كتيّب تعليمات... للعلاقات؟
| سارة صلاح العتيقي |
بناء علاقات جديدة او حتى تأصيل معرفة ما مع الناس، كثيرا ما تحتاج إلى خبرة وعلم و دراية بهم، وحتى هؤلاء يتعرضون للمباغته بين حين واخر حين يكتشفون **ان نظرتهم للبعض ليست صحيحة او خاطئة بشكل كبير، مما يضطرهم للإنزواء بأنفسهم خوفا من ان يكونوا نسخا من البيضة الشهيرة همبتي دمتي»Humpty Dumpty « فيسقطون من على حائط العلاقات محطمين فلا يستطيع حتى فرسان الملك ان يصلحوا ما تحطم.
هذا ما دفعني لأن افكر... ماذا لو كان لكل منا كتيب للتعليمات «Instruction Manual»؟... أقصد كتيبا يشبه تلك المرفقة مع كل جهاز كمبيوتر جديد او غسالة او خلاط كهربائي- ولا اقصد هنا تشبيهنا بهم، مع انني مؤمنة ان هناك من تنطبق عليه صفة الكمبيوتر او الغسالة جيدا، ولكني اتكلم عن مفهوم عام- فواحد للصداقة وثانٍ للحب وثالث للأخوة و... هلم جرى... وذلك لكونه محتويا على تفاصيل أبرز صفاتنا النفسية والعاطفية والكيفية التي نود ان يتم التعامل بها معنا، فلا تتطور العلاقه إلا بإتفاق الطرفين على تبادل نسخ من تلك الكتيبات لأخذ العلاقه لمرحلة متقدمه بشكل «رسمي» وذلك سيرا على نظريه «Quid Pro Quo» الشهيرة والتي تعني «شيء في مقابل شيء» باللاتينية وهي الجملة ذاتها من فيلم صمت الحملان التي خاطب بها هانيبال ليكتر كلاريس مطالبا بإستبدال زنزانته بأخرى تطل على منظر جميل في مقابل معلوماته وذلك قبل ان يلتهم-الاول- وجه الحارس!. مرة أخرى، لا اعني بذلك رجاحة انتهاء العلاقات بتلك الطريقة... بالضرورة. كما يجب ان يُكتب على يدي إخصائيين نفسيين لضمان جودة المعلومات، وبالتالي فإن المتلقي يأخذ هذه النقاط كمفاتيح للشخصيه وذلك باستخدامها على هيئة خطوات... مثالا: «إذا أردت ان تتكلم في موضوع تعلم انه ثقيل على مسمعي. تتأكد من انني هادئا وقتها. اكون قد شربت قهوة المساء. تبداء معي بنكته ظريفة سمعتها حديثا ثم...». بطبيعة الحال فإن اي تغيير في الشخصية يتبعه تغيير اوتوماتيكي لكتيب المعلومات بعد تحويله لملف إليكتروني «أبليكيشن من الأيتونز»-حفاظا على مساحات المنزل في حال كنت من الشخصيات الاجتماعية- او ربما تحويله إلى ملف سمعي، كما ولحل مشكلة قطع العلاقات، في حال تبين ان احد الطرفين لا يستحق، وبدلا من استخدام الاسلوب الاميركي للنسيان والمتمثل بوضع مقتنيات العلاقات السابقة داخل صناديق ترمى في «عِلية المنزل»، فإن كل الملفات/ الكتيبات ستكون مرتبطة بكلمة سر معينة تعمل عمل الفايرس لاتلافها عن بعد وقتما نشاء، كما ان هذا الملف لن يكون قابلا للنسخ لتفادي مشكلات مستقبلية كالفضائح ونشر الغسيل- تماشيا مع الغسالة سابقة الذكر- ولا ننسى إمكانية ان نرفق مع الفايرس ملف صوتي... بعضهم سيكتفي بـ «الله يسامحك» في حين ان البعض سيفضل شيئا على غرار «سيب يا حبيبي وانا أسيب» لأحمد عدوية وذلك إعتمادا على طبيعة علاقتك بالشخص وسنك ولمن تسمع... يا ترى اما كان ليسهل على البشرية جمعاء لو كان كل واحد منا يمتلك نسخا من تلك؟ او لنجعل الامر اكثر سهولة... ماذا لو كنا جميعا كمبيوترات/ روبوتات؟ ولو ان تلك تعلق بعض الأحيان... كثيرا؟
[email protected]
بناء علاقات جديدة او حتى تأصيل معرفة ما مع الناس، كثيرا ما تحتاج إلى خبرة وعلم و دراية بهم، وحتى هؤلاء يتعرضون للمباغته بين حين واخر حين يكتشفون **ان نظرتهم للبعض ليست صحيحة او خاطئة بشكل كبير، مما يضطرهم للإنزواء بأنفسهم خوفا من ان يكونوا نسخا من البيضة الشهيرة همبتي دمتي»Humpty Dumpty « فيسقطون من على حائط العلاقات محطمين فلا يستطيع حتى فرسان الملك ان يصلحوا ما تحطم.
هذا ما دفعني لأن افكر... ماذا لو كان لكل منا كتيب للتعليمات «Instruction Manual»؟... أقصد كتيبا يشبه تلك المرفقة مع كل جهاز كمبيوتر جديد او غسالة او خلاط كهربائي- ولا اقصد هنا تشبيهنا بهم، مع انني مؤمنة ان هناك من تنطبق عليه صفة الكمبيوتر او الغسالة جيدا، ولكني اتكلم عن مفهوم عام- فواحد للصداقة وثانٍ للحب وثالث للأخوة و... هلم جرى... وذلك لكونه محتويا على تفاصيل أبرز صفاتنا النفسية والعاطفية والكيفية التي نود ان يتم التعامل بها معنا، فلا تتطور العلاقه إلا بإتفاق الطرفين على تبادل نسخ من تلك الكتيبات لأخذ العلاقه لمرحلة متقدمه بشكل «رسمي» وذلك سيرا على نظريه «Quid Pro Quo» الشهيرة والتي تعني «شيء في مقابل شيء» باللاتينية وهي الجملة ذاتها من فيلم صمت الحملان التي خاطب بها هانيبال ليكتر كلاريس مطالبا بإستبدال زنزانته بأخرى تطل على منظر جميل في مقابل معلوماته وذلك قبل ان يلتهم-الاول- وجه الحارس!. مرة أخرى، لا اعني بذلك رجاحة انتهاء العلاقات بتلك الطريقة... بالضرورة. كما يجب ان يُكتب على يدي إخصائيين نفسيين لضمان جودة المعلومات، وبالتالي فإن المتلقي يأخذ هذه النقاط كمفاتيح للشخصيه وذلك باستخدامها على هيئة خطوات... مثالا: «إذا أردت ان تتكلم في موضوع تعلم انه ثقيل على مسمعي. تتأكد من انني هادئا وقتها. اكون قد شربت قهوة المساء. تبداء معي بنكته ظريفة سمعتها حديثا ثم...». بطبيعة الحال فإن اي تغيير في الشخصية يتبعه تغيير اوتوماتيكي لكتيب المعلومات بعد تحويله لملف إليكتروني «أبليكيشن من الأيتونز»-حفاظا على مساحات المنزل في حال كنت من الشخصيات الاجتماعية- او ربما تحويله إلى ملف سمعي، كما ولحل مشكلة قطع العلاقات، في حال تبين ان احد الطرفين لا يستحق، وبدلا من استخدام الاسلوب الاميركي للنسيان والمتمثل بوضع مقتنيات العلاقات السابقة داخل صناديق ترمى في «عِلية المنزل»، فإن كل الملفات/ الكتيبات ستكون مرتبطة بكلمة سر معينة تعمل عمل الفايرس لاتلافها عن بعد وقتما نشاء، كما ان هذا الملف لن يكون قابلا للنسخ لتفادي مشكلات مستقبلية كالفضائح ونشر الغسيل- تماشيا مع الغسالة سابقة الذكر- ولا ننسى إمكانية ان نرفق مع الفايرس ملف صوتي... بعضهم سيكتفي بـ «الله يسامحك» في حين ان البعض سيفضل شيئا على غرار «سيب يا حبيبي وانا أسيب» لأحمد عدوية وذلك إعتمادا على طبيعة علاقتك بالشخص وسنك ولمن تسمع... يا ترى اما كان ليسهل على البشرية جمعاء لو كان كل واحد منا يمتلك نسخا من تلك؟ او لنجعل الامر اكثر سهولة... ماذا لو كنا جميعا كمبيوترات/ روبوتات؟ ولو ان تلك تعلق بعض الأحيان... كثيرا؟
[email protected]