ممدوح إسماعيل / توقيف الديبلوماسي المصري... لماذا يكرهوننا؟

تصغير
تكبير
ممدوح إسماعيل



في ثاني أيام عيد الفطر المبارك.. نشرت جريدة «الأهرام» المصرية خبر توقيف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ماجد عبد الفتاح في أحد شوارع نيويورك من قبل أحد ضباط الأمن الأميركي، وذلك بسبب منعه من المرور من شارع ممنوع العبور فيه للمسلمين والعرب، وهو شارع «سكند افنيو».

 أما موقع «العربية نت» فقال إن توقيف الديبلوماسي المصري كان بسبب اطلاع الضابط الأميركي على اسم السفير الاسلامي، وكان ذلك سببا كافيا لمنعه من العبور في الشارع، وهو السفير الذي يحمل الحصانة الديبلوماسية!

واللافت هو أن الواقعة حدثت يوم 28 سبتمبر ولم تنشر إلا بعد أسبوعين، لماذا؟ هل فشلت الطرق الديبلوماسية في تقديم اعتذار؟

 الاجابة غير معروفة، لكن وزير الخارجية المصري قدم للخارجية الاميركية اعتراضا شديد اللهجة على هذا التصرف العنصري الذي لايليق!

 لكن الأغرب أن مصر تتمتع بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة الإميركية وتتعاون معها في كل شيء بدءا من عملية السلام المزعوم وانتهاء إلى ما يسمى «الحرب على الارهاب». ولكن ذلك لم يشفع للسفير المصري في عقلية الضابط الأميركي، وكيف يشفع عند الضابط و السفير مسلم يحمل اسما مسلما ومجرد الاسم الاسلامي تعلن الكراهية ويتم التوقيف والاعتقال في اميركا. هذا غريب في بلد تدعي أنها حامية الحريات في العالم، ولكن بعيدا عن واقعة الضابط والتوقيف للسفير، فالمهم أن الشارع ممنوع السير فيه للمسلمين، إنها ليست عنصرية فقط إنها الكراهية!! وهم الذين يتشدقون ليلاً ونهاراً بالحديث عن العدالة والحرية والمساواة البعض يقول: إنه حادث فردي وهل الشارع حادث فردي، إنها حالة موجودة في الغرب وفي اميركا.

وقد تعرض الكثيرون من المسلمين لهذه الكراهية داخل الولايات المتحدة وخارجها في الدول الغربية، و الاخبار تتحدث عن اعتقال الكثير من المسلمين في السجون الاميركية، بسبب الكراهية.

 وقد ذكرتني هذه الواقعة بما حدث للسعودي سامي الحصين الذي دين من المحلفين الاميركيين لأنه مسلم وحكم عليه بالسجن 37 عاماً، بسبب قضية لفقتها له خادمته الفيليبينية، وادعت ظلما أنه تحرش بها ولم تقدم دليلاً على ادعائها، وكانت الكراهية بالمرصاد لهذا المسكين فرج الله كربه - فقد جمعوا له عددا من الاميركيين من الشارع تحت مسمى نظامهم القانوني محلفين وأدانوه ليصدر الحكم بسجنه 37 عاماً فهل يتخيل احد عنوانا لهذا الحكم غير الكراهية البغيضة التي لاحد لها، 37 عاما سجنا؟

يا الله! أي معيار للعدالة هذا؟ ولماذا أتعجب؟ ففي الصفحة نفسها حملت لنا الاخبار أنه في صبيحة عيد الفطر قامت الطائرات الاميركية يقتل 15 امرأة وطفلا عند بحيرة «الثرثار» في العراق، هل هي العيدية؟ دعونا نتحدث بصراحة فهم لا يستحيون. فالحقيقة أنه توجد حالة كراهية للإسلام والمسلمين، لكن لماذا يكرهوننا هل نحن المسلمين قمنا باحتلال اراضيهم وقتل المدنيين في بلادهم ليلاً ونهاراً كما يحدث في مدن العراق وأفغانستان؟

وهل نحن المسلمين قمنا بالاستيلاء على ثرواتهم؟ وهل نحن المسلمين نتدخل في شؤونهم؟ وغيرنا مناهجهم التعليمية والدينية ونتدخل في قراراتهم السياسية؟ وهل نحن المسلمين نحتكر صناعة وتجارة الاسلحة المدمرة في العالم؟

نعم قام مسلمون منا بضرب الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، وقامت الولايات المتحدة بالرد، ولكن الرد لم يتوقف على من قام بالاعتداء عليهم، بل شمل كل المسلمين وشمل الاسلام، وهو غريب جدا.

وأخيرا ذكرتني واقعة الديبلوماسي المصري بما كان يحدث من اضطهاد للمسلمين بسبب أسمائهم فقط في دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية أيام الشيوعية البغيضة.

 وها هي الولايات المتحدة الاميركية التي تدعي انها رائدة الحرية والعدالة والمساواة والتي حاربت الشيوعية، كما تدعي لتدافع عن حرية العالم، ها هي ارتدت ثوب الشيوعية البغيضة في عدائها للاسلام وتضطهد المسلمين بسبب اسمائهم فقط.

 ولكنني كم أتمنى ان تكون هذه حالة لا تعبر عن مجتمع بأسره وشعب بعمومه، وأن تنحصر فقط في تجاوزات فردية أو ادارة اميركية متعصبة، ولكن أياً كان لابد أن يعي هؤلاء الذين يكرهوننا في الولايات المتحدة الأميركية ان الوقت تغير والزمن تغير ولم يعد المسلمون كما كانوا ايام الشيوعية.

فلن تتغير الاسماء ولن يبدل المسلمون دينهم لإرضاء من عندهم الكراهية، وإن ما يحدث يزيد المسلمين تمسكا بدينهم ودفاعا عن هويتهم وحضارتهم.


ممدوح إسماعيل

محام وكاتب مصري

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي