نصف القادة العرب حضروا قمة دمشق من أجل رفع الحرج فقط والنصف الآخر رأى في القمة لعبة سياسية وتدعيما لدول غير عربية تسعى لبسط نفوذها، ثم خرجت القمة بقرارات باهتة لا يصدقها حتى من أصدروها، فحل مشكلة الرئاسة في لبنان التي وضعتها القمة العربية على رأس توصياتها ومطالبتها بانتخاب رئيس توافقي في لبنان يوحي بأن ذلك المطلب تتحكم به اطراف خارج القمة، بينما يدرك الجميع بان دول القمة هي التي عطلت ذلك المطلب وأوقعت الشعب اللبناني في ازمته الحاضرة ومع اني ادرك بأن «عمرو موسى» يستهويه التردد على البلاد العربية والتحرك الدائم من اجل اظهار نفسه بأنه هو «حلال المشاكل» إلا انه يدرك في قرارة نفسه بأن تحركاته لحل المشكلة اللبنانية لن تجدي نفعا حتى تتفق الاطراف العربية التي جاءت إلى القمة على حلها، بل ان مقاطعة العديد من الزعماء العرب لتلك القمة كان بسبب رفضهم دور سورية في عرقلة حل مشكلة لبنان.
كما اوصى الزعماء العرب في القمة باحترام كل دولة عربية وعدم التدخل في شؤونها وعلى ضرورة تجاوز الخلافات العربية -العربية، وهذه نكتة اخرى ظللنا نكررها منذ ستين عاما دون ان يصدقها احد، بل ان مقاطعة تسعة زعماء عرب للقمة وارسال بعضهم وزراء عاديين لحضور القمة دلالة قاطعة على ان الخلافات العربية - العربية تتسع هوتها في كل يوم ولن تلبث ان تتحول إلى حروب طاحنة تحرق الاخضر واليابس.