الطب الحديث يُجيب عن السؤال الإنساني الشهير الأزلي

هل تخفت مشاعر الحب والغرام بعد الزواج؟

تصغير
تكبير
| اعداد د. أحمد سامح |

في أولى دراسات طب القلوب أجابنا عن السؤال الشهير الذي سألته الفنانة الكبيرة سعاد محمد ألا وهو من السبب في الحب القلب ولا العين؟

فكانت إجابة الطب الحديث أن المخ هو مهد الحب والشوق والغرام والقلب يتلقى من المخ اشارات عصبية تصل الى القلب فيخفق للحب وتزداد ضرباته ويحمر الوجه ويتصبب العرق من وجه المحب ويعاني من الارتباك لسرعة توارد الافكار من المخ الى مراكز التفكير والحواس الخمس.

واليوم نجيب عن السؤال الثاني الشهير الأزلي ألا وهو هل تخفت مشاعر الحب وحرارة الشوق بعد الزواج وهل للحب الرومانسي وجود بالفعل وكم يدوم ولماذا تخبو جذوته وينطفئ اشتعاله؟

الإجابة ليست بالسهلة فهي تعتمد على علم الفسيولوجيا «علم وظائف الأعضاء» وعلم الكيمياء الحيوية الذي يفسر ويثبت ان كل مشاعر الحب والعاطفة هي تغيرات الكيمياء تحدث في خلايا المخ والأعصاب.

وتناول في هذه الدراسة دور الموصلات العصبية الدوبامين والهرمونات الجنسية خصوصاً هرمون «الاوكسيتوسين» الذي يطلق عليه هرمون الحب الذي يفرز من الغدة النخامية التي تقع في وسط المخ.

ونعرض هنا لكل النظريات التي تفسر خفوت جذوة الحب بعد الزواج وما التغيرات الكيميائية وراء هذا الخفوت.

وأيضاً نعرض لاكتشاف علماء أميركيين ان الحب الحقيقي موجود الذي يدوم الى الأبد ولا يتضاءل.

كما نتقدم بوصفة طبية لكل زوجين لاستعادة جذوة الحب الحقيقي والحب الرومانسي الذي كان بينهما في فترة الخطوبة وشهر العسل وبداية الزواج.

سؤال أبدي تتساءله كل الأجيال المتعاقبة منذ ان شرع الله عز وجل الزواج ألا وهو هل تخفت مشاعر الحب والغرام بعد الزواج؟



الدوبامين والاحساس باللهفة

أجاب عن هذا السؤال الذي سألته الأجيال دراسة أميركية حديثة أجرتها جامعة ميامي التي أكدت ان الشعور بالحب يساعد على افراز مادة «الدوبامين» داخل المخ التي تعطي الاحساس باللهفة والرغبة.

وكذلك بعض الأعراض التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق ورعشة اليدين لكن العلماء الذين أجروا الدراسة وجدوا ان بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخرى هي

«الأوكسيتوسين» التي تعطي الاحساس بالامان والالفة والراحة لذلك نجد شعور الزوجين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطوبة.

وبالتالي فالعطاء والتضحية لا ترتبط بفترة دون اخرى وإنما ترتبط برغبة في انجاح الاسرة وتحقيق الاهداف المشتركة كذلك فإن العطاء وروح التضحية تختلف من شخص لآخر فهناك رجال كثيرون يقدمون على التضحية والعطاء مثل النساء تماما في حين ان بعض السيدات يكن أقل تنازلا من أزواجهن.



ما الحب الحقيقي؟

ومن جانبه، أوضح الدكتور طارق عكاشة استاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس ان الحب الحقيقي الذي يستمر لسنوات هو الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الاحساس بالأمان والراحة في وقت واحد.

وأثبتت دراسات علمية ايطالية ان العمر الافتراضي للحب لا يزيد على عام واحد فقط من اشتعال جذوته الذي يختلف في السنوات التالية التي يعتقد ان شعلة الحب تنطفئ عندها.

وأثبتت الدراسات العلمية الايطالية ان الحب الرومانسي لا يدوم لأكثر من عام واحد بقليل ثم يتلاشى وتجف جذوته ويتحول الى ذكريات.

والتفسير العلمي لهذه النتائج وفق باحثين بجامعة «بافيا» يشير الى ان كيمياء المخ قد تكون مسؤولة عن شرارة الحب الاولى وارتفاع معدل بروتين معين يطلق عليه «ثيروتروفينز» له علاقة بمشاعر النشوة.

واستندت هذه الدراسة الى اختبارات أجريت على مجموعة من الناس في علاقات كثيرة وطويلة او من دون علاقة ووجد خلالها ان معدل هذا البروتين يتباين.

ووجدت الدراسة ان معدل هذا البروتين كان مرتفعا لدى بدء العلاقة في حين تراجع الى المعدل الطبيعي بعد مرور عام عليها.



هل يختفي الحب الرومانسي؟

وقال الباحث برجلوركجي بولين «ان ذلك لا يعني اختفاء الحب وإنما يعني فقط ان جذوة الحب لم تعد متقدة فالحب بات اكثر استقرارا فيبدو ان الحب الرومانسي قد انتهى».

وأضاف قائلا: «من هذه الدراسة يتبين ان كيماء المخ التي تلعب دورا مهما في تغيير المزاج تتغير ما بين بداية العلاقة وأخذها منحى اكثر استقرارا.

وقال الدكتور لانسي وركمان استاذ الطب النفسي ان الحب الرومانسي يخفت بعد سنوات قليلة ويتحول الى عشرة ولاشك ان عوامل بيولوجية معينة تلعب دورا في ذلك.

ولقد أوضحنا في الدراسات السابقة ان مشاعر الحب وأحاسيس الشوق تصل الى المخ عن طريق الحواس الخمس لتحدث تغيرات كيميائية. ذلك لأن العمليات الكيميائية التي تحدث في المخ تنتج مادة تسمى «فنيل ايثيل امين «Phenyl Ethyl Amin» المعروفة اختصارا «PEA».

وهي من المواد النشطة من ابناء عمومة الامفيتامينات، فعندما نلتقي شخصا ننجذب اليه يكون هذا الاعجاب هو الشرارة التي تطلق هذه المادة فتعطينا حالة السعادة والبهجة والنشاط الا ان هذه المواد لا يستمر افرازها بنفس المعدلات العالية التي تفرز في بداية الحب.

وبالتالي فإن بعض العلماء يقولون ان الحب الرومانسي او الجارف او الملتهب قصير العمر والسبب في ذلك ان الجسم يتعود ويقاوم هذه المادة «فنيل ايثيل امين» كما يتعود ويقاوم بقية الامفيتامينات.

وذلك مثلما يحدث في حالات الادمان على الامفيتامينات لهذا فإنه وبعد ان كان الزواج يتأثر بجرعة معينة نجد ان الجسم ومع مرور الوقت يحتاج الى جرعة أكبر كي يحصل على نفس التأثير.



وصفة طبية لاستعادة مشاعر الحب

والشائع انه بعد مرور 3 او 4 سنوات من بداية الحب الرومانسي يصاب الانسان بالملل نتيجة نقص هذه المادة من المخ واحتياجه لكمية اكبر منها، ولذلك يوصي العلماء بضرورة ان يحاول الزوجان تجديد أواصر الحب والعلاقة العاطفية والشوق والتمتع بالاجازات والاسترخاء والرحلات الترفيهية الممتعة التي تجدد النشاط كلما شعرت بسحابة الملل من اجل تحفيز المخ على انتاج هذه المواد الكيميائية المطلوبة لعودة الدفء والشوق ومشاعر الحب وأحاسيس الغرام.

كما يحب ان يعبر كل من الزوجين عن شعوره وحبه نحو زوجته في كل مناسبة بكلمات رقيقة وهمسات دافئة.





جهاز يكشف عن صدقه



«ترمومتر» يقيس درجة حرارة الحب



يبدو أن مشاعر الحب والغرام بين المحبين العاشقين أصبحت قابلة لقياس شدتها ودرجة حرارتها وصدقها بعد أن طرح في الأسواق المصرية حديثاً ترمومتر لقياس شدة الحب.

وذكرت صحيفة «روزاليوسف» المصرية اليومية ان هذا النوع من الترمومتر لا يشبه ترمومتر قياس حرارة الجسم الذي يوضع في الفم، وإنما هو عبارة عن اناء لوبي مصنوع من البلاستيك الشفاف بداخله سائل تختلف ألوانه بين الأحمر والأزرق والأصفر.

ويلقى شراء الترمومتر اقبالاً شديداً من قبل الشباب الذين يعيشون حالة حب للاطمئنان أن درجة حب الآخر لاتزال في أوج شدتها واشتعالها.

وفي ابتكار لطيف لمن يشكون حب شركائهم العاطفيين نجح المهندس في الالكترونيات الروماني في اختراع سوار يخبر الإنسان عما إذا كان الحب حقيقياً أم لا.

حيث أكد ان جهازه الجديد سيساعد الناس على التأكد من ان شركاء حياتهم يحبونهم حباً حقيقياً وليس من أجل مصلحة أو منفعة.

حيث يمكنه قياس معدل نبضات القلب والتغيرات الأخرى ثم يقوم السوار بعرض المعلومات على شاشة جهاز استقبال. وهذه الأرقام التي تظهر على الشاشة يمكن تفسيرها وتحليلها لمعرفة إذا ما كانت تلك المشاعر صادقة.

وأضاف المخترع الروماني انه من الأرجح أن يعطيك الجهاز معلومات دقيقة عن مشاعر الرجال فقط دون النساء.

وذلك لأن مشاعر النساء أكثر رقة وحساسية من الرجال، لذا فهو يعتقد أن نصف المعلومات فقط التي يتم الحصول عليها من النساء ستكون دقيقة.





دواء لتقوية الحب بين الزوجين



في محاولة جديدة لتكوين علاقة حميمية بين الجنسين يقوم عالم نفس استرالي بإجراء تجارب على ما يسمى بهرمون الحب «أوكسيتوسين» لمعرفة إذا كان لهذا الهرمون تأثير على حل المواقف المعقدة والمساعدة في النجاح لحلها. ويشير العالم النفسي آدم من جامعة نيوساوث ويلز إلى ان هرمون «اوكسيتوسين» هو الهرمون الذي يفرزه المخ عند ممارسة الجنس وعند الولادة ويساعد على تكوين العلاقة الحميمية بين الجنسين.

كما انه المسؤول عن الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها.

ويقوم العالم النفسي آدم جواستلا في تجربته وبحثه بالتحكم في هرمون «اوكسيتوسين» برشه داخل الأنف خلال بعض جلسات الاستشارة الزوجية قائلاً لصحيفة «استراليان»: «نعتقد أن اوكسيتوسين ربما يقدم طريقة جديدة لتحسين معدلات العلاج إذا ما تحسنت العلاقة بين الزوجين في غرفة العلاج فإن هذا قد يؤدي إلى فوائد على الأمد البعيد.





دراسة أميركية: الحب الحقيقي لا يخفت مع الزمن



اكتشف علماء أميركيون أن الحب الحقيقي الذي يدوم إلى الأبد ولا يتضاءل مع مرور الزمن موجود بالفعل.

وأكدت نتائج دراسة أجراها علماء في جامعة «ستوني بروك» في مدينة نيويورك الأميركية وشملت أزواجاً بعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر متزوج منذ نحو 20 عاماً.

وقام العلماء بتصوير مقطعي لأدمغة الأزواج فتبين أن عدداً منهم أبدى، بعد 20 عاماً على الزواج، استجابات عاطفية مماثلة للاستجابات التي يبديها الأزواج حديثو الارتباط.

وأوضحت الدراسة أن الحب والرغبة الجنسية يكونان في ذروتيهما في بداية العلاقة ويبدآن بالتراجع مع مرور الأعوام، مؤكدة أن واحداً من أصل 10 أزواج ناضجين يعطي ردود فعل كيميائية مماثلة للمتزوجين حديثاً عند رؤية صورة من يحبه.

وأكد بروك آرثر ارون عالم النفس في جامعة ستوني ان النتائج تتعارض مع الاعتقاد السائد انه لا وجود للحب الحقيقي الدائم ولكننا على يقين أن هذا النوع من الحب موجود فعلا».

وخلصت الدراسة ان بعض الأزواج عبروا عن حبهم الشديد لشريكهم على الرغم من مرور 20 عاماً على زواجهم.

فظن أنها خدعة لكن «المسح المقطعي لأدمغتهم أظهر أن الأمر حقيقة بالفعل وأنهم لا يتظاهرون بالحب».

وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن الحب الأبدي لا وجود له وان الحب الحقيقي بين الأزواج يبدأ بالتضاؤل بمدة تتراوح بين 12 إلى 15 شهراً ويأخذ في التلاشي أكثر بعد سنتين أو ثلاث سنوات إلى أن يختفي بعد سبع سنوات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي