د. تركي العازمي / وجع الحروف / لجان التحقيق وسرية المعلومات!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

استمر اجتماع لجنة التحقيق في الايداعات المالية الثاني حتى فجر يوم الأحد 1 أبريل 2012 والسبب يعود لتحفظ البنك المركزي على تزويد اللجنة بالبيانات المطلوبة.. لماذا التحفظ واللجنة هدف تشكيلها الرئيسي التحقيق في البيانات المطلوبة؟

إن ما يميز مجتمعنا الكويتي عن سواه من المجتمعات إنه وصل مرحلة من النضج لا يمكن تجاهلها، ورموزه السياسية الحالية تتسم بالشفافية وتبحث عن الحقيقة التي أدت إلى استقالة الحكومة السابقة وحل مجلس الأمة السابق، وبالتالي بقاء البيانات المطلوبة «سرية» من الجانب الحكومي قد يفسر بعدم التعاون، وهنا نذكرهم بالحديث الشريف «لعن الله الراشي والمرتشي»، ولعنة الله حينما تطلق على أمر معين فإنها تعني الكثير ولكن: هل يفهم البعض مغبة الاستمرار في عدم كشف البيانات وخطورتها على الأمن القومي!

إذا «فلت « الراشي والمرتشي من الحساب الدنيوي، فلعنة الله عليه حكم الهي سيلقان أثره في آخرتهما، والاختباء وراء حساسية المعلومات وسريتها أمر «مأخوذ خيره» فلجنة التحقيق تبحث في أموال اهدرت وأفسدت الممارسة السياسية، ولهذا واجب كشفها لنعلم الجيل الحاضر اخلاقيات الممارسة السياسية وأثر المال السياسي على وضع البلد بغية منا في الحفاظ على الجيل القادم من خطر الرشوة!

إننا اليوم أمام لجنة تحقيق في الايداعات المليونية، وفي القريب العاجل نود تشكيل لجان تحقيق في المشاريع الكبرى والأغذية الفاسدة فاتحين المجال الآمن لكل فرد لاحظ ممارسة الرشوة في أي مؤسسة أن يدلي بالمعلومات كي نستطيع اقتلاع الفساد الإداري من جذوره!

إن كنا نريد الإصلاح، فهذه هي الخطوة الأولى تجاهه وإن استمر «التحفظ» على البيانات وعدم كشف «الراشي والمرتشي» فلن نحقق الغاية المرجوة وهنا تكمن الخطورة.. والله المستعان!



[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي