د. وائل الحساوي / نسمات / الفصل الأخير يكاد ينطوي

تصغير
تكبير
شاهدت خريطة يقال ان النظام السوري قد وضعها لتقسيم سورية الى ثلاث دول مستقلة: الأولى في شمال سورية لدولة كردية تضم اكراد سورية الذين يتوقون الى الانضمام الى اكراد العراق وتركيا لاقامة دولتهم المستقلة، وقد صرح حاكم اقليم كردستان العراق «مسعود البرزاني» بأن الاكراد سينفصلون عن العراق ويكونون دولتهم المستـــقلة خلال عام من الآن.

الدولة الثانية هي الدولة العلوية والتي تمتد على مدى سواحل سورية ثم تدخل في العمق السوري مرورا بحمص، وقد شاهدنا من الجرائم البشعة للنظام في حمص ما يعزز تلك النظرية التي تريد تهجير اهل حمص لكي تتم السيطرة عليها.

أما الدولة الثالثة فهي للدروز في جنوب سورية وتبقى الاجزاء الاخرى لاهل السنة دون اي ميناء بحري.

مهما تكون تلك السيناريوات غير واقعية لكن الواقع هو ان غالبية الشعب السوري قد تململ من حجم المجازر التي يرتكبها النظام المجرم يوميا بحقهم دون ان تطرف له عين والتي تذكرهم بتآمر العلويين في القرون الماضية ضد المسلمين وتعاونهم مع المستعمرين التتار والصليبيين ضد ابناء جارتهم، وهو ما جعل فرنسا تكافئهم باقامة حكمهم في سورية في منتصف القرن الماضي.

لقد بدأ الناس يتـــــســــاءلون: هـــــل يمكن ان تكون تلك الوحشية التي تقاتل بها عصابات الاسد الشعب السوري وينحرون الاطفال والنساء والرجال يوميا دون رحمة، هل يمكن ان يكون ذلك امرا طبيعيا او ردة فعل على المظاهرات السلمية التي تعبر عن سخطها على الاوضاع؟ واذا كان المجرم الاكبر فرعون مصر قد اكتفى بقتل ابناء بني اسرائيل وتــــــرك نساءهم، فإن هذا المجرم العلوي قد سبق فرعون بعشرات المرات واصبح يستهدف النساء والاطفال قبل الرجال، ويبــــدو بأن الدول الغربية والولايات المتحدة الاميركية قد بدأت تسدد له فاتورة حماية اسرائيل على مدى اربعين عاما، وفاتورة ابادة الفلسطينيين وفاتورة التدخل في لبنان لتمزيق شعبه وزرع المؤامرات في ربوعه، وكم اشعر بالأسى وأنا استمع للرئيس الاميركي اوباما يردد منذ بداية الثورة السورية بأن هذا العمل جريمة وان الولايات المتحدة قد نفد صبرها ولابد من تحرك سريع، ثم لم تتحرك الولايات المتحدة شعرة واحدة، وكذلك الدول الاوروبية صاحبة نظريات الديموقراطية وحقوق الانسان، بل وبدأ ترديد الاسطوانة المشروخة بأن تزويد الثوار السوريين بالسلاح خطر وانه قد يقع في يد تنظيم القاعدة.

وفي ظل الانتخابات الاميركية وتسابق المرشحين الجمهوريين والديموقراطيين على ارضاء اليهود فيجب علينا ألا نتوقع اي عمل حقيقي لردع بشار المجرم!!

والعجيب ان وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان قد كتب قبل ايام مقالا يقول فيه إن التغيير في سورية ليس ضرورة اخلاقية فقط بل ومن مصلحة السلام، ويطمئن الذين يخافون من سيطرة القاعدة او الاخوان المسلمين على الحكم بعد بشار بأن سورية ستنضم في النهاية للمعسكر الديموقراطي الذي يحتاجه الشرق الاوسط، ولست ادري من نصدق وما سبب تقاعس الجميع ان كان التغيير ضرورة اخلاقية؟!

لكن الامر الاكيد هو ان الله تعالى سينصر هذا الشعب المظلوم وان نهاية الظلم قد باتت قريبة بإذن الله، فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي