د. تركي العازمي / وجع الحروف / الحكمة ضالة المؤمن!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

في هذه الأيام لا مجال للعودة إلى الوراء... فالحكمة ضالة المؤمن، والمؤمن لا ينافق ولا يخوض نقاشا عقيما مع البعض مالم يكن مدركا لجميع الجوانب الخاصة بالموضوع المطروح للنقاش... إنها الثقافة النيرة التي فقدنا ملامحها!

إن البعض مطلوب منه معرفة مفهوم الحديث الشريف حول «مثل الجليس الصالح والجليس السوء»، فالغالبية الشبابية تنحاز للعاطفة وصلة القرابة في تفكيرها وانفعالاتها لا تتجاوز مصدر القناعة «الثقافة» التي تشكلت لديهم ولكن هل قناعاتهم سليمة وغير قابلة للنقاش؟ إذا كانت قناعة تعكس هموم الشارع الكويتي فهي سليمة وإن خالفتها فقط لأنها تتبع «الحراك السياسي» فهي نوع من أنواع التيه السياسي!

ليس كل ما يطرح في عالم «تويتر» صحيحا، فكثير من الأسماء زج بها لتحقيق أهداف معينة وكثير منهم يدخل بأكثر من حساب وقليل من إخوتنا يفهم اللعبة السياسية على أصولها... وطريقة المغامرة اللفظية والفعلية في بعض الأحيان تؤدي إلى مصير مهلك لأصحابها حتى وإن قيل « قد فاز باللذات من كان جسورا»!

بعد صدور مرسوم بطلان انتخابات مجلس 2012 وعبارة «تمكين» مجلس 2009 الواردة في سياق الحكم، نجد الجموع قد اختلفت فيما بينها حول السيناريو المقبل لكننا نحن هنا نود أن تكون الحكمة هي السائدة في أي مستجد تتناوله الساحة السياسية!

لذلك، بات لزاما علينا أن نشعر ونفعل أهمية الحكمة في معالجة أمورنا الاجتماعية والسياسية وفق ما طرحناه في المقالات السابقة، فاجتماعيا يجب أن يفهم الجميع الحاجة إلى تقويم الانحراف الذي شهدته الممارسة السياسية ولابد من استيعاب الدروس في بقعة صغيرة المساحة جغرافيا وغنية في مواردها البشرية «غير المستغلة» والمالية غير المحكومة إداريا!

إن كنت تريد منا أن نطيعك فامنحنا المستطاع فبعض المطالبات التي ينادي بها بعض أحبتنا فيها نوع من التجني وحب الظهور السياسي الهادف لـ«دغدغة المشاعر» خاصة بالنسبة للشباب من الفئة العمرية 20-30 عاما حيث خبرتهم في الحياة لا تمنحهم القدرة على فهم ما يجري خلف الكواليس!

والشباب المندفع في عالم «تويتر» يرى الظاهر من الأمور ولو سألته عن تداعياتها فلن تجد الإجابة وعامل العمر مهم هنا!

لابد من توضيح الأمور للشباب، فهم يتبعون الغالبية أو الأقلية بحكم القناعة غير المكتملة الجوانب وعندما يتم شحنهم نفسيا فقد يفقدوا السيطرة على التحكم في أعصابهم وبالتالي يقعوا في المحظور... وبعد ذلك يقولون «قالها بحسن نية»!

كل ما أتمناه من الحكومة أن تغير المفهوم الاستشاري الذي تستند عليه في قراراتها، وأن تستبدل المفهوم الخاص في اختيار القياديين، وأن تستوعب احتياجات الشارع الشبابي والعوامل التي تحرك فئة الشباب في المعترك السياسي، وأن يشرف على إدارة شؤون الدولة من هم أهل لها وأن تبتعد عن المحاصصة في التوزير!

وكل ما أتمناه من الشباب أن يستوعبوا عنوان هذا المقال «الحكمة ضالة المؤمن» فكثرة المطالب لا يعني إنها صحيحة، فالبعض لديه «أجندة» خاصة ويجب أن تكون مصلحة البلد فوق كل اعتبار!

وختام القول، إن الكرة الآن في ملعب الحكومة... فهل فهمت الدروس والعبر من الأحداث الأخيرة أم أنه ستظل على نفس المنهج القديم... إنها مرحلة بحاجة ماسة لدراسة تطلعات الشارع وهموم «الشباب» وهذا لن نتمكن من بلوغه إلا من خلال عقلية شبابية تجدد الحياة في ممارستنا السياسية وعلاقاتنا الاجتماعية... والله المستعان



! [email protected]











الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي