«مؤتمر أصدقاء سورية تحوُّل كبير ... وفشل الخطة الأممية يمهّد لإنشاء منطقة عازلة مع حظر جوي»

نشار لـ «الراي»: «الوطني السوري» اكتسب شرعيته الدولية والعربية والإقليمية

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

أكد عضو «المجلس الوطني» السوري سمير نشار أن مؤتمر أصدقاء سورية «الثاني» الذي عقد في اسطنبول شكل خطوة نوعية، لافتا الى أن المجلس «اكتسب شرعيته الدولية والعربية والإقليمية وبدأت كل الأطراف تتعامل معه على هذا الأساس».

وكشف نشار الذي شارك في المؤتمر أن اللجنة التي أُعلن عنها للبحث في تسليح «الجيش السوري الحر» بأسلحة نوعية «تتألف من خمس دول عربية وخمس دول أجنبية بالاضافة الى تركيا».واذ رأى أن فشل مبادرة المبعوث الأممي - العربي كوفي انان سيدفع باتجاه «إنشاء منطقة عازلة مصحوبة بفرض منطقة حظر جوي جزئية أو كلية»، اشار الى أن القيادة الروسية وبحسب «المعطيات التي لدينا ستشارك بخطة دولية توافقية يكون لموسكو دور فيها» لأنها تتخوف «من عمل منفرد تقوم به مجموعة أصدقاء سورية خارج الأمم المتحدة».

«الراي» اتصلت بنشار وأجرت معه الحوار الآتي:

• اعترف مؤتمر أصدقاء سورية بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب ولم يقل انه الممثل الشرعي الوحيد. ما الفارق بين الاثنين؟

- هذا الاعتراف يماثل الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية التي تُعتبر الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني مع وجود اطراف سياسية فلسطينية أخرى ترى أنها تمثل أيضاً الفلسطينيين. المجلس الوطني السوري اكتسب شرعيته الدولية والعربية والاقليمية وبدأت كل الأطراف تتعامل معه على هذا الأساس، كما أن المجلس يفتح أبوابه لكافة أطياف المعارضة، وكما تعلمون تم وضع برنامج سياسي موحد اتفقت عليه أطراف المعارضة السورية.

• تمّ تأليف لجنة من 11دولة للبحث في تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية. مَن هي الدول المشاركة في هذه اللجنة؟

- اللجنة تتألف من خمس دول عربية وخمس دول أجنبية بالاضافة الى تركيا. وليست لديّ معلومات عن أسماء الدول المشاركة.

• ألا تتخوفون من أن يؤدي هذا الأمر الى نشوب حرب اهلية في سورية في ظل الانشقاقات المتزايدة داخل المؤسسة العسكرية؟

- سياسات بشار الأسد هي التي تدفع باتجاه الحرب الأهلية. ومن حق الشعب السوري الدفاع عن نفسه بعد سقوط 10 آلاف شهيد. ومنذ أكثر من سنة يواجه السوريون بصدورهم العارية الرصاص من دون أي تدخل دولي، وتالياً من حقهم حمل السلاح للدفاع عن انفسهم وسط المجازر اليومية والابادة الجماعية وتدمير المدن والبلدات. ومن هنا لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى عاجزاً عن تقديم آلية عملية لتدخل فعال يؤدي الى وضع حد لعنف النظام وإجرامه.

• هل المجلس الوطني السوري متفائل حيال القرارات الصادرة عن مؤتمر أصدقاء سورية؟

- شكل المؤتمر تحولاً كبيراً بالنسبة لنا وخصوصاً بعد تشكيل لجنة لمتابعة العقوبات، وهذه اللجنة ستحمل الملف السوري الى كافة الجهات الدولية من أجل الضغط لتنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي كوفي انان. وحتى الآن، يبدو أن النظام السوري عاجز عن تنفيذ الخطة الأممية بدليل تزايُد العنف وقمع الاحتجاجات ما يعني أن هذه المبادرة سيكون مصيرها الفشل.

• ما السيناريوات المحتملة في حال فشل خطة انان؟

- من خلال اتصالاتنا مع الأطراف الدولية والعربية وفي حال فشلت الخطة ثمة اتجاه لانشاء منطقة عازلة لم تتحدد حتى الآن تفاصيلها مصحوبة مع فرض منطقة حظر جوي جزئية أو كلية على سورية.

• دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى إصدار قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع من أجل وقف العنف في سورية. ما رأيك بهذا التطور الملحوظ في خطاب الجامعة العربية؟

- يعبّر هذا الخطاب عن مدى اقتناع الجامعة العربية بأن (الرئيس) بشار الأسد لا يلتزم وعوده سواء كانت دولية أو عربية وبأنه ماضٍ في سياسة القتل الممنهج ولن يتراجع عنها. ولذا لا بد من وضع حد للمجازر التي تُرتكب في سورية بعد أن تساقط العشرات من الشهداء، وهذا يعني أن الأسد فاقد للصدقية ولا يمكن الوثوق بكلامه.

• أشارت مصادر الى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمحت الى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء مناطق آمنة في حال إعلان فشل خطة المبعوث الأممي. ما معلوماتك حول هذه النقطة؟

- ثمة معطيات تشير الى ان هناك تحولاً في الموقف الروسي وخصوصاً أن القيادة الروسية تشعر بأنها تخوض معركة خاسرة في الدفاع عن بشار الأسد، وربما هناك احتمال لاتفاق دولي - روسي إذا فشلت خطة انان، حيث سيشارك الروس وحسب معلوماتنا بخطة دولية توافقية يكون لموسكو دور فيها. روسيا بدأت تدرك أن الوضع في سورية لا يتقدم ولذا تخاف من عمل منفرد تقوم به مجموعة أصدقاء سورية خارج الأمم المتحدة، وهذا السيناريو سيدفع الروس الى تغيير موقفهم من الأزمة السورية.

• كيف تقرأ ردة فعل النظام السوري على مؤتمر أصدقاء سورية؟

- النظام السوري يريد رفع معنوياته المنهارة. وقبل مؤتمر أصدقاء سورية قال الناطق باسم وزارة الخارجية ان معركة إسقاط الدولة سقطت. ونحن نريد تأكيد ان ثورة الشعب السوري لا تهدف الى إسقاط الدولة، وإنما إسقاط النظام الاستبدادي، وهناك فارق كبير بين الاثنين. النظام يحاول اقناع الرأي العام العربي والدولي بأن هناك مجموعات مسلحة تريد تدمير مؤسسات الدولة في حين أن الشعب السوري يواجه عصابات الأسد بصدور عارية، وهو يريد الإيحاء بأن الثورة في سورية انتهت لكن النظام غير قادر على الوقوف بوجه الثورة ولا في وجه العزلة الدولية وخصوصاً أن هناك مناخاً بأن روسيا ستتخلى عن النظام إذا فشلت مهمة أنان.

• أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن النظام السوري لن يسقط بالقوة وأن سقوطه سيخلف أزمات تراكمية في المنطقة، وهذا الموقف تقاطع مع مشاركة وفد عراقي في مؤتمر أصدقاء سورية. ما رأيك في ذلك؟

- يعكس موقف العراق الصراع الاقليمي على سورية، والقيادات العراقية جزء منها مع الثورة السورية والجزء الآخر يقف الى جانب النظام. ومن المعروف للجميع أن رئيس الوزراء نوري المالكي يدعم المحور الايراني وغير قادر على تجاوزه. والمفارقة أن المالكي يعارض أي تدخل عسكري في سورية وهو أتى الى السلطة على الدبابة الأميركية، وهو يحاول المواءمة بين طرفي المعادلة الاقليمية، اذ من جهة يرسل وفداً للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سورية كي يكون قريباً من المجموعة الدولية ومن جهة أخرى يحاول إرضاء الطرف الاقليمي الايراني. وهنا أريد كشف معلومة مهمة مفادها ان العراق وقّع اتفاقية تجارية مع إيران سمح بموجبها بدخول حاويات مغلقة لا تخضع للتفتيش على الحدود العراقية، وهذه الحاويات سترسل الى سورية وربما قد تحتوي على أسلحة أو مواد أخرى مرسلة الى النظام. ونحن في المجلس الوطني السوري سنتصل في أقرب فرصة بالقيادة العراقية من أجل توضيح هذا الموضوع.

• أشارت مصادر الى أن دولاً خليجية ستموّل «الجيش الحر» وستدعم الانشقاقات عن الجيش النظامي. ما معلوماتك حول هذا الموضوع؟

- في حال كانت هذه المسألة صحيحة، فإن كل النشاطات العسكرية ستكون تحت مظلة المجلس الوطني السوري. وبصرف النظر عن مدى دقة هذه المعلومات، نحن ممتنون للدعم الكبير الذي يتلقاه الشعب السوري من دول مجلس التعاون الخليجي ولا سيما السعودية وقطر. دول الخليج هي التي تقود قاطرة التغيير في سورية حقناً للدماء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي