أخرجه خالد النمش وأنتجه مركز البحوث للدراسات الكويتية
«الغوص على اللؤلؤ في الكويت»... فيلم وثائقي يرصد صبر الأجداد في كتابة تاريخ الوطن
مشهد من الفيلم
بوستر الفيلم
خالد النمش
| كتب المحرر الثقافي |
خاض المخرج خالد نمش النمش تجربة فريدة من نوعها وذلك من خلال اعداد واخراج فيلم وثائقي مهم تعرض فيه لتراث الكويت، وخصوصا في ما يتعلق بالغوص بحثا عن اللؤلؤ... هذه الخصوصية التراثية تميزت بها الكويت عبر حقبة مهمة في تاريخها، وبفضلها تأسس اقتصاد الدولة قديما، واصبح لها وضعها وقيمتها بين دول المنطقة، وبالتالي فقد جنح النمش الى توثيق هذه الحقبة بهذا الفيلم الذي انتجه مركز البحوث والدراسات الكويتية، نظرا لما يمثله من قيمة حقيقية، وجهد مبذول من قبل مخرج العمل والفريق الذي انجزه من سيناريو وتصوير وتعليق وخلافه.
وهذا العمل اخذ عنوان «الغوص عن اللؤلؤ في الكويت» واشرف عليه الاستاذ الدكتور عبدالله الغنيم، ونفذه فريق العمل: مساعد المذكور ونواف العصفور، وطارق الفيلكاوي، وعبدالله الراشد، وخالد النمش، وقدم له الموسيقى التصويرية الفنان سعيد البنا، وكتب له السيناريو عبدالله بدران وعلق عليه مشاري المضاحكة.
ولأول وهلة... منذ بداية هذا الفيلم الوثائقي سينبهر المشاهد بالموسيقى التصويرية تلك التي تتماهى مع التراث وتتفاعل معه في اجواء حميمية، قريبة من المزاج الكويتي القديم، ومتواصلة بشدة مع التراث بكل ما يحمله من عبق الماضي ورؤية المستقبل.
ومن ثم جاء التصوير في سياق فني جذاب، عبر عرض تقني لمشاهد البحر الذي تمخر في عبابه السفن، انه العشق الازلي، والحب الخالد والتاريخ القديم للكويت، التي ارتبطت بالبحر على مر العصور، اعطت له الاهتمام والتقدير، واعطى لها الخير الوفير.
وتتدرج الاحداث التصويرية في سياقها الفني من خلال روعة الاخراج، واستشراف ملامح الماضي بصدق واخلاص لنشاهد كيف كان الكويتيون القدماء يجهزون سفنهم منذ البداية حتى التدشين في ماء الخليج، والدقة التي كانوا يولونها لهذا التجهيز، من اجل ابرز نشاط ملاحي عرفه تاريخ المنطقة.
وتتنقل مشاهد الفيلم من حركة السفن في البحر، الى البنادر وترتيب رحلات الغوص، وما يمر به هذا الترتيب من مراحل تنظيمية واختيار البحارة المشاركين في الرحلة، وتجهيز السفينة بكل الاحتياجات الضرورية.
ثم نشاهد الفعاليات والمظاهر التي تحدث على ظهر السفينة وهي تمخر في البحر، مثل الغناء الذي يعد روح السفينة وحياتها، وان اغلب الأغنيات عبارة عن ادعية وابتهالات، وبالتالي فقد تعرف المشاهد على اشهر الفنون التراثية القديمة، تلك التي كانت تعين البحارة على مواجهة الصعاب والمخاطر، وتساعدهم على تحمل التعب في سبيل البحث عن اللؤلؤ، ومواصلة اعمالهم الشاقة.
وتنتقل كاميرا المخرج بنا في سياق جذاب كي تعرفنا على اشهر المغاصات في الخليج مثل خواليف ام المرادم وحولي وصوفان والمنادي، وغيرها.
كما تمكن المخرج من وصف عملية الغوص ومراحلها، بأسلوب اتسم بالحرفية والقدرة على تحويل اللقطات الى عناصر حية ملموسة، تدخل المشاهد في حيز التجربة والاسترسال في التخيل من اجل الوقوف على مشارف ماضي الكويت.
وفي مشاهد اخرى يتحدث الفيلم عن المخاطر التي يتعرض لها الغواص مثل تعرضه لأذى الكائنات البحرية، والامراض والحرارة الشديدة وسوء التغذية وغيرها، وبالتالي يمكن قياس مدى المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء الغاصة، في اعماق البحر في سبيل البحث عن الرزق.
وتتحرك كاميرا المخرج كي ترصد لنا مكان الطبخ على ظهر السفينة، وكيفية اعداد الاطعمة البسيطة، تلك التي يتناولها طاقم السفينة مرة واحدة في اليوم، والاسلوب المتبع من اجل الابقاء على النار مشتعلة.
بالاضافة الى المكان الذي يخلد الغواصون فيه الى النوم، بعد يوم شاق من العمل يبدأ من انبلاج الفجر حتى غروب الشمس، والفرش الخشن الذي ينامون عليه بعمق.
ورصد الفيلم مقاطع من اغنية «يا مال» الشهيرة التي ترد فيها قصائد الشعر، ويطرب على ايقاعها طاقم السفينة.
وتحدث مشاهد الفيلم كذلك عن طريقة فلق المحار، تلك التي تأتي من اجل جني ثمار التعب الذي يستمر لمدة 4 اشهر كاملة يقضيها البحارة في وسط البحر بين المخاطر والمتاعب والصعاب.
واشار الفيلم الى انه نظرا لأهمية هذه الرحلة وابقائها حية في نفوس الابناء، ينظم النادي البحري كل صيف منذ العام 1986 رحلة خاصة للغوص على متن عدد من السفن يشارك فيها عدد من الشباب تحت اشراف ذوي الخبرة.
وتضمن الفيلم مقابلات مع اثنين من اصحاب الخبرة البحرية وهما علي بن صالح البشر الرومي، ومبارك تركي التركي، ولقد تحدثا عن الغوص والسفن بكثير من التفاصيل.
يذكر ان الفيلم الوثائقي «الغوص على اللؤلؤ في الكويت» هو آخر فيلم انتج عن الغوص، وانه في العام 1985 انتج فيلم عن «غوص العدان» وان المخرج خالد النمش حرص على ان يكون فيلمه ثريا بالمعلومات عبر 50 دقيقة تضمنت الحديث عن تجهيز السفن، واماكن المغاصات، وكيفية اكتشافها، وتفاصيل الحياة اليومية على ظهر السفينة، وطريقة الغوص وفلق المحار، وهي امور لم يتطرق اليها اي فيلم وثائقي تناول مهنة الغوص.
والفيلم حصل على دعم وتشجيع مركز البحوث والدراسات الكويتية والنادي البحري الرياضي الكويتي.
كما ساعد المخرج خالد النمش في اخراج فيلمه مجموعة من الشباب المتميز.
لماذا لا يهتم التلفزيون
بفيلم يوثق تاريخ الكويت؟!
رغم اهمية الفيلم الوثائقي «الغوص على اللؤلؤ في الكويت»، لمخرجه خالد النمش والذي يتحدث عن تاريخ الكويت القديم بأسلوب تقني جميل، إلا ان تلفزيون الكويت لم يبادر بالاهتمام بهذا الفيلم، ويقوم بعرضه بشكل يليق به، مع العلم بأن هناك برامج واعمالا تلفزيونية اقل اهمية، يقوم التلفزيون بعرضها على الجمهور بين وقت وآخر، لدرجة لافتة للنظر.
لذا فإننا نناشد المسؤولين في وزارة الاعلام وفي تلفزيون الكويت بمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي ومن ثم فرد مساحة كافية لعرضه تلفزيوني لكي يتعرف الكويتيون - وخصوصا الشباب - على تاريخ الآباء والاجداد.
خاض المخرج خالد نمش النمش تجربة فريدة من نوعها وذلك من خلال اعداد واخراج فيلم وثائقي مهم تعرض فيه لتراث الكويت، وخصوصا في ما يتعلق بالغوص بحثا عن اللؤلؤ... هذه الخصوصية التراثية تميزت بها الكويت عبر حقبة مهمة في تاريخها، وبفضلها تأسس اقتصاد الدولة قديما، واصبح لها وضعها وقيمتها بين دول المنطقة، وبالتالي فقد جنح النمش الى توثيق هذه الحقبة بهذا الفيلم الذي انتجه مركز البحوث والدراسات الكويتية، نظرا لما يمثله من قيمة حقيقية، وجهد مبذول من قبل مخرج العمل والفريق الذي انجزه من سيناريو وتصوير وتعليق وخلافه.
وهذا العمل اخذ عنوان «الغوص عن اللؤلؤ في الكويت» واشرف عليه الاستاذ الدكتور عبدالله الغنيم، ونفذه فريق العمل: مساعد المذكور ونواف العصفور، وطارق الفيلكاوي، وعبدالله الراشد، وخالد النمش، وقدم له الموسيقى التصويرية الفنان سعيد البنا، وكتب له السيناريو عبدالله بدران وعلق عليه مشاري المضاحكة.
ولأول وهلة... منذ بداية هذا الفيلم الوثائقي سينبهر المشاهد بالموسيقى التصويرية تلك التي تتماهى مع التراث وتتفاعل معه في اجواء حميمية، قريبة من المزاج الكويتي القديم، ومتواصلة بشدة مع التراث بكل ما يحمله من عبق الماضي ورؤية المستقبل.
ومن ثم جاء التصوير في سياق فني جذاب، عبر عرض تقني لمشاهد البحر الذي تمخر في عبابه السفن، انه العشق الازلي، والحب الخالد والتاريخ القديم للكويت، التي ارتبطت بالبحر على مر العصور، اعطت له الاهتمام والتقدير، واعطى لها الخير الوفير.
وتتدرج الاحداث التصويرية في سياقها الفني من خلال روعة الاخراج، واستشراف ملامح الماضي بصدق واخلاص لنشاهد كيف كان الكويتيون القدماء يجهزون سفنهم منذ البداية حتى التدشين في ماء الخليج، والدقة التي كانوا يولونها لهذا التجهيز، من اجل ابرز نشاط ملاحي عرفه تاريخ المنطقة.
وتتنقل مشاهد الفيلم من حركة السفن في البحر، الى البنادر وترتيب رحلات الغوص، وما يمر به هذا الترتيب من مراحل تنظيمية واختيار البحارة المشاركين في الرحلة، وتجهيز السفينة بكل الاحتياجات الضرورية.
ثم نشاهد الفعاليات والمظاهر التي تحدث على ظهر السفينة وهي تمخر في البحر، مثل الغناء الذي يعد روح السفينة وحياتها، وان اغلب الأغنيات عبارة عن ادعية وابتهالات، وبالتالي فقد تعرف المشاهد على اشهر الفنون التراثية القديمة، تلك التي كانت تعين البحارة على مواجهة الصعاب والمخاطر، وتساعدهم على تحمل التعب في سبيل البحث عن اللؤلؤ، ومواصلة اعمالهم الشاقة.
وتنتقل كاميرا المخرج بنا في سياق جذاب كي تعرفنا على اشهر المغاصات في الخليج مثل خواليف ام المرادم وحولي وصوفان والمنادي، وغيرها.
كما تمكن المخرج من وصف عملية الغوص ومراحلها، بأسلوب اتسم بالحرفية والقدرة على تحويل اللقطات الى عناصر حية ملموسة، تدخل المشاهد في حيز التجربة والاسترسال في التخيل من اجل الوقوف على مشارف ماضي الكويت.
وفي مشاهد اخرى يتحدث الفيلم عن المخاطر التي يتعرض لها الغواص مثل تعرضه لأذى الكائنات البحرية، والامراض والحرارة الشديدة وسوء التغذية وغيرها، وبالتالي يمكن قياس مدى المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء الغاصة، في اعماق البحر في سبيل البحث عن الرزق.
وتتحرك كاميرا المخرج كي ترصد لنا مكان الطبخ على ظهر السفينة، وكيفية اعداد الاطعمة البسيطة، تلك التي يتناولها طاقم السفينة مرة واحدة في اليوم، والاسلوب المتبع من اجل الابقاء على النار مشتعلة.
بالاضافة الى المكان الذي يخلد الغواصون فيه الى النوم، بعد يوم شاق من العمل يبدأ من انبلاج الفجر حتى غروب الشمس، والفرش الخشن الذي ينامون عليه بعمق.
ورصد الفيلم مقاطع من اغنية «يا مال» الشهيرة التي ترد فيها قصائد الشعر، ويطرب على ايقاعها طاقم السفينة.
وتحدث مشاهد الفيلم كذلك عن طريقة فلق المحار، تلك التي تأتي من اجل جني ثمار التعب الذي يستمر لمدة 4 اشهر كاملة يقضيها البحارة في وسط البحر بين المخاطر والمتاعب والصعاب.
واشار الفيلم الى انه نظرا لأهمية هذه الرحلة وابقائها حية في نفوس الابناء، ينظم النادي البحري كل صيف منذ العام 1986 رحلة خاصة للغوص على متن عدد من السفن يشارك فيها عدد من الشباب تحت اشراف ذوي الخبرة.
وتضمن الفيلم مقابلات مع اثنين من اصحاب الخبرة البحرية وهما علي بن صالح البشر الرومي، ومبارك تركي التركي، ولقد تحدثا عن الغوص والسفن بكثير من التفاصيل.
يذكر ان الفيلم الوثائقي «الغوص على اللؤلؤ في الكويت» هو آخر فيلم انتج عن الغوص، وانه في العام 1985 انتج فيلم عن «غوص العدان» وان المخرج خالد النمش حرص على ان يكون فيلمه ثريا بالمعلومات عبر 50 دقيقة تضمنت الحديث عن تجهيز السفن، واماكن المغاصات، وكيفية اكتشافها، وتفاصيل الحياة اليومية على ظهر السفينة، وطريقة الغوص وفلق المحار، وهي امور لم يتطرق اليها اي فيلم وثائقي تناول مهنة الغوص.
والفيلم حصل على دعم وتشجيع مركز البحوث والدراسات الكويتية والنادي البحري الرياضي الكويتي.
كما ساعد المخرج خالد النمش في اخراج فيلمه مجموعة من الشباب المتميز.
لماذا لا يهتم التلفزيون
بفيلم يوثق تاريخ الكويت؟!
رغم اهمية الفيلم الوثائقي «الغوص على اللؤلؤ في الكويت»، لمخرجه خالد النمش والذي يتحدث عن تاريخ الكويت القديم بأسلوب تقني جميل، إلا ان تلفزيون الكويت لم يبادر بالاهتمام بهذا الفيلم، ويقوم بعرضه بشكل يليق به، مع العلم بأن هناك برامج واعمالا تلفزيونية اقل اهمية، يقوم التلفزيون بعرضها على الجمهور بين وقت وآخر، لدرجة لافتة للنظر.
لذا فإننا نناشد المسؤولين في وزارة الاعلام وفي تلفزيون الكويت بمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي ومن ثم فرد مساحة كافية لعرضه تلفزيوني لكي يتعرف الكويتيون - وخصوصا الشباب - على تاريخ الآباء والاجداد.