مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الحكم قبل المداولة

تصغير
تكبير
تعسفت الحكومة وانسحبت بسبب إجراء لائحي مختلف عليه، وتسرعت رئاسة المجلس ورفعت الجلسة نهائياً قبل السعي لأي حوار أو نقاش معها فحصلت أزمة سياسية، وغردت قوى حل المجلس والتحريض عليه ولكن بفضل من الله ثم جهود المخلصين من النواب عاد صوت العقل للنواب والحكومة، وانتصرت روح الديموقراطية على العناد والمكابرة، وسحب النائب عبيد الوسمي استجوابه مكرهاً، من أجل استمرار التعاون بين السلطتين وتماسك الأغلبية، وبدأ الاستجواب الذي انتظرناه طويلاً.

تحدث المستجوبون الثلاثة عبدالرحمن العنجري وخالد الطاحوس ومسلم البراك فوصفوا الوزير المستجوَّب مصطفى الشمالي بالذي لا يجرؤ على تحريك حاجبيه أمام مدير التأمينات الاجتماعية - كما قال النائب عبدالرحمن العنجري - الذي حمته قوى حكومية ونيابية ومن خارجهما فترة تولى خلالها خمسة وزراء حقيبة وزارة المالية خرج معظمهم باستجواب، وخضع لمتنفذين لأنه كما قال مسلم البراك بأنهم مسامير كرسيه، فنالوا المناقصات من دون منافسة وأنه كان عوناً للبنوك على المواطنين الضعفاء، وباع وأجَّر أراضي الدولة بأبخس الأسعار لشركات احتكارية عادت وباعتها بأضعاف مضاعفة، وردَّ المستجوَّب بأن الاستجوابَ استجواب انتقامي، ومحاوره تُبحث في لجان تحقيق برلمانية وأخرى حدثت حتى قبل أن يصبح وزيراً لوزارة المالية.

ولكن قبل أن تتم ردوده وصله تقديم طلب من عشرة نواب للموافقة على طرح الثقة به، ومسودة بأسماء ثلاثة وثلاثين نائباً موافقين على طلب طرح الثقة في الوزير، وتعد هذه حالة غير مسبوقة وأن الحكم صدر على الوزير مصطفى الشمالي قبل المداولة، وكان في ذلك عرض للقوة أدى إلى استقالة الوزير المستجوَّب ورسالة إرهاب قوية لمن أسماؤهم على لائحة الاستجوابات القادمة بأن يوفروا الجهد وأن يتقدموا باستقالتهم فور كتابة محاور استجواباتهم، فالنهاية حتمية.



إضاءة

حدث خطأ مطبعي في المقال السابق عند كتابة مثل شعبي فورد (من صادها عشى عيالها)، والصحيح هو (من صادها عشى عياله)، ولذا اقتضى التنويه.



 مبارك مزيد المعوشرجي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي