يعرض في رمضان على تلفزيون «الراي»
«خوات دنيا»... حالات اجتماعية إنسانية تلامس واقعنا
لم يتخيل الكاتب الإماراتي محمد الحمادي أن يتحول نصه الدرامي «خوات دنيا» إلى حالة خاصة لا تحتسب على الدراما الخليجية فحسب، **بل على مستوى الدراما العربية، خصوصاً حين وجد اليد الأمينة التي تترجم كتابته على أرض الواقع بهذه الصورة الإنتاجية الضخمة، فعمله ضم كوكبة من الممثلين العرب وعلى رأسهم سعاد عبد الله، بالإضافة إلى رؤية المخرج غافل فاضل التي شكلت نقطة قوة أخرى تحسب للعمل حتى قبل أن يعرض على المشاهدين.
يناقش «خوات دنيا» هموم المواطن اليومية الاجتماعية وآثارها على جوانب حياته المختلفة بصورة واقعية يعايشها المشاهد العربي، فالمسلسل الذي سيتابعه المشاهدون على تلفزيون «الراي» خلال شهر رمضان المبارك، شارفت أيام تصويره على الانتهاء وقرب موعد دخول حلقاته إلى عملية المونتاج.
«الراي» زارت «لوكيشن» تصوير المسلسل والتقت بعدد من فريق العمل، وكانت البداية مع الفنانة سعاد عبد الله التي قالت: «ألعب دور امرأة تعيش فترتين في حياتها ما قبل الصدمة وما بعدها، لنراها في مرحلة تسترجع ما حدث معها ثم تحاول الخروج منه والانتصار على أوجاعها».
وعن حجم المنافسة التي تشعر بها في الموسم الرمضاني المقبل ورهاناتها عليه، قالت أم طلال: «لست من الفنانات اللواتي يدخلن عملاً جديداً على أساس رهان، بل أسعى إلى اختيار النص الجيد أولاً وأن تكون كل العوامل الفنية موجودة ومتكاملة تليق بالمشاهد العربي الذي نحترم عقليته».
من جانبه قال الفنان مشاري البلام: «أؤدي شخصية «ياسر» الشخص الرومانسي، وهو دور مختلف وجديد، فالجمهور اعتاد أن يراني مع «أم طلال» بنكهة مختلفة وصادمة في بعض الأحيان ولهذا أكون حريصاً أكثر على كل تفاصيل الشخصية الكبيرة والصغيرة وأن تظهر بالصورة الواقعية».
وحول انطباعه عن أجواء العمل، أوضح أن «هناك خصوصية لـ «خوات دنيا» فهو يضم نخبة من الممثلين الخليجيين والعرب، وهذا سيضفي خصوصية عليه، وكممثلين نستفيد من تجارب بعضنا البعض ونكتسب خبرات مختلفة، وأعتبر أن هناك مباراة في التمثيل في ما بيننا».
«الشخصية وايد قريبة مني مهنياً»... هكذا وصفت الممثلة زينة كرم دورها في «خوات دنيا»، وقالت: «القرب هو في ناحية المهنة كون الشخصية تعمل في الإعلام، وهي من الشخصيات الصعبة والتي احتاجت مني تحضيراً وجهداً طويلاً، فهي صاحبة شخصية قوية ومعتدة بنفسها ومخلصة في عملها، ولكنها تتسم بالقسوة وهذا هو عيبها، إلى جانب تعلقها المرضي بوالدها إلى درجة الجنون».
وأضافت كرم: «انها المرة الأولى التي أقدم فيها مثل هذا الدور الذي أعتبره مختلفاً عما قدمته في مسلسل «فرصة ثانية» العام الماضي، فالجمهور سيتفاجأ بجمود الشخصية ومشاعرها التي لا تهتز بسهولة، إلى درجة أنها لا تبكي أو تهتم بأي شخص آخر سوى والدها».
وعن توقعها لرد فعل المشاهدين تجاه الدور، قالت: «أؤمن بأن الممثل يجب أن يكون «جوكر» ويتنقل بين أكثر من دور وشخصية بسهولة، ولا يحصر نفسه في شيء واحد، ولا بد أن يجتهد ليقنع المشاهدين سواء في أدوار الخير أم الشر على حد سواء، وأحاول دائماً البحث عن شيء مختلف».
أما الفنان حسين المنصور، فقال: «لا أنقطع عن «أم طلال»، فهي إذا وجدتني في دور تطلبني مباشرة ولدي ثقة في خياراتها ولا أناقشها لأنها تعرف أين وكيف تختارني، وصادف أننا نتشارك في مسلسلين متتاليين ففي العام الماضي قدمنا «فرصة ثانية» وهذه السنة وجدت الفرصة لنلتقي مجدداً».
وأضاف المنصور: «أجسد شخصية فيصل وهو شقيق «أم طلال» الذي يحلّ لها مشاكلها ومشاكل صديقاتها اللواتي يتحولن بحكم العشرة إلى أخوات له».
وعن حجم ما يحمله الدور من واقع الحياة اليومية التي نعيشها، قال: «إذا خليت خربت، وشخصيا أرى هذا موجوداً بيني وبين أخواتي وأصدقائنا المقربين، وفي النهاية الحياة فيها الزين والشين».
وعن رأيه بفكرة العمل الخليجي الذي يضم فنانين من جنسيات عربية مختلفة، قال المنصور: «من الجميل أن نجد مسلسلاً عربياً، وأتمنى أن يكون هناك تعاون أكثر بيننا وبين الدراما المصرية وتظهرنا كخليجيين بصورتنا الحقيقية ولا تحصرنا فقط بشخصيات الإنسان السكير».
ومن ناحيتها، قالت الممثلة عبير أحمد: «أجسد شخصية طبيبة نفسية تجمعها الظروف مع «أم طلال» ومع الوقت تصبح من صديقاتها المقربات، فالدور جميل ويظهرني بصورة مختلفة عما شاهدني فيه الجمهور مع «أم طلال» العام الماضي في «فرصة ثانية»، وسعادتي لا توصف بأن أمنيتي بالعمل مع سعاد عبد الله تحققت وليس هذا فقط، بل هي اقتنعت بقدراتي الفنية لتعود وتطلبني مجدداً في دور جديد يجعلني عاجزة عن الكلام».
وأضافت أحمد أن «الدور مكتوب بسلاسة عجيبة، والشخصية وأبعادها واقعية وسيشعر المشاهد بقربه منها، والجميل في «لوكيشن» أم طلال أن فريق العمل متجانس ومتعاون وبيننا روح الصداقة والأخوة هي الطاغية أكثر من غيرها».
وعن اجواء المنافسة التي تشتد في الدراما الرمضانية، قالت: «المنافسة جميلة ومطلوبة، وعموماً تحظى مسلسلات «أم طلال» بنسب مشاهدة عالية، وأعتبر أنها فرصة لكل ممثل حتى يقدم أفضل ما عنده ويثبت نفسه».
وعن سبب ميلها أخيراً إلى الأدوار الطيبة، أوضحت أحمد: «يفترض بالممثل المحترف أن يجيد تقديم الأدوار بصورة تصل إلى المشاهد، وهذا ما يعلق في ذهن المشاهد فأتذكر عندما قدمت شخصية المرأة الشريرة في فترة سابقة كان موظفو الجوازات يعاتبونني عن تصرفات الشر التي قمت بها، أما في مسلسل «فرصة ثانية» فكان الوضع مختلفاً، فالشخصية كانت طيبة ومسالمة إلى أبعد درجة».
الفنانة المصرية مها أبو عوف التي تشارك للمرة الأولى في الدراما الخليجية قالت: «أجسد دور ماجدة، وهي سيدة مصرية قبطية تعيش في الخليج وتمر بظروف صعبة».
وأضافت: «سعادتي لا توصف بالمشاركة في عمل خليجي، فأنا من متابعيها وأرى فيها تطوراً كبيراً وارتقاء جعلها تنافس وبشدة في الدراما العربية، كما أن وجود سعاد عبد الله في العمل شجعني أكثر، وأعتبره شرفاً لي، خصوصا أنها هي من رشحتني للدور، ووجدت أن الدور مناسب».
أما الممثلة الأردنية عبير عيسى، فقالت: «ما يميز «خوات دنيا» تطرقه إلى مواضيع مختلفة وفئات عمرية متفاوتة، وهذا ما نجده في حياتنا اليومية الطبيعية من خلال العلاقات التي تنشأ بين الأصدقاء وتتحول هذه الصداقة إلى علاقة أخوة مع مرور الزمن ليصبحوا أسرة واحدة».
وأضافت العيسى: «الجميل في الفن أنه يجمع ما فرقته السياسية أحياناً بيننا نحن العرب، وفي الدراما الأردنية اعتدنا على العمل ضمن كوكبة من الفنانين من أقطار مختلفة وهذا أمر تحتاجه الدراما العربية».
وعن طبيعة الشخصية التي تقدمها في المسلسل، قالت: «أؤدي شخصية ميسون وهي «كراكتر شعنونه» بين الصديقات ودائمة الاعتراض إلى درجة كبيرة ولديها حب شديد لصديقاتها يصل إلى درجة التملك بحكم العشرة التي دامت لأكثر من عشرين سنة».
وأوضحت أن «المسلسل يتحدث عن محاور نفسية واجتماعية مختلفة واقعية يعيش فيها أناس نقابلهم في حياتنا، وأنا سعيدة بالتجربة مع فريق العمل كله، خصوصاً أنها التجربة الثانية التي تجمعني مع «أم طلال» بعد مسلسل «صحوة زمن»، وربما تكون هذه من العوامل التي شجعتني أكثر على قبول الشخصية، فبمجرد أن تحدثت معي «أم طلال» عن الدور قبلت، فهي تعرف كيف تختار الممثلين في الأدوار التي تناسبهم وفي المكان الصحيح وهذا تأكدت منه عندما قرأت دوري في العمل».
وتحدثت سالي القاضي عن شخصيتها، مشيرة إلى أنها تؤدي دور فتاة مصرية مسيحية تعيش في الكويت مع والدتها، ولكن الشخصية تمر بمرحلة حزن بعض الشيء بسبب ظروف صعبة. وقالت: « «خوات دنيا» يتفرد في طرحه لقضايا تشمل المنطقة العربية ولم يحصر نفسه في البيئة الخليجية فقط».
ومن جانبه، قال المخرج غافل فاضل: «يجمعنا تفاهم وتعاون فني مع «أم طلال»، فبحكم صداقتنا القديمة وطبيعتها كفنانة مجتهدة تجعل كل من حولها يحبون العمل ويسعون لتطوير أنفسهم باستمرار وإيصال ما في داخلهم، وعطائها اللامحدود يدفع كل فريق العمل للاجتهاد».
وعن سبب اختياره لبنان لتصوير أجزاء من العمل، أشار إلى أن «النص فرض علينا أن يكون هناك تصوير خارجي، وهذه مسألة مهمة ومفيدة للعمل والمشاهد لأنها تخلق للمشاهد حالة خروج من الرتابة الموجودة لديه من المتابعة التقليدية ومشاهدة بصرية مختلفة، فبعض المشاهدين أصابتهم حالة من الملل لكثرة اللوكيشنات الداخلية».
وحول الصعوبات التي يواجهها لتعامله مع هذا العدد الكبير من الفنانين، خصوصاً الفنانات، قال: «التعامل مع هذا العدد الكبير من الممثلات من أجيال مختلفة متعب، وأقصد هنا الوقت الذي تحتاجه الفنانة لتكون جاهزة على صعيد الشكل من شعر وماكياج مثلاً، هذا بخلاف الغيرة وبعض المشاحنات التي تحدث بينهن بدافع الغيرة وكل واحدة في النهاية تريد إبراز شخصيتها ودورها وهنا يكون الحكم هو النص وأبعاد الشخصية، كما أن «أم طلال» حريصة دائماً على اختيار فريق عمل متعاون ومتجانس وهذا ينعكس على أجواء العمل التي تكون خالية من المشاحنات والتوترات وتكون أقرب الى أسرة واحدة والكل يأخذ حقه من دون مبالغة أو تجاوزات».
وعن خصوصية رؤيته لـ «أم طلال» كممثلة وإذا كان يتبع «تكنيك» خاصاً معها، أكد فاضل أن «قدرات «أم طلال» كممثلة لا يختلف عليها أحد، «وإخراجياً أرى أن التقطيعات القريبة من الوجه هي الأنسب إليها لما تمتلكه من مهارة شديدة في التعبير عن الحالة بملامحها حتى ولو كانت صامتة تستطيع إيصال الحالة».
SpotLight
*طغت أجواء أسرية على «لوكيشن» التصوير وكانت تصرفات فريق العمل وعلى رأسهم «أم طلال» أقرب إلى عائلة كبيرة.
*مشاري البلام حرص على زرع أجواء من الطرافة والمرح في «اللوكيشن» من خلال مقالبه مع زملائه.
*استغلت الفنانة مها أبو عوف تواجد «لوكيشن» التصوير على البحر لتجلس مقابله وتستمتع بجمال المنظر.
فريق العمل
«خوات دنيا» بطولة: سعاد عبدالله، حسين المنصور، مشاري البلام، زينة كرم، صمود، عبير أحمد، ابراهيم الزدجالي، مها أبو عوف، عبير العيسى، عيسى ذياب، محمد المسلم، ملاك الخالدي وسالي القاضي، وهو من تأليف محمد الحمادي وإخراج غافل فاضل.