من روائع العمارة الإسلامية

جامع الحاكم بأمر الله

u062cu0627u0645u0639 u0627u0644u062du0627u0643u0645 u0628u0623u0645u0631 u0627u0644u0644u0647
جامع الحاكم بأمر الله
تصغير
تكبير
|المهندس جاد الله فرحات *|

شرع الخليفة الفاطمي العزيز بالله في انشاء هذا الجامع سنة 380 هجرية = 990م وأتمه ابنه الحاكم بأمر الله ثالث الخلفاء الفاطميين بمصر سنة 403 هجرية = 1013م وسمي باسمه،** وهو ثاني الجوامع الفاطمية بالقاهرة، وكان موقعه في بادئ الأمر خارج أسوارها الأولى الى أن جاء بدر الجمالي فأدخله في حدود المدينة وأقام سورها الشمالي - بين بابي النصر والفتوح - ملاصقا لوجهته الشمالية. وفي سنة 702 هجرية = 1302/ 3م حدث زلزال أدى الى سقوط قمتي مئذنتي الجامع وتداعى مبانيه فقام الأمير بيبرس الجاشنكير بناء على أمر الناصر محمد بن قلاونفي سنة 703 هجرية = 1304م بتجديدهما وتقويم ما تداعى من عقوده. ومازال أثر هذا التجديد باقيا الى الآن ممثلا في قمتي المئذنتين الحاليتين وفي بعض عقود رواق القبلة التي تتميز عن العقود الأصلية بأنها على شكل - حدوة الفرس - على حين أن الأخرى عقود مدببة، وفي الشبابيك الجصية التي بقاعدة القبة في أعلى المحراب ثم في كتابة تاريخ هذا التجديد في أعلى وجهة المدخل الرئيس. ومنذ ذلك الوقت لا يوجد ما يدل على حدوث اصلاحات جدية في هذا الجامع، على أن ما بقي من معالمه الأثرية كفيل بأن يعطينا فكرة صحيحة عما كان عليه هذا الجامع من روعة وجلال. وقد احتفظ رواق القبلة بكثير من معالمه القديمة منها المجاز الأوسط بعقوده وأكتافه والقبة المقامة أمام المحراب، والعقود الأخرى التي على جانبي المجاز المذكور. كما أبقى الزمن على بعض عناصره الزخرفية ممثلة في طراز الكتابة الكوفية المحفورة في الجص أسفل السقف وبمربع قاعدة القبة وفي الشبابيك الجصية المفرغة بأشكال زخرفية جميلة تتخللها كتابة كوفية ورسومات هندسية. كذلك الزخارف المحفورة بالأوتار الخشبية التي تربط أرجل العقود بعضها ببعض. ومن البقايا الأثرية التي لا تزال قائمة الى اليوم يمكن اعادة الجامع على غرار تخطيطه وقت انشائه ويعنينا على ذلك أنه عظيم الشبه بما بني قبله من الجوامع اذ يتألف من صحن مكشوف تكتنفه أربعة أروقة مسقوفة يشتمل رواق القبلة على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استدارت أركانها على هيئة أعمدة ملتصقة ويشتمل كل من الرواقين الجانبيين على ثلاثة صفوف أما رواق المؤخرة فيشتمل على صفين فقط ويتوسط رواق القبلة مجاز مرتفع ينتهي بقبة أمام المحراب وفي طرفي جدار القبلة أقيمت قبتان جددت رقبة الجنوبية منهما ولم يبق من الأخرى سوى ركن واحد من أركانها، أما المحراب الأصلي فلم يبق منه غير تجويفه، وقد نقلت ادارة الآثار العربية الكسوة الرخامية التي كسا بها السيد عمر مكرم هذا المحراب سنة 1223 هجرية = 1808م عندما اتخذ جزءا من رواق القبلة زاوية للصلاة - الى محراب آخر عملته الادارة في جدار القبلة على يمين المحراب الأصلي كما هدمت الباب الحجري لهذه الزاوية وأعادت بناءه في صحن الجامع. وتبلغ مساحة الجامع من الداخل 113 في 120 مترا تقريبا، وكان له عدة أبواب عدا المدخل الرئيس الواقع في منتصف الوجهة الغربية أهمها بابان على يمين هذا المدخل وآخران على يساره وباب يتوسط كلا من الجدارين البحري والقبلي كما كان له زيادة تقع أمام الوجهة القبلية شغلت على مر الزمن بأبنية حديثة.

ويتشابه هذا الجامع مع جامع ابن طولون في مادة البناء فكلاهما مبني بالطوب فيما عدا الحوائط الخارجية لجامع الحاكم فانها مبنية بالثلاثات، كما يتشابهان في شكل الاكتاف الحاملة للعقود وفي طراز الكتابة الكوفية المحيطة بدائر السقف مع اختلاف في المادة ففي جامعة ابن طولون طراز من الخشب وفي جامع الحاكم طراز من الجص، اما المجاز القاطع لرواق القبلة في منتصفه والقبلة من منتصفه والقبة المقامة امام المحراب فاننا نشاهد مثيليهما في الجامع الازهر، كما كان للقبتين الواقعتين فطرفي جدار القبلة نظيرتان في الجامع المذكور.



* وزارة الاوقاف
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي