جعفر عباس / اتركوا الساحة للشباب
«قواطي» جمع «قوطي»، و«القوطي» العلبة الفارغة التي تستخدم مرة واحدة ولا فائدة من استخدامها مرة أخرى، كعلب المشروبات الغازية.
ومصطلح «قواطي» استخدمه أحد مرشحي الدائرة الأولى عندما كان في عنفوان شبابه وطاقته، ضد نواب الدائرة من كبار السن في انتخابات 1981. واصفا إياهم بـ «القواطي» وأنه لا فائدة مرجوة منهم، على الرغم من خبرتهم وعلاقاتهم المتينة مع الحكومة، منتقدا إياهم لتمسكهم بكراسي البرلمان... وإلى متى؟ واصفا إياهم بالتمصلح تارة، وإغلاق المجال أمام الشباب الواعد الطموح تارة أخرى.
وبعد مرور 27 عاما من تلك المصطلحات، نرى أن صاحب هذه النظرية ومنافسيه ممن دخلوا البرلمان لثلاث دورات متعاقبة، مازالوا متمسكين بهذا الكرسي الوثير وأدخلوا الدائرة في صراعات الجميع في غنى عنها. فهل عادت النظرية على أصحابها لينقلب السحر على الساحر. أم أن الكرسي والأضواء والشهرة و... و... أهم من كل شئ. ونوجه كلامنا هذا أيضا للاخوة الآخرين الذين مازالوا متشبثين بالكرسي الأخضر.
يا اخوان...يا نوابنا الأفاضل... كفيتوا وما وفيتوا!، اتركوا الساحة لغيركم من الشباب الطموح الواعد وكونوا لهم خير عون وأنتم الرموز اليوم حتى لا يقولوا عنكم غدا «قواطي». وتعلموا من صاحب الاختصاص والقانوني المحنك الدكتور يعقوب حياتي، عندما كان في قمة عطائه آثر الابتعاد وترك الساحة للشباب والآخرين واكتفى بدورتين، ودخل بدشداشة بيضاء، وخرج منها بدشداشة أكثر بياضا وإشراقا. وكذلك الشكر موصول أيضا لمن آثر الابتعاد أيضا، الدكتور يوسف الزلزلة. وأرجو ان يكون الهدف المرجو في النهاية: الوطن ثم الوطن ثم الوطن.
جعفر عباس