مجمع اللغة العربية... آخر أعمدة الوحدة

تصغير
تكبير
| القاهرة- من تامر الدريدي |

أكد رئيس مجمع اللغة العربية في مصر الدكتور حسن الشافعي، أن المجمع هو العماد الباقي لوحدة الأمة العربية، بما يحتويه من ثقافات ويحفظه من تراث.

وقال في افتتاح الدورة الـ 78 لمؤتمر المجمع السنوي، إنه بات من المشروع، بل من الواجب تناول العربية في مستقبلها بين المتوقع، والمنشود الذي يرغب فيه أولياؤها وأنصارها من عرب ومستعربين، وهذا ما حدا بمجلس المجمع أن يتخذ مدارا للدراسات والمناقشات التي يتوقع أن تكون خصبة ومثيرة في مؤتمرنا، ومهما كانت دواعي التفاؤل والتشاؤم فإنني متفائل إلى حد كبير، لأني أعتقد أن الحراك الديموقراطي الحر الذي تموج به النفس العربية والمجتمع العربي منذ مطلع القرن الحالي والذي تجلى في الربيع العربي سوف يوقظ الذات الحضارية العربية، بما تستتبعه من اعتزاز باللغة القومية المشتركة وبعث للتراث الحضاري العربي الذي يمكن أن يمهد لدور حضاري جديد وانطلاقة علمية عربية مستأنفة، تواكبها النهضة اللغوية بطبيعة الحال، وهذا ما دفعني إلى أن أقترح على علمائنا وخبرائنا ومسؤولينا توجيه جهودنا للشبيبة العربية من أطفال وشبان، فهم أولا مستقبل هذه اللغة، وهم الذين يمكن أن تجدي معهم المحاولات وتثمر على ألسنتهم البريئة وفي عقولهم الغضة الجهود التربوية والمجتمعية والفنية.

ولفت وزير التعليم العالي في مصر الدكتور حسين خالد، إلى أننا في عالمنا العربي نحتاج بشده لاستكشاف المستقبل، لأن الماضي أخذ منا أكثر مما يستحق، وقال: لقد ظلمت اللغة العربية خلال القرنين الماضيين بسببنا نحن المتكلمين بها، حيث لم نقدم للعالم ما يمكن أن يجعل من بلادنا قبلة لطلاب العلم، وكان من أسوأ النتائج أن لغتنا لم تعد هدفا للتعلم من الباحثين، وتكمن المشكلة في قدراتنا الإبداعية التي هبطت إلى أدنى مستوياتها، والحل لن يكون إلا في عودة الإبداع إلى ذروة اهتمامنا، وعندها ستعود للغتنا مكانتها، وقال الشاعر فاروق شوشة، إنه على مدار 3 أعوام متعاقبة، انشغل مجمع اللغة العربية بحاضر اللغة العربية، «استقراء، تحليلا، ومدققا، ومتأملا»، ومن خلال مؤتمراته الثلاثة الأخيرة كان جهد المجمع ينصب على مناقشة هذا الحاضر من خلال واقع اللغة العربية في التعليم، وواقعها في الإعلام، ودور مؤسسات المجتمع المدني وجمعياته الأهلية في هذا الواقع، وتقدم المجمع عبر هذه السنوات الثلاث بتوصيات إلى المسؤولين الذين تعاقبوا على وزارة التعليم العالي، ليقوموا طبقا لقانون المجمع المعدل، الذي أعطاه سلطة اتخاذ القرار، وأن يكون قراره ملزما بعد قيام وزارة التعليم العالي بنشره في الوقائع المصرية، وتعميمه على المسؤولين والقائمين بأمر اللغة العربية في وزارات التعليم والإعلام والثقافة وغيرها من مؤسسات الدولة التي لها علاقة وثقى بهذه اللغة أداء واتصالا وتعبيرا وممارسة.

وأضاف: انتهت قرارات المؤتمرات الثلاثة وتوصياتها إلى الصمت الذي ينتهي فيه كل شيء تهمله الدولة ولا تلتفت إليه، ويبدو أن الانشغال على المستويين الرسمي والشعبي طيلة العام الأخير بالربيع العربي وما حمله من تغيير كبير في عدد من المجتمعات العربية، سيفتح آفاقا جديدة لما نأمله للغتنا العربية وسيمنحنا انطلاقة حقيقية تعوض ما خلفته السنوات الماضية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي