متابعة / «التنديل» يعيد عبد الحسين عبدالرضا إلى جمهوره في رمضان المقبل ... ويعكس صورة عن الكويت في فترة الأربعينات
في الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت الماضي كان موعد أهل الصحافة والإعلام المرئي والمسموع مع أسرة مسلسل «التنديل» إذ تقرر عقد مؤتمر صحافي في القرية التراثية في الوفرة للحديث عن مسلسل «التنديل» الذي يصوّر هناك ويقوم ببطولته صاحب الدعوة الممثل القدير عبد الحسين عبد الرضا الذي يجسّد دور «التندَيل» (وتلفظ بفتح الدال كما أوضح لنا ) إلى جانب مجموعة ضخمة من ألمع النجوم، نذكر منهم «عبد العزيز جاسم، جاسم النبهان، إبراهيم الحربي، عبد المحسن النمر، يعقوب عبدالله، أحلام حسن، شهد المسك، هيا شعبي، شيماء سبت، ليلى السلمان، عبير الجندي، ملاك، مها حميد، فهد العبد المحسن، حمد ناصر، علي البريكي، حسن بورسيول، شهاب حاجية، نواف الشمري، خالد الحربي، عبدالله الباروني، عبدالله التركماني، أسامة المزيعل، عبدالله البدر، مبارك سلطان، مصطفى أشكناني، طاهر النجادة، عبدالله غلوم، محمد الشطي»..وغيرهم من الممثلين.
وتقع أحداث المسلسل المؤلف من 30 حلقة تلفزيونية (تتراوح مدة الواحدة منها مابين 30 إلى 35 دقيقة) في الفترة الممتدة ما بين الأربعينات والخمسينات أي مع بداية ظهور النفط في الكويت ..ففي تلك الفترة تلاشت الأعمال البحرية وبدأت تختفي حرفة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ شيئاً فشيئاً بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي. ومن أبرز خصائص تلك المرحلة كيفية تعامل الكويتيين في ما بينهم استناداً الى الكلمة دون الحاجة لإثباتات ورقية في غالب الأحيان نظراً للثقة المتبادلة في ما بينهم فالكلمة كانت تلزم صاحبها أكثر من الوثيقة . إلى ذلك يدخل العمل إلى صميم الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الأزمنة بين أفراد الأسرة الواحدة وبين جميع الناس ويظهر العادات والتقاليد الأصيلة التي اندثرت في أيامنا هذه.
وفي غمرة هذه الأحداث نتابع قصة جاسم التنديل- عبد الحسين عبد الرضا- وكيف غدر به الزمن بعد أن كان رجلاً غنياً له وزنه وثقله بين التجار، إذ يمنى بخسارة مادية كبيرة بعد احتراق المحمل الذي كان ينقل بضاعته، ما يتسبب بإغراق البضاعة وموت البحارة. وبالتالي تتدهور الأوضاع المادية للتنديل وتطال التداعيات السلبية لهذه الواقعة المؤلمة حياة التنديل الخاصة وأولاده وأقاربه. كما يتجه بعض من تجار السوء إلى محاربته والحط من قدره إثر التآمر عليه رغبة منهم في تحطيمه وإذلاله باعتباره كبير قومه وكلمته مطاعة .لكن رغم كل شيء يواجه التنديل كل هذه الصعوبات بحنكة ورزانة عقل وحسن تدبير.
وتتشعب الأحداث في هذا المسلسل إذ يتطرق إلى كيفية التعامل التجاري والنصب والجشع والوفاء والخير والشر. كما يعكس صورة عن حياة البادية وكيف كان التعاون بين أهل البادية وأهل المدينة الذي يتصف بالود والمحبة والوفاء.
كما يعرض المسلسل الكيفية التي كان يحكم بها الشيخ (الحاكم) بين الناس بالعدل، دون اللجوء في أكثر الأحيان إلى المحاكم، باعتبار الكويت أسرة واحدة بتعدد أطياف هذا البلد، وكلمة الشيخ هي الحد الفاصل بين الناس نظراً لصفات العدالة والصدق والأمانة التي كان يتحلى بها حيث حكم الشيخ آنذاك كان يرضي الجميع ويقود الى حل الكثير من القضايا دون أي تعقيدات.
ويتناول المسلسل العديد من الإسقاطات على الأوضاع الحالية ضمن إطار درامي وفي غالب الأحيان بشكل كوميدي تراجيدي طبقاً لقول المثل أن «شرّ البلية ما يضحك».
ولبعد المسافة لم يكن الوصول إلى القرية التراثية بالأمر السهل فعند وصولنا المكان كان الكبير عبد الحسين عبد الرضا يدلي بحديث تلفزيوني إلى شاشة الـ MBC ومما جاء فيه أنه يتمنى العمل مع الرعيل الأول من الممثلين أمثال حياة الفهد وسعاد العبدالله لكن شرط توفّر النص الجيّد الذي يجمع هذه الكوكبة من النجوم وفي ما عدا ذلك فما من شروط أخرى لديه للعمل مع الكبار.
ومن ثمّ كان لمحطة «فنون» الحظ في اصطياد حديث مختصر مع «التِندَيل» وقد بادر عملاق المسرح الكويتي و»ابو الشعب» – كما عرّفت عنه مذيعة قناة فنون – ممازحاً فريق التلفزيون بالقول «شو جابكم الوفرة البعيدة؟»
ورداً على سؤال حول الدافع الذي أعاده إلى الأضواء من جديد بعد فترة من الغياب عن الشاشة أكد عبد الرضا أن النصوص الجيّدة قليلة جداً لذا كان ينتظر فرصة توفّر النص الجيّد ليعود من خلاله للإطلالة على عشاق الشاشة الصغيرة وهذا ما تحقق في «التنديل».
وعند سؤاله عن أسباب انفصاله عن المسرح أجاب بنبرة حاسمة المسرح انتهى... أنهته الحكومة لأنها «ما تبي مسرح»... لدينا معاهد تدرّس الفنون المسرحية لكن بالمقابل لم نلمس أي محاولة عند الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الإعلام للتقدم بمشروع لبناء مسرح واحد على الأقل.
وعن ظاهرة تكاثر الفضائيات الكويتية أكد أن هذا الأمر ينطبق على كافة الفضائيات العربية فعلى سبيل المثال ثمة ما يقارب الخمسين فضائية لبنانية ولولا توفّر الجمهور الذي يتابع تلك القنوات لما تمكنت من الاستمرار.
وختم حديثه إلى فريق قناة «فنون» بتكليفهم بإيصال رسالة إلى القيّمين على المحطة لتكثيف البرامج الكوميدية حتى لو كان ذلك في إطار الإعادة وعلّق قائلاً: «الدراما العادية لا أحبّذ رؤيتها في «فنون».. الناس تبي تضحك».
وتجدر الإشارة إلى أن فالح الهاجري قد كتب قصة المسلسل أما السيناريو والحوار فمن توقيع فايز العامر.
«التنديل» نقطة مفصلية في مشواري كمخرج والفشل عواقبه وخيمة
في حين تولى الإخراج الشاب محمد دحام الشمري وقد التقته «الراي» على هامش زيارتنا للقرية التراثية ودار بيننا الحوار التالي:
• ما الذي يميّز هذا المكان تحديداً ومدى أهمية تصوير المشاهد هنا ؟
- هذه القرية ملك للفنان خليفة خليفوه. بنيت منذ أربع سنوات تقريباً وقد صوّر فيها الكثير من الأعمال منها «الفرية»، «أوه يا مال»،»قتالة الشجعان» و«شاهين» الذي قمت بإخراجه بنفسي في العام الماضي. ولكن ما يحصل أن القرية شهدت العديد من التطورات منذ بنائها فعندما صوّرنا «شاهين» غيرّنا الكثير من معالمها ومع المباشرة بالتحضيرات لـ «التنديل» أضفت الكثير من التفاصيل إلى ما كانت عليه القرية سابقاً وهذا حرصاً على عدم الوقوع في فخ التشابه بين الأعمال. لو زرت القرية قبل شهرين لكنت رأيت مباني مختلفة تماماً فقد أضفنا منزلين جديدين وأدخلنا تعديلات على السوق ليتناسب مع حقبة الأربعينات ..إضافة إلى الإكسسوارات والتفاصيل الأخرى. لقد تطلب الأمر بذل جهود جبارة وكل منتج يختار التصوير في القرية عليه أن يجري التصليحات على حسابه الخاص.
• الى ما استندت للتمكن من نقل صورة عن الكويت في حقبة الأربعينات؟
- لقد استندت إلى مجموعة من الكتب أبرزها للباحث أيوب حسين الرسام الذي وضع الكتب الوثائقية عن الحقبة منذ بداية القرن الماضي إلى وقتنا الحالي فتلك الرسومات تظهر الحقبة الماضية بكل تفاصيلها. إلى ذلك استندنا إلى كتاب آخر بعنوان «صور من البداية» عند بناء «اللوكيشن» الثاني الذي يمثل الحياة في الصحراء.كما أن الأزياء قد تم ّ صنعها بناء لرسومات موثقة في الكتب وذلك بغية التقريب قدر الإمكان من الواقع الذي كان سائداً في ذلك الزمن.
• هذا العمل من انتاج تلفزيون الكويت؟
- أجل والمنتج المنفذ مركز الفنون أي الأستاذ عبد الحسين عبد الرضا.
• هل يسعك أن تذكر لنا الميزانية التي رصدت لهذا العمل؟
- لا أعرف الرقم لكنه مبلغ كبير صراحة فلم يكن ثمة أي استرخاص في أجور الممثلين وقد اختير ممثلون بارزون حتى للأدوار الصغيرة أيضاً . ثمة ممثلون يتقاضون 300 دينار عن الحلقة الواحدة وهكذا يصل اجرالواحد منهم الى 9000 دينار عن العمل ككل ونحن نتكلم هنا عن ممثل واحد ولدينا من هذه الفئة قرابة العشرة ممثلين . ومنهم من تصل أجورهم الى 500 أو 600 أو 700 دينار عن الحلقة الواحدة.. ناهيك عن أجور الكومبارس فمن المعروف أن الرجل يتقاضى ما بين 15 ديناراً والمرأة يتراوح أجرها ما بين العشرين والخمسة وعشرين ديناراً فمنطقة الوفرة بعيدة وأنا أحتاج يومياً ما بين الأربعين الى الخمسين كومبارس (35 شاب و5 بنات مثلاً) فتصل كلفة الكومبارس فقط ما بين الـ 400 والـ 500 دينار أضف إلى ذلك أجور الفنيين... باختصار ثمة مصاريف يومية تقارب الـ 2000 دينار إذاً الكلفة الإجمالية ستفوق الـ 150 ألف دينار.
• هل هذا التعامل الأول الذي يجمعك بفريق «التنديل»؟
- هذا تعاملي الأول مع الأستاذ عبد الحسين عبد الرضا لكن سبق أن تعاونت مع الفنيين والمصورين في عمل سابق.
• الأستاذ عبد الحسين هو الذي رشحك لتتولى إخراج العمل؟
- نعم . التقيته في مهرجان دبي السينمائي الفائت في ديسمبر الماضي وقال لي «أنا شايف شي» إنه حساس جداً ودقيق في اختياراته ومن الصعب أن يصل إلى مرحلة الرضا . قال لي إنه يتابع أعمالي وقد تضح له إنني اسعى دوماً الى التنوع ورأى أن كاميرتي تختلف من عمل إلى آخر. كان يفترض أن نلتقي في عمل سابق لكن حالت ارتباطات مسبقة لدي دون ذلك لكن الحمدلله أن هذا التعاون قد تحقق الآن.
• برأيك هل سيكون «التنديل» نقطة مفصلية في مشوارك؟
- طبعاً فلو فشل هذا العمل لا قدر الله لن يهتز تاريخ عبد الحسين عبد الرضا العريق بالإنجازات فلديه أرضية صلبة تعدت الـ45 سنة، لكن أي خطأ قد يقع ستؤثر تداعياته السلبية علي لذا لا أوفر جهداً لإبرازه في أجمل صورة ممكنة.
«التنديل» في سطور
كلمات المقدمة: ساهر
غناء المقدمة: الفنان حسين جاسم
الموسيقى التصويرية والألحان: د. عامر جعفر
مدير التصوير: محمود ذياب
مساعد مصور: رياض لاغاي
مدير الإضاءة: أحمد عزب
مساعد إضاءة: فادي البرم
مشرف الصوت: رضا بيطار
إدارة الإنتاج: لافي الشمري، عادل الشمري، مشاري الشمري، عبدالله الشرهان
مدير إدارة الإنتاج: حسن السلمان
تصميم الأزياء: خلود بوسويهي
ماكياج : بابك وجامك
اكسسوار: عبد العزيز السيار
مخرج مساعد: سلطان خسروه
مخرج منفذ: جمعان الرويعي
عبدالعزيز الجاسم وعبير الجندي في لقطة من مسلسل «التنديل»
المخرج خلف المونيتر
ومتحدثاً الى الزميل إيلي خيرالله
مشهد من المسلسل