| مبارك مزيد المعوشرجي |
تساءلت: هل هذا التزامن العجيب للإضرابات صدفة بحتة أم أمر بُيّت بليل؟ فاكتشفت أنها فكرة سادت وانتشرت في البلد، مفادها أن الكويت مرعى فمن سبق لبق، وعليه أخذ ما يتخذ ثم ينتقل لمرعى آخر.
قد نقبل أمر إضراب طالب أو عامل أو موظف صغير السن، محدود الدخل، ذي وظيفة شاقة، ولكن أن يضرب أساتذة الجامعة والتعليم التطبيقي، فذلك أمر لا تستسيغه النفس ولا يقبله الضمير، فهم حملة الدين والعلم والقيم، يعلمون أبناءنا الوطنية والولاء والإخلاص، ويدرسونهم أن العقد شريعة المتعاقدين، ومن أخذ الأجر التزم بالعمل، وأن لا صلاة لعبد آبق.
فهل يقبل أستاذ يحمل هذه الأمانات أن يقف عند مدخل الكلية ليعيد طلابنا إلى منازلهم وقد قدموا لأخذ العلم على يديه؟! أو يمنع زميله الوافد الذي حضر ليقوم بواجبه لتعليم أبنائنا من الدخول؟! ويوقف العملية التربوية من أجل حفنة دنانير؟!!
دكتور صديق أمضى في خدمة العلم أكثر من ربع قرن، صاح بعد أن ضيقنا عليه الخناق في الديوان: اشمعنى حنا إذا كانت الدولة تكافئ من يصارخ ويضرب بتحقيق ما يريد وتغض الطرف عن حقوق الصامتين، فردّ عليه زميل له: فيروس وانتشر، وكان الله بعون بلد كان هؤلاء رأس الهرم الفكري به، فإذا كان المعلمون من هذا الطراز فما الذي نتوقعه من طلابهم؟!
[email protected]