وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / كمن أصاب العَرَض وأخطأ الجَوْهَر

تصغير
تكبير
| وضحة أحمد جاسم المضف |

إن الأزمات السياسية التي تعيشها البلاد وتنامي خطابات الإقصاء والمواجهة وهيمنة فكر الاستئصال والتصعيد وسنين الجدب والجفاء والضبابية والمواجهة، أو لنقول سنين الجمر والمآسي التي ظلت وما زالت عنصرا ضاغطا ومهيمنا في علاقة السلطتين التنفيذية والتشريعية، وأضف إلى كل ذلك الصور الذهنية السلبية التي يحملها المواطن في ظل مطالب مستحقة تحملها بعض القوى السياسية وبعضها الآخر يختبئ وراء أجندات خاصة «محاريث الشر» أدت إلى قنوط المواطن الكويتي وعزوفه بل وانسحابه من المشهد العام، فلم يبقَ من روح الوطن الذي يجمعنا بمحبة واتساع إلا الشقاق والانغلاق والضيق بالاختلاف وفقدان الثقة، كل ذلك يدفع بقوة إلى العمل على مشروع نهضوي شامل يستوعب الواقع المحلي والإقليمي بتحدياته وتعقيداته والتنادي بشكل عاجل لعقد لقاء إصلاحي تنموي ديموقراطي تتلاقح وتتجاذب به الأفكار والاطروحات والتصورات.

فالإنسان مدني بطبعه لا يثمر طيبا إلا بالمشاركة الإيجابية ولا يمكن أن تتوحد العزائم وتقوى على اختلاف التصورات والمعتقدات بدون أن تتلاقى في بوتقة الهوية الواحدة التي تضمنا في وطن واحد، فهويتنا هي ذواتنا وخصوصيتنا التي من غيرها لا سبيل لنهضة حقيقة، فأي عمل نهضوي لا بد وأن يستلهم مشروعه من ذاتية الأمة وخصوصيتها ويراعي علاقتها السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية المتشابكة والتركيز على الجانب الجوهري للتنمية والإصلاح، حينها لن تكون النهضة بعيدة المنال فنحن نحلم بكويت مشرقة شامخة على اتساع الكون وهناك أرعن لا يرى سوى أحلامه في ليل بهيم، فنهضة الأمة لن تتم بحركة أو جماعة أو تيار مهما علا شأنه، بل بتكاتف الجميع والإصرار على إنجاز هذه النهضة وتحمل عبئها الثقيل، فإن باعد بيننا التجاذب والتخبط السياسي قليلا أو كثيرا، فالمشروع النهضوي سيجمعنا ويوحدنا، فنحن لا نريد أن نرى المستقبل ولكننا نريد أن نصنعه ومن دون ذلك مآل كل التحركات إلى فشل وتعطيل لمسيرة المجتمع التنموية الإصلاحية بدل من أن تكون عامل نهضة وتطوير، فتغيير الحكومات وحل مجالس الأمة في ظل روح الافتراس لصلاحيات بعضهم البعض دون تغيير النهج وتبني مشروع نهضوي شامل كمن أصاب العرض وأخطأ الجوهر.



Tiwttre@wadhaAalmudhaf

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي