تركي العازمي / وجع الحروف / استجواب خارج نطاق التغطية!

تصغير
تكبير
بعد انتهاء الاستجواب المقدم من النائب الجويهل لوزير الداخلية الحمود سألني زميل: «شرايك» فرددت: الحمد لله على كل حال... ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون... خير إن شاء الله!

ما عسانا نرد بعد أن صورته جريدة «الراي» في مانشيت الصفحة الاولى «الأتفه»... لكن قد يتساءل البعض: ما الذي قدمه الاستجواب؟... لا شيء سوى أمر واحد في غاية الخطورة وهو « كشف الصورة الحقيقية للتيه السياسي»!

نعم إننا نعاني من تيه سياسي، فعندما تتحول قاعة عبدالله السالم لتصفية الحسابات وكلمة من هذا ورد من ذاك، وهوشة و«تفريق» ولم يعد يتبقى إلا قول «اطلع لي بره»!

لا يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، نحن قد نختلف، وقد يحاول البعض إستفزازنا، وقد نسمع عبارات ساقطة لا يرددها سوى المراهقين خارج أسوار المدرسة أو في «ساحة ترابية»!

عندما تتحول الممارسة السياسية إلى «تيه سياسي» ويخرج لنا بعض النخبة من النواب بعبارات تؤكد انهم ليسوا نخبة وربما وصولهم مشكوك في أمره لكنها لغة الارقام التي أوصلتهم، وكم كنا نتمنى من بعض ابناء جلدتنا أن يفهموا الدرس من استجواب أقرب إلى تصويره بـ «استجواب خارج نطاق التغطية» السياسية المحترمة!

لدينا مشكلة في ثقافة الاختيار، ولدينا كبار صغرت عقولهم وضاقت حدود فكرهم، دفعتهم لغة العناد وتصفية الحسابات لينقلوا الصراع إلى قاعة عبدالله السالم!

انتهى الدرس... واستمتع محركو الفتنة مستخدمي استراتيجية «التيه السياسي» بالمشهد المؤلم لتخرج لنا أحداث صعب للعاقل تقبل مفرداتها وحبكتها الـ «الماصخة».... أين العقلاء يا سادة؟ هل كل كبير عاقل؟ هل كل صراع يمكن نقله إلى العموم وعبر النقل التلفزيوني بهذه الصورة؟ ومن المستفيد بالله عليكم!

كل ما أتمناه أن ينتبه الأخوة الكرام إلى انعكاسات «التيه السياسي» الذي تجلت صوره في أحداث جلسة استجواب خارج نطاق التغطية السياسية الحكيمة.. ونرجو من صاحبة قول «الله معك... الله معك» أن تفهم إن الاستجواب أداة دستورية محترمة وليست كما تتصور: بئس العقلية تلك!

إن البلد بحاجة إلى تدخل فوري من العقلاء لوقف سلوكيات البعض «السيئة» وتطبيق اللائحة قد حان وقته ومن لا يحترم قاعة عبدالله السالم لا يستحق البقاء فيها... والله المستعان!



د. تركي العازمي

Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي