مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / الكويت... في خطر!

تصغير
تكبير
الجو الداخلي مشحون بتحديات وعناد أقطاب وطموحاتهم التي لا حدود لها واستخدامهم الأدوات كافة في ضرب بعضهم طمعا بمناصب عليا في الدولة، ولم تقف هذه المطامع أو لنقلها صراحة الأنانية وحب الذات عند هؤلاء،وإنما امتدت إلى نواب البرلمان وتنازعهم على اقتسام الكعكة الانتخابية والظهور بصورة المخلص المنقذ لهذا الشعب الغلبان!

كل ما يدور في الداخل يهون وبردا وسلاما على القلوب، ولكن هل يعلم قومي ما يحاك في الخارج من مؤامرة خطيرة جدا تنسج خيوطها تحت ضوء القمر بأيد أميركية لتقطيع أوصال بلدان الخليج العربي وتوزيعها حسب مخطط العم سام الذي يضع في حسبانه أمرين مهمين في أجندة أميركا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا، وجود إسرائيل وضمان تدفق النفط، وما عداهما فلن يكون له أية أهمية أو أدنى اعتبار؟!

السياسة الخارجية للكويت ليست واضحة، وتسير على غير هدى، سياسة قائمة على المجاملات، بينما الدول المجاورة، لديها خطط استراتيجية لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، خطط رابحة وبعيدة عن دفع الأثمان الباهظة سياسيا، فهل يستيقظ مجلس الأمة من سباته وينتبه للمؤامرات ومواجهتها بإلزام الحكومة بوضع سياسة متوازنة وقائمة على خطة طويلة المدى تضمن وجود دولة الكويت وتكيفها مع الأحداث المحيطة وبما يصون سيادتها،وحقوقها المشروعة؟!

* * *

علمنا التاريخ أن الولايات المتحدة دولة تقتات من الحروب والأزمات، لا صديق دائم لها ولا عدو دائم، سياسة متلونة، يعتقد المرء أنها وفية لأصدقائها وهي أول من يطعنهم في الظهر، ولو نظرت بتأنٍ وسألت نفسك، أين شاه إيران؟ وأين طاغية الفيليبين فرديناند ماركوس؟ وأين نورييغا حاكم بنما؟ هؤلاء عينة بسيطة من القادة الموالين لواشنطن وماذا كانت عاقبتهم بعد انتهاء صلاحيتهم؟!

ما أردنا قوله، ان على الكويت أن تضع للدول الكبرى الخمس موطئ قدم اقتصاديا هنا، نعم هنا، كإنشاء المصانع والمشاريع الضخمة ذات المداخيل المربحة والهائلة، وأن تكون معفية من الضرائب، وتحويل هذا البلد الصغير في إمكاناته، والمهدد من جيران الشرق والشمال إلى بلد لا يمكن الاستغناء عنه ليكون ركيزة أساسية في سياسة هذه الدول، بدلا من الجنوح إلى صديق واحد، تاريخه مليء بالخيانات الدائمة!

مبارك محمد الهاجري

twitter:@alhajri700
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي