تركي العازمي / وكيل التعليم العام!

تصغير
تكبير



«المؤتمر التربوي الـ 37» الذي عقد في الفترة 16-17 مارس 2008 خرج بتوصيات وأوصى بتشكيل لجنة مشتركة بين التربية و«جمعية المعلمين» لتنفيذها. وبعد ذلك المؤتمر نجد أن وكيل التعليم العام محمد الكندري أمام تحد على أرض الواقع وهو بحاجة إلى النصح من قبل الجميع، ورفع الملاحظات حول التعليم العام واجب حتمي على كل ولي أمر، وكل حسب مشاهداته اليومية!

قطاع التعليم العام انحدر وهناك مسببات قد غفل عنها البعض، وتطرق رئيس جمعية المعلمين الكويتية السيد عبد الله الكندري في مطالبته إلى بعض منها. هناك جانب مهم في العملية التربوية يحتاج إلى تسليط الضوء عليه ومعالجته بطريقة مثلى تبحث وتعالج المسببات والجوانب النفسية الموجدة لها على أرض الواقع الذي تعانيه مدارس الكويت وتحديدا المرحلة الابتدائية.

نعتقد أن توفير موقع الكتروني يربط الإدارة المدرسية بأولياء الأمور مطلب حتمي، في زمن احتلت فيه الشبكة العنكبوتية مركزا حيويا من الناحية التقنية، وعاملا مهما في توثيق الصلة بين الأسرة والإدارة المدرسية، وهذا أيضا من باب الالتزام بتقوية الاتصال الالكتروني مع الحكومة الالكترونية. أما الحدث الأهم فهو يتمثل في زيارة ولي أمر لإحدى المدارس الابتدائية للاستعلام عن حالة ابنه المدرسية وقوبل استفساره من قبل الاخصائية الاجتماعية بأسلوب غريب ناشف في التعبير على حد ما يقولون! إنها شابة صغيرة في العمر تم تعيينها كإخصائية اجتماعية، بينما الواقع يتطلب في الإخصائية الاجتماعية أن تكون ملمة بالجوانب الاجتماعية والنفسية في التعامل مع قضايا الطلبة وأن يكون لديها أسلوب تربوي راق عند التخاطب مع أولياء الأمور، إضافة إلى خبرة طويلة في الحقل التربوي.

تقول الاخصائية لولي الأمر: «شرايك... تبي نفر على المدرسات ونسأل عن تحصيل ابنك... صراحة صعبة» وكان الرد بمثابة الصدمة لولي الأمر الذي أظهر له الموقف الحالة المتردية التي وصلت إليها الإدارة المدرسية.

إن الحدث يشكل لنا مرتكزا أساسيا في طبيعة التعامل مع عملية التطوير للحقل التربوي، إن المدرس/ المدرسة، والمشرف/ المشرفة، والاخصائي/ الاخصائية، في حاجة إلى تدريب خاص يعزز من مستواهم في كيفية التعامل مع الأولاد/ البنات، وأولياء الأمور.

إن الطلاب/ الطالبات، وجميع العاملين في المدارس هم كويتيون إخوة وأخوات وأبناء لنا جميعا ولا نقبل تحت أي ضغط أو ظرف أن تهتز الثقة بين الأسرة والإدارة المدرسية.

الاخصائيون الاجتماعيون والاخصائيات الاجتماعيات تحديدا بحاجة إلى مهارات خاصة، ويجب أن تتوافر فيهم صفتا النضج والرشد وعلى مستوى عال وأن يكونوا من النخبة المنتقاة، لا أن تأتي عبر الترقي من دون معايير واضحة ولا مراعاة لعامل السن.

أعيدوا لنا المناخ التعليمي الصحي الذي افتقدناه وأعيدوا لنا الثقة بالنظام التعليمي بعيدا عن هموم الدروس الخصوصية والطلبات التي يتلقاها أولياء الأمور من بعض المعلمين والمعلمات.

الأبناء بحاجة إلى تربية وتعليم وتهذيب خاص ليخرج لنا طلاب وطالبات على خلق ومستوى تعليمي عاليين والحاجة أصبحت ماسة إلى توظيف التكنولوجيا لخدمة أولياء الأمور وربط الإدارة المدرسية بالأسرة: فهل نحن مقبلون على ثورة تعليمية تربوية أم أنها أحلام يطويها الزمن ويبقى الوضع على ما هو عليه؟... والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي