جعل الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة في الكليتين ووظائف حيوية هائلة

مرضى الكلى والحصوات عليهم الإفطار في رمضان (الصيف)

تصغير
تكبير
| اعداد د. أحمد سامح |

رمضان الصيف والكلى - تدريب الأطفال على الصيام - الصداع مع بداية رمضان - الإمساك أثناء الصوم

يأتي رمضان هذا العام في فصل الصيف حيث تصل درجات أعلى معدلاتها وأحيانا ترتفع نسبة الرطوبة ويكثر التعرق وفقدان السوائل كما ان** النهار تزداد ساعاته ليكون أطول نهار طوال العام وتقل فترة تناول السوائل وتطول فترة الصيام لتصل لأكثر من ست عشرة ساعة.

ومثل هكذا طقس ومثل هذه الأيام ذات النهار الطويل تجعلنا نتوجه بالنصائح لمرضى الكلى وإرشادهم اذا كان يجب عليهم الإفطار لأن الله سبحانه وتعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى فرائضه خوفا من حدوث المضاعفات وتأخر الشفاء ومرضى الكلى الذين يعانون من الحصوات المتكررة يساهم هكذا طقس في تكوين حصوات الكلى في المسالك البولية وخطورة مضاعفاتها.

وكذلك مرضى التهاب الكلى الحاد الذين يعالجون بالمضادات الحيوية والذين ينصحون بالاكثار من شرب الماء تتأثر صحتهم في رمضان الصيف.

وفي هذا العدد تدريب الأطفال على الصيام الذي يجب ان يكون بالرفق واللين والتدرج مع الايام والذي يبدأ من سن السابعة مع مراعاة الحالة الصحية للطفل عند صوم رمضان بأكمله من سن العاشرة.

وتنشر عن أسباب معاناة الصداع مع بداية الصوم حيث ان كثيرا من الصائمين يعانون من الصداع في بداية شهر رمضان.

وكذلك أسباب معاناة بعض من الصائمين في شهر رمضان.



التهابات المسالك البولية تزداد حدة بصوم رمضان الصيف

يأتي شهر رمضان هذا العام في طقس الصيف الحار واحيانا ترتفع درجة الرطوبة في الجو وساعات النهار الطويلة حيث يشهد رمضان هذه السنة اطول ساعات الصوم في اطول نهار.

ومثل هذا الطقس ذو تأثير على وظائف الكلى بسبب التعرق الغزير وفقدان السوائل من الجسم فيكون ذا تأثير ضار على مرضى الكلى الذين يعانون من الحصوات والتهابات الكلى.

وصوم مرضى الكلى يكون بناء على تقييم الطبيب المعالج المتابع للحالة لانه من المعروف طبيا ان التهاب الكلى وتكون الحصوات يزداد عند فقدان السوائل من الجسم بسبب التعرق الغزير بفعل طقس الصيف من حر ورطوبة.

وعند الاقلال من شرب الماء وتناول السوائل خصوصا في مثل هذه الايام من طول ساعات الصوم في فصل الصيف. هؤلاء المرضى رخص لهم ديننا الحنيف بالافطار في رمضان ويجب عليهم الالتزام بنصيحة وارشاد الاطباء حتى لا تتأثر كلاهم وتضطرب وظائفها وتتدهور حالتهم.

واكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى على اهمية الالتزام برخص الافطار حفاظا على صحة المسلمين وصونها.

فقد جاء في الحديث الشريف «ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى فرائضه».

فالأمراض التي رخص بها للصائم الافطار في رمضان وجد ان الرأي الطبي متفق دائما مع الحكم الشرعي في الاعذار لاستمرار الحياة البشرية جعل الله سبحانه وتعالى قدرة عظيمة في الكليتين ووظائف حيوية هائلة اذا اضطربت وظائفها اضطرب معها حياة الانسان واصيب بأمراض خطيرة.

ويؤثر طقس الصيف من حر رطوبة وتعرق في وظائف الكلي تأثيرا كبيرا لذلك يتساءل الناس عن صوم رمضان في اشهر الحر واحيانا الرطوبة ذي ساعات النهار الطويلة في مثل هذه الايام.



التهاب المسالك البولية والصوم

التهاب المسالك البولية شائع بشكل كبير عند النساء خصوصا في سن الانجاب وعند الحوامل والمتزوجات حديثا وهو ايضا شائع عند المسنين من الرجال لكبر حجم البروستاتا بفعل تقدم العمر.

وقد ينجم الالتهاب بسبب تكون حصوات في الكلى والحالب او وجود عيب خلقي في تكوين المسالك البولية وكذلك الاصابة بمرض البول السكري من اسباب التهاب مجرى البول ايضا.

ويحتاج مرضى التهاب المسالك البولية الى تناول كمية من السوائل تكفي لتخفيف اعراض الشعور بالحرقان عند التبول او من دون التبول فيكون الحرقان مستمرا الذي يعاني منه المريض.

اضافة الى استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب فقد يكون استخدامها كل 6 ساعات او ثماني ساعات او كل 12 ساعة لكن هذه الايام نصوم حوالي ست عشرة ساعة.

ورغم وجود حديثاً مضادات حيوية ذات التأثير الممتد التي تؤخذ بجرعة واحدة يومياً فيجب أن يرجع المريض بالكلى لتقييم الحالة الى الطبيب المعالج حيث يراعى حالة الطقس من حر ورطوبة وساعات الصوم الطويلة وعدم استجابة الميكروب للمضاد الحيوي الذي يعطى مرة واحدة يومياً فيصف له نوع آخر من المضاد الحيوي قد يكون يعطى مرتين في اليوم مع تقييم وظائف الكلى وحالة المريض.



الصوم وحصوات الكلى

الحصوات هي تجمع أملاح معدنية ومركبات كيميائية أخرى وتزداد الاصابة بها في بلدان المناطق الحارة.

وتركيز البول بفعل فقدان السوائل من الجسم نتيجة الطقس الحار والرطوبة وعدم شرب الماء لفترة تمتد الى 16 ساعة في نهار رمضان الصيف يؤدي الى تركيز البول وتكون الحصوات خاصة لو ان هناك التهاباً بالبول أو وجود بكتيريا أو عيوباً خلقية أو الاصابة بالبول السكري أو تضخم بالبروستاتا واحتباس البول داخل المثانة البولية.

وتكون الحصوات بسبب المغص الكلوي الحاد والبول المدمم ومضاعفاتها خطيرة مثل انسداد مجرى البول وتحوصل الكلى وتضخمها.

وتمدد الحالب والمثانة بسبب ضعف جدارهما والتهاب الجهاز البولي أو حدوث تحوصل «تضخم» الكلى مع الالتهاب فهذه المضاعفات قد تنتهي بالفشل الكلوي.



حالات لا يجوز لها الصوم

أما بالنسبة لصيام رمضان لهؤلاء المرضى فهناك أنواع من المرضى المعرضين لتكوين الحصوات نتيجة تركيز الأملاح في البول بسبب قلة شرب الماء وقلة السوائل في الجسم بسبب التعرق الغزير بفعل طبيعة طقس الصيف من حر ورطوبة وطول ساعات الصوم في نهار الصيف الطويل.

هذه الحالات التي لا يجوز لها الصيام هي:

- الحالات التي تعاني من التهاب صديدي مزمن بالمسالك البولية.

- الحالات التي تتكون فيها حصوات الكلى المتكررة.

- الحالات التي تعاني من بداية قصور في وظائف الكلى مثل ارتفاع نسبة البولينا وزيادة البوتاسيوم وزيادة الكرياتين وارتفاع حموضة الدم.

مثل هذه الحالات لا يجوز لها الصيام ويرخص لها بالإفطار في ظل طقس حار وبذل مجهود عضلي مصحوب بكثرة التعرق وما يتبعه من تركيز الأملاح في البول.

وأصحاب مهن معينة كالخبازين أمام افران المخابز وعمال التعدين والمسابك وعمال الطرق وعمال المطاعم الذين يقفون أمام صهير المطابخ والشويات ويعانون من التهابات حادة في الكلى أو مزمنة أو يعانون من تكوين الحصوات في المسالك البولية عليهم الافطار.

وإذا كان المصابون بالفشل الكلوي يحتاجون الى غسيل الكلى فينصح الأطباء بعدم صومهم.



الحالات التي يمكن لها الصوم

أما الحالات التي يمكن لها الصوم فهي الحالات البسيطة التي تعاني من نسبة قليلة من الأملاح وليست مصابة بحصوات المسالك البولية.

كما أن نظام الحياة لا يعرضها لفقدان السوائل من الجسم الذي يحدث في حالات التعرق الغزير عند التعرض للحر والرطوبة. وفي هذه الحالات يمكن الصيام مع تناول كميات وفيرة من السوائل بعد الافطار وتجنب الأطعمة الغنية بالأملاح مثل أملاح الأوكسلات مثل السبانخ والمانجو والفراولة والطماطم وكذلك الأطعمة الغنية بأملاح اليورات «اليوريك» مثل اللحوم والروبيان اذا كان المريض يعاني من زيادة افرازها.

وعليهم كذلك عدم التعرض للجو الحرار الرطب حتى يستطيعوا الصوم دون اضرار.



أعراض وعلامات الإصابة بأمراض الكلى



الأعراض هي الشكوى التي قد تنتج عن مرض معين والعلامة هي ما يلاحظه الطبيب عند القيام بالكشف الطبي على المريض. وأمراض الكلى من اكثر أمراض الجسم «صمتا» وأعراضها خافتة وعلاماها هادئة وكثيرا ما تمضي سنوات طويلة بعد الاصابة بمرض في الكلى دون ان يشكو المريض ودون ان تظهر علامات تسترعي انتباه الطبيب وهذه من أخطر صفات بعض أمراض الكلى.

الا ان هذا لا يعني استحالة الاكتشاف المبكر في مثل هذه الحالات فاستعمال الوسائل التشخصية الحديثة أدى الى استطاعة الاكتشاف المبكر لأمراض الكلى التي من أهم إشاراتها:

• الشعور بالألم: قليل من أمراض الكلى يؤلم وأهم وأشهر أنواع الألم الناتج عن الكلى هو «المغص الكلوي» وهو ألم انقباض متقطع يشعر به المريض في منطقة الكلى ويشع وينتشر في اتجاه الاعضاء التناسلية وقد يصحبه حرقان في البول وفي بعض الاحيان نقص في حجم البول او توقف كامل عن إدراره.

كما قد يشكو المريض من القيء وانتفاخ البطن والعرق المتزايد.

• التورم: ينتج التورم ان احتباس كميات من السوائل تفوق المعدلات الطبيعية بالجسم بما يزيد على 5 - 10 في المئة ويبدأ عادة في الوجه حيث يلاحظ انتفاخ الجفون وامتلاء الوجه خصوصا كما يشمل التورم القدمين والساقين.

• التغيرات البولية: يحدث تغير في حجم البول فيزداد وينقص في حالات معينة كذلك يحدث ظهور زلال في البول في أمراض معينة بالكلى وتعكر لون البول او ظهور بول مدمم واضطرابات عملية التبول.

• الأعراض العامة: الشعور بالوهن العام وقلة التركيز والغثيان والقيء والشحوب وارتفاع درجة الحرارة.

• علامات مهمة: ارتفاع ضغط الدم وتورم القدمين وتغير في نتائج الفحوصات الطبية المعملية والتصويرية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي