علامات الساعة الكبرى / الشرح والتفصيل للعلامات الكبرى للقيامة

تصغير
تكبير
| الدكتور عبدالرؤوف الكمالي |

 

أولاً: ما يسبق تلك العلاماتِ مِن الأحداث الجسام

* يَسبق العلاماتِ العشرَ الكبرى للقيامة حدثان عظيمان, بيّنهما لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديثَ صحيحة, وهما:

1 - الملحمة الكبرى.

2 - فتح القسطنطينية ( استانبول ) الذي يعقبه خروجُ المسيح الدجال.

* وتفاصيل ذلك:

1 - ستكون هناك أولاً: الملحمة الكبرى, أي: معركةٌ كبرى, وهي بين المسلمين والروم (النصارى)؛ [ولعلَّ قائدَ المسلمين فيها هو المهديُّ الذي يكون قد ظهر], فإننا سنصالح الرومَ صلحًا آمنًا, فنغزو نحن وهم عدوًّا مِن ورائنا (لم يُحدِّدْه الرسولُ صلى الله عليه وسلم, فالله أعلم مَن يكون), فنُنصرُ ونَغنمُ ونَسْلَم, ثم نرجعُ حتى ننزل بمَرجٍ ذي تُلول (أي: بمرعًى للدواب فيه تلال), فيرفع رجلٌ مِن أهل النصرانية الصليب, فيقول: غَلَبَ الصليب, فيَغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيقتله, فعند ذلك تَغدر الروم, وتَجْمع للملحمة, فيجتمعون لنا, فيأتون في ثمانين غاية ( أي: راية ), مع كل غايةٍ اثنا عشر ألفًا [أي: فيكون عددُهم ستِّين وتسعَمائةِ ألف (960000 )].

وقد قال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ فُسْطاطَ المسْلِمِينَ يَوْمَ الملْحَمَةِ: بِالغُوطَةِ، إِلى جانِبِ مَدِينةٍ يُقالُ لَها: دِمَشْقُ, مِن خير مدائن الشام « رواه أحمد وأبو داود, من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

وقد يكون مِمَّا يتعلَّق بوصف هذه الملحمةِ وتحديدِ مكانِها: هو ما جاء في الرواية التي رواها مسلمٌ: مِن أنه يَجْمع الرومُ لأهل الإسلام, ويَجْمع لهم أهل الإسلام, فينزل الرومُ في « الأعماق « أو « دابِق « (وهما موضعان بالشام قرب «حلب»), فيَخرج لهم جيشٌ من المدينة مِن خيار أهل الأرض يومَئذٍ, فإذا تصافُّوا قالت الروم: خَلُّوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منا نقاتلْهم. فيقول المسلمون: لا والله, لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم, وتكون عند ذاك القتالِ رِدّةٌ شديدة, فينهزم ثلثٌ لا يتوب الله عليهم أبدا, ويٌقتل ثلُثُهم أفضلُ الشهداء عند الله, ويفتتح الثلث, لا يُفتَنون أبدا.

وإنّ المسلمين في هذا القتال يشترِطون شرطةً للموت (أنّها) لا تَرجع إلا غالبة (والشُّرطة: طائفةٌ من الجيش تُقدَّم للقتال), فيَقتتلون حتى يَحجُزَ بينهم الليل, فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء, كلٌّ غيرُ غالب, وتَفنى الشرطة.

ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت لا تَرجع إلا غالبة, فيَقتتلون حتى يَحجُزَ بينهم الليل, فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء, كلٌّ غيرُ غالب, وتَفنى الشرطة.

ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت لا تَرجع إلا غالبة, فيَقتتلون حتى يُمسُوا, فيفيءُ هؤلاء وهؤلاء, كلٌّ غيرُ غالب, وتَفنى الشرطة.

فإذا كان اليومُ الرابع, نَهَدَ (أي: قام) إليهم بقيةُ أهل الإسلام, فيجعلُ الله الدَّبْرةَ ( أي: الهزيمة ) عليهم: يَقتتلون مقتلةً عظيمةً لا يُرى أو لم يُر مثلُها, حتى إنّ الطائر لَيمر بجنباتهم, فما يخلِّفهم حتى يَخرَّ ميتا.

فيتعادُّ بنو الأب ( أي: يعُد بعضُهم بعضا ) كانوا مائةً, فلا يجدونه بقي إلا الرجلَ الواحد, فبأي غنيمةٍ يُفرَح ؟! أو أيُّ ميراثٍ يقاسَم ؟! [ لكنَّ ذلك لا يَمنع أن تُقسم الغنائم ].

2- ثم يعقب تلك الملحمةَ العظيمةَ التي تكون بين المسلمين والروم (بزمنٍ يسير ) فتحُ القُسطنطينيةِ - التي تسمى اليوم (استانبول) على يد هؤلاء المسلمين. وإنما سُمِّيت ( القسطنطينية ) بذلك؛ نسبةً إلى منشئها, وهو قُسطنطين المَلِك.

* ثم يعقب فتحَ ( استانبول ): خروجُ المسيحِ الدجال, فبعد فتحِ المسلمين للقُسطنطينية, وبينما هم يقتسمون الغنائم, قد علَّقوا سيوفهم بالزيتون, إذْ سمعوا ببأسٍ هو أكبر مما ذُكِر - مِن بقاء الرجل الواحد فقط من المائة من بني الأب إذْ صَرخ فيهم الشيطان: إن الدجال قد خَلَفكم في أهليكم. وذلك باطل, فيَرفِضون ما في أيديهم ( أي: يتركونه ) ويٌقبلون إلى الشام, فيبعثون عشرة فوارسَ طليعةً, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إني لأعرف أسماءَهم, وأسماء آبائهم, وألوان خيولهم. هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ».

فإذا جاؤوا الشام, وجدوا الدجال قد خرج (فعلا).



المهدي

لا تَذهب الدنيا حتى يَملكَ العربَ رجلٌ مِن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, ولو لم يَبق مِن الدنيا إلا يومٌ, لطوَّل اللهُ ذلك اليومَ, حتى يَبعث فيه هذا الرجل, فهو يَخرج في آخر أُمَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم.

يواطِئُ اسمُه اسمَ النبي صلى الله عليه وسلم, واسمُ أبيه اسمَ أبي النبي صلى الله عليه وسلم, أجْلى الجبهة [أي: انحسر شعره عن جبهته], أقْنى الأنف [أي: طول أرنبته ودقَّتها, مع حدبٍ في الأنف], يَملأ الأرضَ قِسطًا وعدلاً, كما مُلِئت ظلمًا وجَوْرًا.

يُسقِيه اللهُ الغيث, وتُخرج الأرضُ نباتَها, ويُعطي المالَ صِحاحًا [أي: بالسَّوِيَّة بين الناس], ويحُثُّه حثًّا لا يعُدُّه عدًّا, وتَكثر الماشية, وتَعْظُمُ الأمة. ويَملك سبع سنين.



* استاذ الفقه بكلية التربية الأساسية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي