«وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل»

تصغير
تكبير
| بقلم: فهد الرفاعي |

خلال الآونة الأخيرة حدثت سلسلة من الإساءات عالمياً ومحلياً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولزوجاته وأصحابه.

ولكن عندما نقول عالمياً فهناك غير المسلمين ولايؤمنون بالله ورسوله، وعندما نقول محلياً فإننا نسلط الضوء على المسلمين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر والرسل، وإن كان ذلك الشخص المسيء فعلاً محسوبا على المسلمين!!

فهذا الأمر لايعد غريبا من ناحيتهم وإنما هو أمر طبيعي بالنسبة لهم إذ أنهم أعتادوا بالافتراء على نبي هذه الأمة وزوجاته وأصحابه وحتى آل بيته الكرام لم يسلموا من افترائهم المستمر، لم تتجرأ أمة على الإساءة للنبي مثل مافعل هؤلاء الضالون الحاقدون، عندما نراهم يسيئون ويتعدون على سيد وخاتم النبيين وشفيع الأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فوالله تكاد قلوبنا تخرج من صدورنا فزعة ونصرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولاخير فينا ولانتمائنا للإسلام وسيدنا ونبينا يهان من المرتدين الضالين، وأيضاً عندما نرى الكلاب النابحة على المنابر تقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق، قال تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم).

وأيضاً استمرت الإساءة لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم : سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً.

فوالله إن هذه لفتنة قد تسوء في شتى بقاع الأرض، ولايصلح حال الأمة بها..

واستمرار سلسلة هذه التعديات على النبي وزوجاته وأصحابه بين آونة وأخرى، حتى هؤلاء الضالين أشتروا الضلالة بالهدى ومازادهم هذا إلا نكالاً وفجوراً.. وا أسفاه بإنتمائهم للإسلام!!

وقال تعالى {أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}،

فجزاؤهم من الله شديد

بما كانوا به يعملون،

وقال تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم}.

* والله سبحانه وتعالى أمرنا بالطاعة له ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وطاعة الله ورسوله وحدة قوة للمؤمنين، وطاعة الرسول وإتباعه في الأقوال والأعمال والأخلاق يعني الدخول في دائرة طاعة الله عز وجل ومعصيته معصية الله.

فقد شهد الله تعالى له بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وكفى بشهادة رب العالمين دليلاً على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ( ماكان محمد أبا أحدٍ من رجالكمُ ولكنْ رسُول اللهِ وخاتم النبيين).. (ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسُل)، دليل قاطع وحازم ولايقبل فيه النقاش والجدل.

واليوم تجرأ هؤلاء بالإساءة والتعدي على سيد الأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتهامه وقذفه هو وزوجاته وأصحابه!!

فليعلم هؤلاء أن الاساءة للنبي « خط أحمر» وبها تسقط شعوب وتنتهي شعوب.

* فيخرج علينا اليوم أحد الضالين بالتطاول والتعدي على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فتعُد هذه جريمة بشعة ينص عليها القانون الإلهي والدنيوي، ولابد أن يكون جزاؤه الإعدام فوراً وبدون مزايدات حتى لاتصبح فتنة بالأرض وحتى يكون رادعاً وعبرة لمن لايعتبر، وإن كان ذلك فقط التفكير في التطاول والإساءة يعد تجاوزا صريحا، فما بال وحال الأمة الإسلامية اليوم في تطاول وتعدي فرد منها على النبي صلى الله عليه وسلم علناً وأمام الملأ، وإن لم يكن وجود وقفة جادة وحازمة تجاه هذه الإساءات من المرتدين الضالين فيصبح على الدنيا السلام «ومن أمن العقاب أساء الأدب»..

قال تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً).

* سؤال ربما حير الكثير لماذا يقوم عدد من الضالين والمرتدين بين أونة وأخرى بالإساءة والتعدي على النبي وزوجاته وأصحابه؟؟

نقول ربما تكون هناك أجندة خارجية صهيونية تريد تفكيك وحدة المسلمين، وربما يكون مخطط أخر و«اللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ» في إشعال وانشغال الشارع الكويتي في هدف التخريب والفوضى لتحقيق مرادهم، فهذه كلها احتمالات وربما أن تكون صائبة وربما أن تكون غير ذلك والله وحده أعلم!!

نحمد الله سبحانه وتعالى على صحوة الأمة الإسلامية والوقوف بوجه هؤلاء المرتدين الضالين، فكانت ردة فعل الحادثة واضحة بإنتفاض الشعب الكويتي بوجه هذا الضال الحاقد وأيضاً تصاعد الأمر نيابياً من قبل أعضاء مجلس الأمة بالمطالبة بضبط وإعتقال هذا المغرد الذي أساء وتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم وضرورة محاسبته على فعلته الشنيعه ومحاكمته علنياً وعدم التراخي معه وعدم الاستجابه لأي ضغوط خارجية، ولن يفلت من عقابه في الدنيا والأخرة، وكانت إستجابة وزارة الداخلية سريعة في ضبطه واحضاره والتحقق معه ومواجهته بالاتهام والإساءة، وتم اعترافه على فعلته الشنيعة، فهدا الأمر مما جعل أعضاء مجلس الأمة يتقدمون باقتراح بقانون لتغليظ عقوبة المساس بالذات الإلهية أو الطعن بالنبي وعرضه إلى الإعدام أو المؤبد.. حتى يكون هذا العقاب رادعاً لمن تسول له نفسه في ذلك الأمر.

*! «مصائب قوم عند قوم فوائد»

فبعد هذه الفاجعة انتشر خبر عم جميع البلاد بأن القنصل العام لسفارة فرنسا لدى دولة الكويت قد اعتنق الإسلام ونطق الشهادتين بمسجد الستلان بمنطقة جنوب السرة بعد صلاة العشاء، ووسط صيحات تكبيرات المصلين، فأتت هذه الهدية على الشعب الكويتي لتثلج صدورهم وترسم على شفاههم البسمة فامتلأت قلوبهم فرحاً وهم يشاهدون ديبلوماسياً لواحدة من كبريات دول العالم وهو يلج في دين الله على أرض الكويت بكل طمأنينة مدفوعاً بنداء الايمان الذي قذفه الله في قلبه، والحمدلله رب العالمين على نعمة الإسلام..

اللهم إننا نتبرأ ممن أساء للنبي وزوجاته وأصحابه، واللهم إنا نعوذ بك من شدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا، يارب وحد صفوفنا كمسلمين سنة وشيعة كلنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.



الجامعة العربية المفتوحة

Twitter: Fahad_ALRifai
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي