سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / المعارف

مفردة جميلة كانت تطلق على المؤسسة التعليمية في هذه الديرة الحبيبة وكان التلاميذ إذا ما ارتدوا ملابسهم المدرسية في ذلك الوقت فانها تُحلّى بشارة توضع على جيب المعطف تشتمل على شعلة العلم مكتوب عليها معارف الكويت. تحولت هذه المؤسسة من دائرة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم، ثم اصبحت وزارة التربية نظرا لاهمية التربية في صقل الفرد وتنميته تنمية شاملة متكاملة من جميع الجوانب في مجال القدرات والاستعدادات والميول والمواهب حتى يصبح هذا الفرد متكامل الشخصية يسهم في بناء صرح دولة الكويت، ولا يكون ذلك الا على ايدي مربين مخلصين، لذلك اهتم الوطن بالمعلم لانه هو الذي يعمل على تنمية الطالب تنمية متكاملة بما اعطي من فكر وقّاد وهمة عالية من اجل تثقيف الامة وتعليمها وتسديدها نحو السبيل الأقوم بطرق مثلى تعلمها في التدريس ومستلزمات طيبة استخدمها من اجل توضيح حقائق المنهج الذي اعد لهدف واضح يرمي إلى تحقيق المواطن الصالح الذي يتفاعل مع المجتمع فيتأثر به ويؤثر فيه.

وان الاهتمام بالمعلم في هذه الديرة الحبيبة اهتمام واضح وجلي واكبر ما يؤكد على هذا الاهتمام رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يحفظه الله بالمعلم وتكريمه في الحادي عشر من الشهر الجاري في يوم تكريم المعلم العالمي، فعسى ان يجد هذا المعلم الخطى من اجل تنمية الاجيال وتربيتهم وفتح آفاق متجددة نحو الاستزادة من قبس العلم امام التلاميذ مراعيا في ذلك فروقهم الفردية واستعداد كل منهم وقدرته وامكانيته واستخدام في عملية التعليم والتعلم سبلاً مختلفة لتبسيط هذه العملية وتذليلها امام النشء والابتعاد عن الثقافات الطارئة في التلويح بالاعتصامات وتدخل التلميذ في امور ليس له الحق ان يتدخل فيها، فعسى ان يبصر المعلم ولي الامر بمهمته ويفتح امام التلميذ السبل للاستزادة من العلم والتعرف على آفاق شتى في التربية لتصبح العملية التربوية سلسلة تتكون من البيت والمدرسة والمجتمع، فاذا ما تحقق هذا المعلم الرائع فاننا نقوم له إكبارا وتقديرا ونقول له قول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا



سلطان حمود المتروك