لو تفتح عمل الشيطان، ذلك حق ولكن لنتصور لو ان الطائرة الكويتية التي تعطلت محركاتها اليمينية والشمالية خلال رحلتها الى جدة لم تستطع النزول بسلام وتحطمت وعلى متنها 160 راكبا، فماذا كان سيحدث - لو قدر الله ذلك؟!
لاشك انها كانت ستصبح كارثة قومية لا يمكن تصور آثارها النفسية على البلد لاسيما وأن منظمات الطيران المحلية والعالمية كانت ستنحو باللائمة على مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لعدم اتخاذ اجراءات السلامة الكافية لمنع حصول مثل ذلك الحادث!!
«ولكانت الحكومة ستدفع 3 مليارات دولار تعويضا للركاب أسوة بلوكربي».
لقد تناقشنا طويلا وتجادلنا وتخانقنا حول أسباب فشل مشروع «الداو كيميكال» وتقاذفنا الاتهامات ما بين الحكومة والمجلس بسبب التردد في اتخاذ قرار شراء الشركة الذي كلفنا اكثر من ملياري دولار غرامات، وهكذا بالنسبة لمشروع المصفاة الرابعة ومشروع حقول الشمال ولقد تناقشنا طويلا وتجادلنا وتخانقنا حول أسباب تأخير بناء جامعات حكومية جديدة بينما نرى أبناءنا يتهافتون على دول العالم ويتغربون لكي يلتحقوا بالجامعات الأخرى، ولقد تناقشنا كثيرا وتجادلنا حول أسباب فشل الحكومة في بناء مستشفيات جديدة منذ الثمانينات، واضطرار المواطنين للتحول الى المستشفيات الخاصة والسفر الى الخارج للعلاج.
كل هذا الذي حصل خلال السنوات الماضية كان مقبولا بالرغم من عجزنا عن تفسيره، لكن ان تتحول مؤسسة الطيران الحكومية الوحيدة الى مصدر تهديد لأرواح الناس بسبب المزايدات بين الحكومة والمجلس، فهذه جريمة لا تغتفر لقد أرغم المجلس الحكومة على عدم تحديث أسطول الخطوط الكويتية بحجة العمل على تخصيصها، وأقنع فداوية المجلس الناس بمنطقية حجتهم، ثم انتظر الجميع الخصخصة المزعومة فإذا بهم يجلسون سنوات طويلة من دون قرار، حتى إجراء الصيانات المطلوبة للطائرات قد تم تقليصها أو إلغاؤها الى ان وصل الأمر الى تلك السيناريوات المرعبة التي عشناها خلال الفترة الماضية من تعطل الطائرات وتوقف محركاتها وأفلام الرعب على متنها.
وكما يقول المثل «إذا عرف السبب بطل العجب» فقد جاءنا الجواب عن تساؤلاتنا «إن الكبار يريدون تلك الخطوط ان تكون خردة (سكراب) لكي يشتروها بأبخس الأثمان»!
سأل رجل طفلا: لو خيرت بين ان تكون فقيرا وعندك عقل أو ان تكون غنيا وأنت أحمق، فماذا تفضل؟ فأجاب الطفل: بالطبع ان أكون فقيرا وعندي عقل لأن حماقتي ستبدد نقودي ثم لن يتبقى لديّ إلا حماقتي!!
د. وائل الحساوي
[email protected]