د. تركي العازمي / وجع الحروف / أخلاقيات النائب!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

يوم الخميس الموافق 10 مايو 2012 كان موعدا مع ضربة «عباس الشعبي» والتعدي على النائب د. حمد المطر من قبل النائب محمد الجويهل!

نعم كان يوما صرح فيه النائب مسلم البراك تصريحا خطيرا، وبين الدكتور عبيد الوسمي سرا أكثر خطورة ما جعلنا نقف أمام أهم جزئية في الصفة النيابية وهي «أخلاقيات النائب»!

فهل ما حصل في استجواب وزير الداخلية أمر مقبول اخلاقيا؟ وهل حرمان الجويهل من حضور الجلسات واللجان عقاب كاف بعد أحداث يوم الخميس؟

لقد ظهر في الكويت نوع من أنواع الممارسة غير الأخلاقية، كلام خارج إطار الأدب وأصبحنا بالفعل غرباء في بلدنا الذي علمنا الآباء والأجداد ومؤسسو الحياة الديموقراطية فيه كيفية التعامل مع بعضنا البعض في حالة الاختلاف بالرأي والاتفاق كذلك!

لم نسمع كلمة جارحة قط، لم نسمع عن اتهام دون دليل، لم نرَ هجوماً وتفرقة في التعامل، كانت المسطرة واضحة وسبل التأديب سليمة وللحكماء وقفة معلومة في أحلك الظروف؟

جاؤوا بثقافة سيئة، سياسة فرق تسد، سياسة شق الصف الكويتي والتمييز بين أبناء الوطن الذي التف حوله أهل الكويت، انها ثقافة شاذة يراد منها تمزيق اللحمة الوطنية، وإلا كيف لنا بقبول من لا أخلاق له أن يحضر مواقع لا يجب أن يحضرها سوى النخبة من أهل الكويت، انها ثقافة حمقاء بغض النظر عن المناصر لها حيث آثارها السلبية أكثر من الأهداف التي رسمت لها!

وعليه، أعتقد أن يوم الخميس الماضي كان يوما يحتاج إلى وقفة رجال. فيا أخي الكويتي «القح» لا تخف ان امتلكت الدليل، لا تنسحب في أكثر الأوقات حساسية فنحن بحاجة إلى رأيك وأعنا على القضاء على هذه السياسة السيئة ولكن كيف؟

ان استراتيجية القضاء على السلوكيات اللاأخلاقية بحاجة لقبول تلك الانتهاكات في التعامل والاعتراف بها، ومن ثم يجب أن تكون للحكماء وقفة صارمة، والقضية «خربانة»... «خربانة».. «خربانة» وبحاجة إلى إصلاح فوري!

لتكن هناك عدالة في مواجهة تلك السياسات «المريضة» اجتماعيا، وتشخيص ذلك المرض لا يحتاج إلى أخصائيين أجانب أو شركات استشارية فأهل مكة أدرى بشعابها... وأوقفوا من انحرف سلوكه و«التوبيخ» لا يكفي، انها قضية تمس شريحة كبيرة من أبناء الكويت ووجوب المعالجة الفورية الحاسمة أمر مطلوب!

قد نكون في هذا المقال أكثر اندفاعا، فالوضع قد بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه.. اتقوا الله في الوطن وأعيدوا لنا المحبة والسلوك القويم لعلنا نفهم ما هو المطلوب منا كمتابعين وما هو المطلوب من النواب ومن له علاقة بالأوضاع السياسية، فان أخطر التجاوزات الاجتماعية هي تلك التي لها علاقة بالأخلاق و«لقمة العيش» و«الأمن والأمان»، فالأمم تتقدم وتتطور بتحسن أخلاق شعوبها و«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا»... والله المستعان!

 

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي