د. وائل الحساوي / نسمات / مخطئ من ظن يوماً أن للأسد دينا !

تصغير
تكبير
اليوم العاشر من ابريل العام 2012، ستدخل المدن السورية لتجد أن الجيش السوري قد انسحب منها بالكامل وان الشعب السوري قد عاد لممارسة حياته الطبيعية دون خوف من شبيحة او قوات امن او معسكرات جيش، وقد رجعت الاسلحة الثقيلة الى مستودعاتها وجثمت الطائرات في المطار وافرغت وقودها، ورجع النازحون الى ديارهم!!

هل هذا ما كان كوفي انان يتصوره عندما حاول اقناع العالم بأن نظام المجرم الكبير في دمشق سينفذ كل ذلك في يوم 10 ابريل؟! وهل كان انان الذي قضى سنوات عمره في السياسة وفي رئاسة اهم منظمة دولية لايدرك بأن النظام السوري انما طالب بتلك المهلة لكي يقتل المزيد من شعبه ويسعى لتصفية المعارضة؟!

وهل هنالك عاقل يعرف تاريخ النظام النصيري في سورية وجرائمه في حق شعبه وجيرانه التي تشيب لها الولدان، هل هنالك عاقل لا يدرك انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يتراجع عن بطشه بشعبه لانه يعلم بأن في ذلك نهايته؟! وهل نسي انان كذب النظام على الجامعة العربية التي طلب منها ارسال مراقبين عرب داخل سورية ثم رجع هؤلاء المراقبون لكي يقصوا على العالم قصة اكبر خدعة واجهوها حيث كان يرسلهم الى مناطق في سورية ويقصف مناطق اخرى وكان يخلي السجون التي سيزورونها وكان يحشد انصاره في الشوارع ليتحدثوا باسم الشعب السوري؟!

ان ما فعلته الامم المتحدة في تصوري اما ان يكون جزءاً من المؤامرة ولايهام العالم بأنها تقوم بدور في حل الازمة السورية واما ان يكون غباء لا يمكن قبوله من هؤلاء السياسيين.

لقد قتل النظام السوري خلال فترة الهدنة التي سبقت الاستعداد للانسحاب المزعوم خلاصة ابناء سورية وبالمئات، وسيخرج علينا غداً ليقتل المزيد، وهذا هو ما يطمح اليه الغرب من تأجيل الحل الى ان يمل الشعب السوري ويتنازل عن ثورته المباركة، ولكن هيهات ان يتحقق لهم ذلك، فقد ساعدت تلك الدماء المباركة التي تسيل كل يوم على شوارع ومدن سورية في اصرار الشعب المسلم السوري على المضي قدما ودعم التراجع لان في ذلك التصفية الدموية لمن تبقى منهم، وما عليهم الا ان يضعوا ثقتهم بعلام الغيوب القوي العزيز فهو ناصرهم لا محالة ولهم عبرة في فرعون والنمرود وعاد وثمود وطغاة العالم، ولهم عبرة في زعماء العرب الذين فعلوا ما فعله الاسد في سورية امثال صدام حسين والقذافي وغيرهما وكيف سحلتهم شعوبهم في الشوارع.

عاشت ديموقراطية الغرب!!

اذا اردتم قصة اخرى تبين لكم تواطؤ الغرب مع المجرمين فاقرءوا قصة «اوكامبو» المسؤول عن محكمة جرائم الحرب في لاهاي الذي اقام الدنيا ولم يقعدها ضد الرئيس السوداني عمر البشير، وعندما طالبوه بتطبيق ذلك على مجرمي الحرب الاسرائيليين والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في غزة، اجاب بأنه لا يستطيع فعل ذلك لان الفلسطينيين ليس لديهم دولة معترف بها، فهل رأيتم اكبر من ذلك التواطؤ، وهل ينتظر اوكامبو بأن تقوم دولة فلسطين وتحرر ارضها لكي يتفرغ للدفاع عنها ضد جرائم الصهيونية؟!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي