حسين الراوي / أبعاد السطور / أعِدها يا جابر

تصغير
تكبير
| حسين الراوي |

سمو الرئيس جابر المبارك هذه السطور ليست سطور تلميع أو تطبيل أو تزمير لشخصك الكريم، بل هي سطور كتبتها بحبر الحقيقة، والميزان القِسط بيني وبينك في الذي سأكتبه في هذا المقال هم القراء الكرام، الذين يميزون الكلام الصحيح من الكلام المعتل السقيم، وإني دائماً أذكر وأقول ان القراء ليسوا أغبياء حتى تنطلي عليهم حِيل ولفات وحركات الكُتاب الذين يُدهن فِكرهم بالمال فتجري أقلامهم فوق الورق سريعة بمداد الباطل، وهذا هو دأب عُباد الدينار والدرهم أينما كانوا، يؤمرون فيطيعُون، ويُنهون فينتهون.

سمو الرئيس الكويت تحتاج بشدة في المرحلة المقبلة لشخص روحه قوية متأنية، وتحتاج لنهج واضح ومباشر مثل نهجك الذي تسير عليه منذ اللحظة الأولى التي تسلمت فيها زمام رئاسة الحكومة، وتحتاج لقلب كبير ورحيم يُعامل صاحبه الناس بالاحترام والتقدير وخفض جناح التواضع لهم، وتحتاج لرجل صبور حذر وذكي لا يتخذ قراره بغضب أو سرعة دون دراسة وبعد نظر، وكل الذي ذكرته آنفاً ليس ببعيد عنك، وهذا يتضح جلياً واضحاً للشعب عندما تم استجوابك برلمانياً فصعدت المنصة بكل هدوء وبساطة دون دربكة ولخبطة واتفاقات سياسية، فكانت مضبطة استجوابك كِتابا مُبسطا حُفظ في تاريخ أرشيف البرلمان الكويتي يحكي عن ترجمتك الشخصية يذكر جابر المبارك بكل خير. ويتضح كذلك عندما جلست على طاولة الحوار مع كتلة الغالبية يوم أن حاورتهم واستمعت لتوصياتهم وتقبلت آراءهم بصدر رحب. ويتضح كذلك عندما وجهت وأمرت ووصيت قياديين وزارة الداخلية بألا يضايقوا أبناء وبنات الشعب الذين يحتشدون في ساحة الإرادة للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم تجاه ما يشعرون به في بلدهم، مثلما كان يفعل بعض قياديي وزارة الداخلية سابقاً من ضرب ومضايقة وتطويق أبناء الشعب بأفراد الشرطة وأفراد مكافحة الشغب وآلاف الحواجز الحديدية وعشرات نقاط التفتيش التي تعرقل الوصول لساحة الإرادة، رغم أن القانون يسمح لأبناء الشعب بذلك وفق الدستور الكويتي. ويتضح كذلك في عدم تطبيل بعض الفضائيات لك.ويتضح كذلك عندما اجتمع العديد من نواب برلمان 2012 المنحل في تجمع (لن نخضع) ورغم سخطهم وحنقهم وغضبهم، هناك لم يذكر أي أحد منهم اسمك لا بسوء ولا بتهديد ولا بوعيد، وهذا مفاده أن يدك بيضاء طيبة وأنهم موقنون بأنك رجل لا تستحق أن تُجرّح على الهواء مباشرة أمام حشد غفير من أبناء وبنات الشعب الكويتي تراوح عدده من 30 ألف إلى 40 ألف نسمة.

سمو الرئيس وقبل النقطة الأخيرة في هذا المقال أقول لجنابك الكريم، إن كل المعطيات والملامح السياسية والشعبية هي في صفك الآن وتصب في مصلحتك المستقبيلة، ونسأل الله أن تكون عوناً للشعب وعوناً للكويت في ازدهارها وتطورها وتحقيق تطلعات صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في أن يرى الكويت من جديد هي دانة الخليج الأجمل، وعليك أن تُقلّب جيداً بتمعن وفِراسة تلك الأسماء والوجوه التي في ذاكرتك ممن هم حولك من بطانتك، فلعلك تجد من بينهم من لا يستحق أن يكون بالقرب منك، ولعلك تجد من الناحية الأخرى من هو يستحق أن يكون أكثر قرباً منك. سمو الرئيس جابر المبارك..نسأل الله لا يخذلنا بك ويزيدنا ثقة ومحبة بشخصك وروحك الطيبة



. Twitter: @alrawie

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي