د. وائل الحساوي / نسمات / أسعار النفط تبرهن كلام صندوق النقد

تصغير
تكبير
هل تعلمون بأن نفطنا قد هوت اسعاره خلال اسابيع قليلة اكثر من 25 دولاراً للبرميل، اي ان جميع حساباتنا للميزانية اصبحت خرطي، وان فرحتنا بالفوائض المالية ستتحول خلال سنتين الى حسابات للعجز؟!

إن مجالسنا المتعاقبة قد تفننت في اقتراح قوانين للهدر المالي لا اول لها ولا تالي، دون ان يسأل احدهم نفسه: من اين سنأتي بالمال، وما ضمانات تغطية الميزانية لتلك المصاريف؟! وماذا سنفعل اذا انهار سعر السلعة الوحيدة التي نملكها كما حدث مرارا؟!

ان مخططينا اشبه بالذي يجلس على فتحة بئر ماء يغرف منها ويوزع على العالم دون حساب ودون ان يعلم بأن البئر قد نشفت ماؤها!!

يذكر تقرير صندوق النقد الدولي بأن الكويت ستستنزف جميع مدخراتها من ايرادات النفط بحلول عام 2017 اذا استمرت في الانفاق بالمعدل الحالي، فكيف ونحن نزداد في حجم الانفاق بزيادة مخيفة، وكيف واسعار النفط تتقلب بطريقة مخيفة وليس هنالك ضمانات لاستقرارها عند سعر معقول؟!

لئن كنا قد تألمنا على حل المجلس وحكم المحكمة الدستورية لكن اظن بأنها فرصة سانحة لانتخاب نواب لديهم النظرة الثاقبة ويدركون كيفية التخطيط لمستقبل البلد.

ان الذين يعتقدون بأن صندوق النقد الدولي يبالغ في تقديراته او الذين يرون بأن عام 2017 بعيد جداً يجب ان يتم استبعادهم من اتخاذ القرار، فذلك مصير بلد لا لعبة مغامرات نلعب بها، كما نشاء!! انظروا من حولكم الى بلد مثل اليونان الذي يتمتع بجميع خيرات العالم ثم بسبب سوء تقدير الامور والمزايدة بين السياسيين فيه وقع في فخ الديون الكبيرة ثم لم يجد من يمد له يد المساعدة لينتشله منها الا بثمن كبير!!

حتى المشاريع الحيوية التي تمثل دخلاً اضافياً للدولة مقابل النفط مثل مشروع (الكي داو) ومشروع (المصفاة الرابعة) قد تم التلاعب بها واجهاضها بسبب المزايدات والتنافس غير الشريف فبالله عليكم هل هذه دولة تحترم نفسها وشعبها؟!



د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي