| سلطان حمود المتروك |
تراث جميل هو تراث هذه الديرة الطيبة، آفاق زاهرة نحو رموز متعددة لشعب طيب وعبق لأصالة تنبع منها ذكريات عديدة ومناسبات كثيرة ومتنوعة، إلا ان المسرح السياسي طغى على كل مناسبة وحدث حيثما يممت وجهك ترى الرأي السياسي والرأي المضاد ينتشر في آفاق هذه الديرة حتى أصبح جميع الناس سياسيين ويعتنقون آراء وأجندات ومنعطفات نحو ميادين سياسية وطالت بعض الألسن وانتشرت مفردات صعبة وكبيرة لا يقوى القلب على تحملها ولا تستقر الآذان حين سماعها فوقى الله الكريم هذه الديرة الحبيبة أتون السياسة المحرقة والتي أخذت تقذف بجميع الذكريات الطيبة والمناسبات الحسنة بعيدا لأن لا مجال لذكرها في خضم هذه الفوضى السياسية.
ومن أهم الواجبات الملقاة على مراكز الإشعاع في هذه الديرة الحبيبة ان تعمق هذه الذكريات في نفوس الأجيال حتى لا تذهب أدراج الرياح لأن ديرتنا تتمتع بتراث وذكريات ومناسبات لن يقوى أحد على العمل في تبددها أو انكماشها أو نسيانها ومن هذه المناسبات هي ذكرى الناصفوه يحتفل بها في ليلة النصف من شعبان حيث تقوم الأمهات في دق الهريس استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك على أهازيج طيبة، وفي هذه الليلة تزداد الابتهالات والدعوات بالخير والسداد لهذا الوطن والقاطنين على أرضه ولجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ويقوم الأطفال بارتداء الملابس الجميلة من البنين والبنات وهم يطوفون الفرجان ويجوبون السكك ويقطعون البرايح.
البنون منهم يرددون سلم ولدهم يا الله خله لأمه يا الله، ويقضون تلك الليلة في فرح وسرور وحبور وسعادة وألفة واطمئنان، مناسبات طيبة وليلة مفعمة بالخير والود والصفاء والنقاء لابد وأن تخلد بإذن الله الكريم لأنها من أصالة هذه الديرة.
عزيزي القارئ لا يسعنا إلا ان نتضرع الى الباري الكريم بأن يحفظ هذه الديرة من كل شر ويحرسها من كل ضر وتظل تتمتع بتراث لذكريات خالدة ومناسبات أصيلة ومهن وحرف باقية عبر الأيام ولا يسعنا في ليلة النصف من شعبان المباركة إلا ان ننشد مع بنات هذه الديرة أهزوجتهن في هذه الليلة وهي:
ناصفوه ناصفوه
يا الله سلم ولدهم
ناصفوه ناصفوه
يا الله خله لأمه
ناصفوه ناصفوه
عسى البقعة ما تطمه
ناصفوه ناصفوه
ولا توازي على أمه