بعد مقال استجواب «اللي بالي بالكم!» تلقيت عتبا من أخوة أعزاء على قلبي يعتقدون بأنني كنت فيه أعاتب الغالبية ولهم الحق في ما ذهبوا إليه ولكن لماذا تعمدت توجيه العتب في ذلك المقال؟
لقد كان الاستجواب واضحا وتقرير جمعية الشفافية (ملف مارس 2012 ) الذي رصد أحوال الشفافية في التأمينات الاجتماعية لوحده حوى الكثير من الأمور التي من شأنها الإطاحة بالوزير الشمالي، والأمر الذي لم يرق لي هو مستوى بعض الألفاظ!
الهجوم غير المبرر من قبل البعض له دوافعه وكل يقيم الأمور من منظوره الشخصي ولا يعتبر الهجوم على قدر الألم إلا إذا كان متضمنا تجاوزات تستحق الهجوم، وملف التأمينات يستحق الهجوم وبجانب الرجعان هناك قياديون آخرون وشبهات كثيرة تستحق التحقيق فيها وتفويض الوزير الشمالي للرجعان جعل التقرير الذي قدمه فريق التدقيق متماشيا مع تعليمات مدير عام التأمينات وهو أمر لم يكن معمولا به عندما كان الوزير الحميضي وزيرا للمالية وتقرير الشفافية أوضح النقاط ووضعها على الأحرف المناسبة!
أما الهجوم غير المبرر فهو ذلك الذي يعتقد أصحابه أن الغالبية تبحث عن التأزيم: فهل كشف الحقائق يعد تأزيما في نظرهم أم أن اسلوب الغالبية لم يعجبهم فبادروا بالهجوم؟ أين المنطق من هذا الهجوم غير المبرر وتحت أي مظلة يمكن وضعه؟
الدرس الذي فهمه الكثيرون كان في طريقة التعامل مع المادة 137، وتحديدا موقف الحكومة... لقد انتهى ذلك الوقت وذهب إلى غير رجعة مع تداعياته... ولم أتوقع أن أجد شخصا لا يحمل الإجازة الجامعية يقول لي وهو يهم بالخروج من الديوانية «بو عبدالله يتوقعون ربعنا مع شوية زيادة في المعاش أو إكرامية سوف يتنازلون عن المبادئ الإصلاحية»!
إذا كانت هذه وجهة نظر شاب متواضعة، فما بالنا بالسواد الأعظم الذي تباينت تخصصاته بين دكتور، طبيب، مهندس، إعلامي، مدرس، سياسي، وآخرون ينتظرون ترقيتهم التي سرقها من هم دون مستواهم!
إنه العبث في الثروات وتهميش الكوادر الوطنية، وصارت البلاد تتحرك وفق مفهوم «لا يوجد في هالبلد إلا هالولد»... فماذا يفعل هؤلاء؟ هل يرمون بدرجاتهم العلمية وخبراتهم في سلة المهملات إلى أن «يقضي الله أمرا كان مفعولا»!
إذا الهجوم غير المبرر ولعبة «المراوغة» سواء كان سياسيا أو اجتماعيا لم تعد مقبولة في ظل الوعي الذي نشاهد معالمه في السواد الأعظم... واحترموهم يحترمونكم. والله المستعان!
د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]