضاني لهذا العام مختلفاً تماماً بالنسبة إلى الدراما العراقية، وكذلك إلى الفنانين العائدين أخيراً من المهجر الإقليمي الذين ظلوا يعملون بـ «أدوار ثانوية»** و«أثمان بخسة» في بيئات الاغتراب الفني لسنوات عدة منذ مغادرتهم الساحة المحلية في سنوات العنف التي أعقبت أحداث العام 2003.

ففي الأعوام القليلة الماضية كانت المسلسلات الدرامية محدودة العدد، تُنتج وتصوّر في دول عربية مثل سورية والأردن ولبنان ومصر والخليج وأحياناً تخطت الحاجز العربي ووصلت إلى بلدان أجنبية مثل الهند والبرازيل... بينما ظلت بعض الأعمال الفقيرة لناحية الإنتاج والمضمون الدرامي تُنتج محلياً في مناطق متفرقة من البلاد وتحديداً في محافظات الجنوب التي كانت أحداثها الواقعية التي حصلت في سنوات سابقة محوراً رئيسياً للقصص المتناولة في سيناريوهات تلك الأعمال التلفزيونية.

لكن في موسم العام 2012، تبدلت الأحوال، إذ تم تصوير معظم مشاهد وأحداث المسلسلات المحلية في مواقع وأماكن عراقية خالصة مع بعض الاستثناءات القليلة في هذا الجانب والتي فرضتها متطلبات العمل الفني، من بينها مشاركة عدد من الفنانين العرب بأدوار رئيسية وثانوية في عدد من أعمال هذه السنة حيث يجد المخرجون والمنتجون العراقيون صعوبة في إقناع بعض أولئك الفنانين العرب بالذهاب إلى العراق وتصوير مشاهد فيه.

وحظّي الممثل العراقي هذه السنة بما يتناسب مع مكانته الفنية وما يبذله من مجهودات شاقة، وهو ما كان ظاهراً في تصريحات صحافية أدلى بها بعض الممثلين المشاركين بقوة في أعمال الموسم الرمضاني الحالي، والذين كانوا قد اشتكوا في سنوات سابقة من «التعامل الفج» الذي كانوا يتلقوه من بعض المنتجين وشركات الإنتاج الدرامي العربية أيام غربتهم الفنية.

ويقول الفنان قاسم السيد - لـ «الراي» والذي سبق له المشاركة في مسلسلات صوّرت خارجياً - «لا يوجد أفضل من العمل في البيئة المحلية حيث الجمهور والمكانة الرفيعة التي يمتلكها الفنان في الوسط الفني وغيرها من الأمور التي تجعل منه صاحب رسالة يجب احترامها وتقديرها».

السيد الذي لطالما اشتهر بتأدية الأدوار الكوميدية، رأى أن «العمل في الخارج أرهق الكثير من الفنانين العراقيين ولم يقدم لهم إضافة على المستوى العملي، ودائماً ما كانوا يخرجون بانطباعات سيئة وخلافات مع الشركات المنتجة بسبب طريقة التعامل معهم من قبل المنتجين».

الهجرة العكسية للممثلين والمخرجين العراقيين من سورية تحديداً إلى بلادهم، ساهمت بكثافة الإنتاج الفني العراقي لهذا العام، إذ قدمت معظم القنوات الفضائية العراقية أطباقاً فنية توصف من قبل النُقاد بـ»الجيدة» على مائدة المُشاهد الرمضاني.

وتنوعت هذه الأعمال بين ما هو تاريخي وكوميدي وآخر يتناول بانتقاد الأوضاع السياسية القائمة في البلاد منذ قرابة عشرة أعوام، إضافة إلى مجموعة من البرامج التي تعتمد على المادة الفُكاهية وصناعة المقالب بالضيوف.

قناة «العراقية» شبه الرسمية الممولة من الحكومة، دخلت هذه السنة في منافسة مع القنوات الخاصة ذات التمويل الخارجي أو من رجال أعمال عراقيين، حيث قدمت أربعة أعمال درامية، إلى جانب عمل عربي وحيد هو مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة إلى القناة في مواسم رمضانية فائتة.

ثلاثة من الأعمال الدرامية الأربعة وهي مسلسل «حفر الباطن» المأخوذ عن رواية «ضياع في حفر الباطن» لكاتبها عبد الكريم العبيدي، ومسلسلا «باب الشيخ» و«خارطة الطريق» تتعرض لأحداث سياسية تاريخية ومعاصرة شهدتها البلاد على مرّ العقود القليلة الماضية، بينما العمل الرابع وهو مسلسل اجتماعي عنوانه «أوان الحب» يخوض في تجربة فتيات يبحثن عن شريك الحياة المناسب ويتعرضن خلال أحداثه إلى مشاكل وصعاب.

وعن حجم الإنتاج المحلي الدرامي، يقول شفيق المهدي مدير عام دائرة السينما والمسرح - المؤسسة التي تهتم بالفن والتمثيل - «هذا الموسم شهد نقلة نوعية في عدد الأعمال الدرامية المنتجة في العراق التي تتناول قضايا عدة اجتماعية وسياسية وتاريخية».

المهدي يرى في كثافة ما تم إنتاجه فنياً هذه السنة أمراً «يُبشر بالخير»، لا سيما مع عودة الكثير من الفنانين المغتربين ونيتهم الاستقرار نهائياً في البلاد، متوقعاً زيادة نوعية وكمية في مستوى الأعمال المنتجة عراقياً مستقبلاً.

ومن القنوات العراقية الأخرى التي حظيت منتجاتها الدرامية بمشاهدة أكبر في هذا الشهر، هي قنوات «الشرقية» التي تبث من دبي وتموّل خليجياً، و«البغدادية» التي تبث من القاهرة ومملوكة لرجل أعمال عراقي، إضافة إلى فضائية «السومرية» التي تبث من بيروت ويمتلكها مجموعة من رجال الأعمال العراقيين.

القنوات الثلاث عرضت مجتمعة عدداً لا بأس به من المسلسلات المحلية والبرامج المنوعة المنتجة من قبل إداراتها أو من منتجين محليين، فضلاً عن عرضها للدراما العربية المتمثلة بباقة من المسلسلات المصرية والسورية والخليجية وحتى التركية التي قلت مشاهدتها في هذا الشهر.

وعرضت بقية القنوات التلفزيونية التابعة لأحزاب وتيارات سياسية وأخرى تتبع الحكومات المحلية للمحافظات، باقة من المسلسلات ذات الطابع الريفي وأخرى معدة من مواسم رمضانية سابقة، إلى جانب برامج المسابقات والطبخ... وغيرها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي