| محمد صالح السبتي |
في عالم تويتر أو أي موقع تواصل اجتماعي آخر عندما تفتح جهازك على موقعك الخاص لتشاهد مشاركات اصدقائك تظهر لك شاشه «تايم لاين» بها كثير من مشاركات من تتبعهم واحاديثهم واخبارهم وما ينقلون من مشاهد. قد يكون بجوارك وقتها صديق لك، هو ايضا يفتح جهازه على موقعه الخاص ليشاهد مشاركات اصدقائه. مما لا شك فيه ان الـ « تايم لاين» الخاص بك يختلف عما هو عليه عند صاحبك، فلك أصدقاء تتابعهم وله اصدقاء غيرهم. قد تشتركان في بعض الاصدقاء فتظهر مشاركاتهم عندك وعنده، وقد تختلفون في الاصدقاء فتختلف معها شكل ونوعية المشاركات التي تشاهدونها. لأصدقائك كلهم «تايم لاين» يختلف عنك تماما حتى لو توافق في بعض المشاركات، لكل واحد منهم «تايم لاين» خاص به يختلف مع غيره شكلا ومضمونا ونوعية مشاركات، لكل انسان في هذه الدنيا - ان كان له موقع على «تويتر» «تايم لاين» خاص به حسب ما يتابع من اصدقاء.
بعضنا عندما يفتح موقعه على «تويتر» يرى الدنيا سوداوية فهو يتبع اشخاصا لا ينقلون الا السيئ من الاخبار واحاديث التشاؤم والاشياء المقلقة. آخرون عندما يفتحون موقعهم يرون الدنيا عكس هذا، فأصدقاؤهم ينقلون ويشاركون بأحاديث الفرح والابتهاج والطموح، بعضنا يرى الدنيا اقتصادية فقط، السبب؟؟ لأن من يتابع مهتمون بالاقتصاد، بعضهم يرى الدنيا شعرا فقط، بعضهم يراها نكاتا ومزاحا، وهكذا... لو سألت أي شخص عن رأيه في مواقع التواصل الاجتماعي كلها فستسمع رأيه بحسب من يتبع من الاصدقاء فله «دنياه الخاصة» به وذلك باختياره قطعا... لأنه اختار من يتبع.علما بأن هؤلاء جميعا انما يدخلون موقعا واحدا هو «تويتر» مثلا... هو ذات الموقع لكن لكل شخص دنياه الخاصة و «تايم لاين» له وحده فقط يرى الدنيا من خلاله.
دعنا من عالم «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي، كما انك عندما تدخل في هذه المواقع يكون لك «تايم لاين» خاص بك تشاهد من خلاله الدنيا ولغيرك الشيء ذاته، اذا فالدنيا كلها بذات الحال، المواقف التي تعرض علينا هي ايضا كذلك، آراؤنا، افكارنا، مواقفنا، نظرتنا للامور تنبنى على ما نشاهده ونعتقده نحن لا غيرنا، وغيرنا كذلك له آراؤه وافكاره ومن خلالها يبني مواقفه، كما ان لك نافذة على عالم «تويتر» ترى من خلالها ما يحصل بالعالم الآن، لغيرك نافذة قد تختلف عن نافذتك اختلافا كليا وقد تتفقون في شيء ما، والحال ذاته بالنسبة لجميع شؤون الدنيا، لك نافذة عقلية وفكرية ترى بها دنياك ولغيرك نافذة اخرى يرى بها الدنيا من خلالها بشكل مغاير تماما احيانا كثيرة.
في كل الامور التي نختلف عليها وقد يصل اختلافنا الى حد النزاع والفجور بالخصومة، لماذا لا تتسع آفاقنا لمعذرة الآخر وتفهم وجهة نظره، حتى لو اختلفنا لكن يبقى ان التفهم والمعذرة مطلوبان، ليس لأحد ان يدعي ان الحق المطلق معه، وان الباطل المطلق هو رأي خصمه، فمنافذنا الفكرية التي نرى بها الامور مختلفة ومنها تختلف وجهات نظرنا.
لو فكر كل واحد منا حين يلج الى عالم «تويت» كيف تختلف الشاشات من واحد لآخر لتعلم كيف يعذر من خالفه
@lawyerModalsbti